المقالات

قانون انتخابات مجالس المحافظات.. أزمة ليست جديدة


جــواد الســــــعيد j12alsaaid@hotmail.com

منذ انطلاق العملية السياسية في العراق اعترضتها أزمات كثيرة وكلنا تابعنا ذلك بإمعان وقد تصل الحالة أحيانا الى التهديد بتخريبها فهي كلما تقدمت خطوة أو أكثر حاول أعداؤها عرقلتها وارجاعها الى المربع الأول، ولكن الجهود المخلصة لقيادات بعض الكتل السياسية والتي تؤمن بضرورة سيرها قدما جعلها تتقدم باضطراد وعلى الرغم من كل المعوقات، وقد عودتنا هذه القيادات على امكانية تجاوزها بنجاح فائق وعملت هذه القيادات انطلاقا من ايمانها بالتوازن و وجوب مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي تعاملت بواقعية تامة على العكس من تلكم العناصر التي جعلت من نفسها عناصر قيادية دخلت العملية السياسية من أجل افشالها وتعطيل الدستور وهذا واضح بشكل جلي من خلال الخروقات للمواد الدستورية لمرات عدة.قانون انتخابات المحافظات تأتي أهميته في هذه الفترة الحرجة من خلال ضرورة التغيير في الحكومات المحلية التي لم تفلح أغلبها في تحقيق ماينشده المواطن بل بعضهم شكل خيبة أمل لدى المواطن وعاد على تياره السياسي بالعار لأنه اتهم بالفساد.واتهمت كيانات وأحزاب سياسية في السعي الى تأخير الأنتخابات في موعدها المحدد في الأول من تشرين الأول القادم وكانت هذه التهم تكال بالدرجة الأولى الى المجلس الأعلى الأسلامي العراقي في الوقت الذي أعلن المجلس الأعلى وفي مناسبة أو غيرها وعلى لسان قياداته ووصلت التصريحات الى حد الصراخ بأن توجهات و سياسة المجلس الأعلى مع اجراء الأنتخابات في موعدها وأعتقد جازما أن هذه التوجهات تنطلق من ثقة المجلس الأعلى العالية بجماهيره اضافة الى تأكيده بإلتزامه العالي بالدستور وقانون المحافظات وايمانه بالنهج الجديد الذي أعطى الحق للمواطن العراقي بأختيار ممثليه بطريقة هادئة. كما أن المجلس الأعلى على الرغم من ما يتمتع به من قوة في الشارع السياسي العراقي وما يمتلك من اوراق ضغط إلأ أنه لازال يتعامل بواقعية تامة ويسعى الى ايجاد التوازن بين مكونات الشعب العراقي في ادارة الدولة العراقية الجديدة ،وسعيا منه الى ايجاد أرضية قوية وأساس متين لبناء الدولة ولم يسع اطلاقا الى تهميش الآخرين بل كان مآل جهده اشراك الجميع في العملية السياسية وهذا مشهود له عبر مسيرته السياسية.وبعد اقرار قانون الأنتخابات المحلية بهذه الطريقة صار من الواضح أن من يروم تأخير الأنتخابات وتسويفها ليس المجلس الأعلى وانما أحزاب وتيارات لاتملك من البصيرة السياسية سوى مصلحتها وهي تعلم جيدا أنها مفلسة جماهيريا وفي اجراء الأنتخابات في موعدها يسبب لها حرجا اذ يعريها سياسيا ويعطيها حجمها الحقيقي وبذلك سوف لا تجد لها موضع قدم في مجلس المحافظة وإلا ما معنى التصويت على القانون بهذه الطريقة مع العلم أنه سوف لا يصادق عليه من قبل مجلس الرئاسة وسيعاد الى مجلس النواب، المعنى حصرا هو تأخير موعد الأنتخابات لاغير.فلا الكرد لهم مصلحة في هذا التأخير ولا الشيعة ولا السنة أيضا،وانما المصلحة هي اقرار القانون بما يحقق مصالح الجميع ، ومصلحة بعض السياسين تكمن في معاقبة الشعب وشل قدرته في التغيير وحرمانه من حقه الذي أقره الدستور كي يتمتعوا بالسطة فترة أطول لعلمهم المسبق ان في اجراءها نهايتهم ، هؤلاء السياسيون اعتادوا المناكفة والأبتزاز وتعطيل مواد الدستور وخلق الأزمات لأنهم يعتاشون عليها لما فيها من متعة تسليط الأضواء ومحاولة تفويت الفرصة على مناوئيهم.وهذه أزمة ليست جديدة بل هي متوقعة وقد تأتي أزمات أخرى لكننا نؤمن أن حكمة قادتنا المعتدلين الذين أسسوا لهذه العملية السياسية سوف يجتازوها كما في غيرها من الصعاب السوابق التي توارت عنا بفضلهم فهؤلاء على العكس من غيرهم لأن مصلحتهم الأولى هي مصلحة الشعب وهمهم الأول وحدة العراق وأرضاء جميع مكونات الشعب العراقي.جــواد الســــــــــــعيد2008-07-25
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك