( بقلم رائد محمد علي )
ألا يحق لكل عربي ومن بعد كل انسان على هذه البسيطة أن ينتابه الغثيان ويصيبه الاشمئزاز من مواقف وقرارات وتوجهات آل سعود وحلفائهم ـ حتى أمد قريب ـ الوهابيين أتباع النجدي محيي سنّة ابن تيميه سيء الذكر والذي أفتى كل علماء المذاهب حينها بفساد مذهبه وانحراف عقيدته ولكنه تحول في عقيدة الوهابيين الى رجل مقدس وعالم لا يشق له غبار!
أنا لست بصدد الحديث عن ابن تيميه هذا فانحرافه وفساده يسع كل مستقرئ ادراكه بالعودة الى فتاوى علماء عصره التي ادت الى سجنه وجلده وموته من بعد ذلك غير مأسوف عليه، كما اني لن استعرض جهالات ابن عبدالوهاب النجدي الذي لم يخلّف مؤلَّفاً واحداً يثبت انه يمتلك حرفاً واحداً من العلم وقطرة واحدة من الفهم، ولكن اتباعه وجلّهم من الجهلة امثاله شادوا له وجوداً باهتاً انسلوا من خلاله لينشروا الخراب والفساد في كل مكان، وكل زمان.
لا لست بصدد التوقف عند هذين الرمزين اللذين يعدو ورائهم قطيع التكفيرين ويتفيقه بطاعتهم سكنة المواخير وصالات القمار في أمراء هذا البلد الذي تحول من أرض مباركة بُعث فيها نبي الرحمة والانسانية محمد بن عبدالله صلى الله عليه آله الى مصدر للشر والتأمر، ونشر الفساد والرذيلة.
نعم، عودة على بدء، مالذي قدمه آل سعود والوهابيون للعالم وللبشرية طوال عشرات السنين من تحالفهم السيء الذي يوشك ان ينفرط عقده لولا قضية تبادل المنفعة القائمة بين الاثنين، الغطاء الديني، والمال الوفير، فشكّل الاثنان محوراً للشر يتربع في وسطه ابليس مسترخياً مستبشراً تكاد تقتله الغبطه، وتهلكه المتعة.فهذا المحور السيء قدم الكثير من المصائب للبشرية عموماً وللعرب والمسلمين خصوصاً لعلنا نستطيع ان نجمل البعض منه عبر الاشارات المتعجلة هذه:
أولاً: شق عصا المسلمين عبر ظاهرة الاساءة والتكفير التي دأبت هذه المراكز على اتباعها في ادبياتها واطروحاتها ومناهجها الدراسية في سعي محموم بذلت فيه الكثير من الاموال الطائلة لتؤدي بالتالي الى نشر الاقتتال الطائفي والمذهبي بين المسلمين في كل أصقاع العالم.
ثانياً: صناعة رموز وكيانات ارهابية حمقاء لا تمتلك حجة عقلية، ولا دليل شرعي يحاول نشر الموت والخراب في كل اصقاع الدنيا باسم التوحيد ـ وهو منهم براء ـ ينقاد خلفها الجهلة، والسذج، والأفاقين في اصطفاف مثير للغثيان يدعي الفوز بالجنة عبر تناثر اشلاء القتلى، وتصاعد انين الثكالى، وارتفاع عويل اليتامى... كيانات واتباع منحرفون يبيحون قتل من لا يوافق على انحرافهم من المسلمين، بل وحتى من قد يختلف معهم، ولا فرق عندهم في الرقاب المجزّرة، أكانت لاطفال أم لنساء، أم حتى لعجزة ومقعدين، فهو القتل الذريع المؤدي الى الجنة في اعتقادهم السفيه دون ان يدركوا ان من سبقهم من الانتحاريين اصطف على بوابه جهنم بانتظار من يلحقهم حتى يفدوا على مالك تلاحقهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين.
ثالثاً: السعي المحموم لنشر ثقافة الجهل والتخلف والخرافة عبر ادبياتها، والتصدي لخطوات ومناهج التحديث، بل والمساهمة في العديد من المؤامرات التي تجهد لجر العرب الى وهدة التخلف والفرقة والتخلف، والارشيف في المكتبات العربية متخم بتلك المواقف وتلك السياسات.رابعاً: نشر المفاسد والاباحية والترويج لهما في العالم العربي عبر انشاء شبكات وقنوات معروفة متعددة تبتدئ من امتلاك أو المساهمة في الكثير كازينوهات القمار ونوادي الرقص وغيرها وهي معروفة في لبنان وغيره، مروراً بالترويج لمظاهر الفساد عبر تشجيعها لبروز العديد رموز الاباحية والانحطاط كما نلحظه في جملة من المطربات المتهتكات اللواتي يحضين بدعم تلك المراكز، ووصولاً الى انشاء وتحويل العديد من القنوات الفضائية العربية الى منابر للدعارة والتفاهة والانحطاط عبر شرائها أو المساهمة بحصة الأسد فيها، ولا يشق على أحد ادراك ذلك من خلال التأمل في قنوات MBC وART، والعربية، وLBC اللبنانية التي يمتلك الوليد بن طلال نصفها، والمستقبل التي تدار باموال الحريري سعودية المنشأ والاصول.ولعل المتتبع لوسائل الاعلام في الغرب لم تفته الكثير من المفاسد التي أحاطت بتلك الاسرة الحاكمة التي لا تدخر مالاً ولا جهداً في اشباغ رغباتها المنحرفة، وتصرفاتها المشينة، فلا يكاد زمن يمر حتى تطالعنا وسائل الاعلام هناك بفضيحة اساسها واحد او واحدة من تلك الاسرة دون خجل أو حياء.ان تلك الجماعات التي لوثت العالم بقيحها ووساختها عمدت من خلال الايرادات الضخمة للنفط الذي احتكرته لها ولنزواتها لتأسيس صورة مشوشة بشعة للاسلام العظيم ورسوله الكريم تتأرجح بين الأرهاب والفساد بشكل يستدعي وقفة صريحة من مفكري الامة وعلمائها لفضح وأيقاف ذلك التيار المنحرف الخطير، وذلك الوجود الفاسد دون خوف أو حياء.
https://telegram.me/buratha