المقالات

استنسخوا نصر الله!

2073 02:34:00 2006-07-19

( بقلم د. حامد العطية )

تحقق وعد الله بطريقتين، الفعل المباشر للقوى الغيبية، في صورة معجزة خارقة للمعتاد، تتنزل من السماء بالنعمة مثل إنزال المائدة على المسيح وحوارييه، أو بالعقاب مثل حجارة سجيل على أصحاب الفيل، وقد يتخذ هذا الوعد تدخلاً غيبياً من خلال فعل بشري، فردي أم جماعي، مثل معجزات الأنبياء وانتصار فئة قليلة من المؤمنين على فئة كثيرة من الكافرين، ويكون الفرد أو الجماعة تجسيداً للمشيئة الآلهية، وتجمع الرسالات السماوية بين النوعين من التدخل، فنزول الهدي إعجاز آلهي، يتحقق بواسطة نبي أو رسول من البشر، وسيرة المبعوث بالرسالة نموذج على الطريقة المثلى في الفكر والسلوك، وبعد رحيل الرسول أو النبي تبقى معجزة الرسالة، متمثلة في النصوص المنزلة، وبدون الوعد الآلهي فإن من المحتمل أن تندثر الرسالة نتيجة إخفاء أو طمس أو تحوير النصوص، كما فعل اليهود بالرسائل السماوية المنزلة على أنبياءهم، والوسيلة الوحيدةللحفاظ على الرسالة، بغير المعجزة المباشرة، هي من خلال الأولياء الصالحين، الذين يحملون الرسالة أمانة من عند الله والرسل، ويوصلونها للناس كاملة غير منقوصة، ويتصدون للمجموعات والأفراد، الذين يخالفون الرسالة ويسعون إلى تحريفها نصاً أو تفسيراً أو ممارسة، ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة إلى الائمة أو القادة المجتبين وفقاً للوعد الآلهي بحفظ رسالته، ولأن أهداف النزول هي صلاح جميع البشر فلا بد من اتساع دائرة الإيمان والممارسة لتشمل أيضاً الأتباع المخلصين، الذين يعبرون عملياً عن فاعلية الرسالة، بوصول الرسالة وفهمها والإعتقاد بمضمونها وتطبيقها.

أعظم البشر بعد الرسل والأنبياء والأئمة هم المؤمنون المحافظون على العهد مع الله، وهؤلاء أيضاً منصورون بالقوة الآلهية، فهم بنصرتهم لله ورسالته مستحقون لنصره، ووجودهم ضرورة للحفاظ على الرسالة من النسيان والإهمال والتحريف، وفقاً للوعد الالهي، لذا فهم حملة الرسالة بعد المجتبين، ومن المهم تمييزهم عن غيرهم من المؤمنين الذين يكتفون بدور ثانوي، ولعل أهم خصائصهم المميزة تصديهم لأشق المسئوليات وأصعب المهام في خدمة الرسالة،  وتسخيرهم كافة مقدراتهم وتفانيهم في سبيل ديمومتها، وضربهم أروع الأمثلة في التضحية بالغالي والنفيس في سبيل ذلك، فهم أكثر الناس طلباً للعلم والمعرفة، وفي مقدمة العاملين بالمعرفة والقيم والأخلاق السامية لصلاح مجتمعاتهم والبشرية جمعاء، كما نجدهم في الصف الأول من المدافعين بأموالهم وأنفسهم عن الرسالة والأمة، هؤلاء هم الذين يصفهم الله في محكم كتابه العزيز بحزب الله.

ومن البديهي بأن قائد هؤلاء المؤمنين يتحمل مسئولية عظمى في صنع القرارات المصيرية، وفي إدارة شؤون الجماعة المؤمنة، وهو يخاطر بحياته لأنه مستهدف من أعداء العقيدة، الذين يأملون من خلال التخلص منه إضعاف الأمة، وعلى مدى عقدين من السنين برهن السيد حسن نصر الله بأنه أحد هؤلاء القادة التاريخيين، وحلقة من السلسلة – أو حبل الله – الواجب الاعتصام بها، التي بدأت بالأنبياء والرسل، مروراً بالائمة، وتتواصل بأمثاله من القادة الأفذاذ، حتى تكتمل بظهور الأمام المهدي، الذي سيملأ الأرض عدلاً.

 نحن نشهد في سيرة نصر الله نموذجاً للقائد العقائدي، وحالة نادرة في تاريخ الأمة، وكلنا محظوظون بهذه الفرصة التاريخية للتعلم من هذه التجربة، والاقتداء بما تجسده من مباديء وقيم عليا، والسير على طريقه، الأقرب لمثالية الصراط المستقيم، الذي لا يقدر عليه في الدنيا العاجلة سوى المعصومون، والواجب الديني يحتم علينا استنساخ هذا النموذج، نعم لنستنسخ نصر الله، لا كما يستنسخون الخلايا في المختبرات، بل في الفكر والإيمان والممارسة، وليكن منا الملايين من نصر الله، فقد حان آوان نشر ألوية نصر الله في كل بلادنا ومدننا وقرانا، لأن أعداءنا غزونا في عقر دارنا انتظاراً لمخلصهم الآتي بالوعد في آخر الزمان، ونحن في بلادنا ندافع عنها ونقدم الضحايا من الرجال والنساء والأطفال، وأسال اي منصف في الدنيا؟ هل المعتدونالقادمون من وراء البحار  لقتلنا وإذلالنا على حق أم نحن ضحاياهم؟ وهل باستطاعتهم التعرف على مخلصهم والسير على هداه لو خرج عليهم وهم أبعد ما يكون من الحق والعدل؟ كل القرائن تؤكد بأنهم حزب الشيطان، وأتباع الشيطان، ولن يظر لهم سوى الدجال، ولن يتبعوا سوى الدجال، أما نحن فجمعنا حزب الله وكلنا نصر الله، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك