( بقلم محمد شمخي جبر )
اول ما يتبادر الى الذهن بعد الموجه الدمويه الاخيرة وما سبقها من العنف الاعمى والارهاب الطائفي البغيض هو مشاهدة جديه وجديده في خارطة العراق وجغرافية نسيج المجتمع والبجث عن فواصل طبيعيه او ربما تاريخيه تؤمن لابناء الوسط والجنوب حلما بوطن آمن و مستقربعيدا عن شرورذلك الشريك العاق وقساوة القادمين من عمق الصحراء الغربية.نعم ان الجرائم والعمليات الارهابية التي تحصل اليوم والتي تفتك بالعراقيين وخاصة ابناء الجنوب والوسط تحثنا ان نحدد المناطق الحاضنة للارهاب من العراقيين والعرب القادمين عبر الصحراء, وماذا تحمل تلك الصحراء الغربية لابناء الرافدين من حقد وحسد وهو ليس بجديد فالتأريخ يختزن لنا الكثير من الادلة والامثلة على نفس الجريمة ونفس القاتل بل نفس الحاضنة.
فالامام علي عليه السلام هو اول من ابتلى بهم وظل يواجه عدوانهم وتمردهم بل ارهابهم القادم من ذات المكان, وان جيش الشام (جيش معاويه ) هو نفس جيش المقاومة "الشريفة" وهو نفس جيش صدام وللاسف أن حاضنة الارهاب اليوم هي نفسها التي دعمت ارهاب الامس .
وتوالت الاحداث وظلت تلك الرمال الصفراء تهب علينا بسمومها المعبأ بالكبرياء المجوف والعنف القاتل لابناء الرافدين حسدا على الطبيعة الخلابة والارث العريق والثروات والحضارة الاصيلة.نعم حسدا ....وغلأ.....وكيدا.وليس ببعيد فمنذ قرن تقريبا جاءت الرياح الغربيه الصحراويه الصفراء
بمعاول الغدر لهدم المراقد المقدسة في النجف وكربلاء وطبعا هي نفس المعاول التي هدمت مرقدي الامامين العسكريين في سامراء.
فنحن اذا امام امرين اما ان يقضوا على قدراتنا ويشتتوا قواتنا ويخرجوا قوات التحالف - والحق يقال هي التي سلبتهم الحكم - عندها يعودوا يحكموا العراق كما كانو بالدم والناروالحديد .
او نتوحد نحن ابناء الجنوب والوسط بفدراليه او وطن آمن رسمت حدوده اياديهم بالدم عندها نستطيع ان نعرف المكان الذي ينطلق منه الارهاب ونتمكن من مواجهته. فالخير كل الخير بأرض الرافدين وبشعبها الاصيل ابناء سومر واور وبابل .
فلقد قاسمناهم شرف تأريخنا واعطونا بؤس الجاهليه والانتقام , وكان منا الزرع والنخيل ومنهم الحصى والرمال , ومنا الارض المعطاء ومنهم القحط والسموم , ومنا النفط والثروات الطبيعيه ومنهم الحرائق والخراب , ومنا يد البناء وعمال ابرياء , ومنهم الغدر والخيانه والعبوات المفخخة والقتل على الارصفه .
ومنا الدستور ومنهم المقاومه الشريفه جدا!ّ!
فلقد فكوا رباط الوطنيه ومزقوا العقد الاجتماعي وفتتوا الامه وفصلوا العائله فلقد اعادوا بايديهم رسم حدود بلاد وادي الرافدين ولكن هذه المره الحدود ترسم بالدم وللدم حقوق وجغرافيه وللقتل قصاص يا ابناء الجهله والاميه .
فلم يبقى امامنا نحن ابناء بلاد ما بين النهرين او فيدرالية الرافدين أو دولة ما بين النهرين سميها ما شئت ان تبعد ما يمكن ابعاده عن هؤلاء الاشرار فوالله لا خلاص من حقدهم الاعمى بالمشاريع الوطنيه ولا خلاص من مفخخاتهم بالنوايا الحسنه فكل يوم قادم للاسف قتلى ويتامى ودموع وارامل أي عراق هذا اي وطن هذا .
هم من خطوا بالدم حدود الامة الجديدة القديمة حدود بلاد ما بين النهرين فاعظم متاحف العالم تشهد وليس حضارة الصحراء الغربيه.Mesopotamiaبحضارة بلاد ما بين النهرين
محمد شمخي جبر
https://telegram.me/buratha