المقالات

هل مات العرب؟؟


بقلم: عبد الرزاق السلطاني ralsultane@yahoo.com

إن العملية السياسية رغم ما يعترضها من الصعاب والتحديات تشهد تقدماً ملموساً في عملية التحول الديمقراطي، والتطور السياسي الايجابي وتعايش مكونات الشعب العراقي بما يسنجم مع وحدته.. وهو ما سيفسح الطريق للمضي في أعمال الاعمار والبناء التي حرم منها ابناء شعبنا بسبب تكالب قوى الشر الداخلية والخارجية، فان الديمقراطية المجتمعية او دمقرطة المجتمع المدني والتي تعني بث المزيد من روح المسؤولية عند الافراد تجاه التفكير والعمل على تقرير مصيرهم، وبما أن للسياسة دور كبير في بناء التجارب الوطنية الفتية بوصفها مركز تكثيف القرار المجتمعي وتوحيده، لذا فهي قطب الاعتماد الرئيس لتحقيق المسارات المطلوبة، مما زاد الحديث عن المجتمع المدني ومؤسساته في الدول الصناعية كدليل على نضج الديمقراطية او اكتمالها، وفي فضاء حياة تعددية ديمقراطية سيكون المجتمع المدني داعما للدولة ومكون رئيسا من مكامن قوتها، الى جانب السلطة التي ستتراجع من ابتلاع الدولة، لتسويد القانون، ومن أجل ان تعود الدولة الى مجالها الطبيعي لتقنن صراع الارادات الحرة المستقلة، وإدارته سلمياً، فضلاً عن توفير المساحات لمجابهة التحديات القومية الراهنة والمستقبلية، التي تحتاج فيها بلادنا كباقي دول العالم الثالث الى دور أقوى للدولة في قيادة تنمية عقلانية عادلة، يشارك المجتمع في إرساء قواعدها، وبناء مجتمع مدني يعمل على تعزيز الاندماج والوطنية من جهة أخرى. فإن المجتمع المدني هو مجتمع الدولة الحديثة، والدولة الطائفية ليست عائقاً امام الحداثة السياسية وحسب، بل أمام الحداثة ككل وخاصة الحلقة الاتحادية فيها كونها ركيزة التنمية الاقتصادية والتقدم. ومن هنا فان العراق بلد يحمل خصوصية وطنية تتفاعل معها تعدد اللغات واللهجات والعقائد والاعراف والتقاليد ضمن وطن واحد، وهذه الخصوصية تحتاج الى تجربة ديمقراطية تؤسس لدولة الانسان والقانون، دولة المؤسسات الدستورية وتكافؤ الفرص والمواطنة الصالحة، ليتجاوز ازماته وقيام عملية سياسية وطنية لحفظ المصالح العليا ومن هنا فان عملية التوازن في العلاقات العراق – عربية يجب أن تتجرد من الترسبات الضيقة، والعمل في إطار واسع لتبديد الشرخ الاقليمي والعربي بشكل أعم، غير أن سياسة المحاور والانكفاء على محددات معينة لا تصب في مصلحة العراق والمنطقة، فتعزيز اجراءات إعادة فتح البعثات الدبلوماسية العربية في العراق يضع القادة العرب امام مسؤولية تاريخية ويترجم تصورات احترام سيادة العراق وحفظ هويته، ودور الساسة لبيان وعي ونضج تسخير الطاقات الاصلاحية لتحفيز واطلاق حركة المجتمع لقيادة التطور المطلوب ليعود العراق الى موقعه المتميز في داخل المنظومة الدولية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك