المقالات

الصدريون يرغبون بانقلاب أمريكي في العراق


بقلم: فالح غزوان الحمد

قد تستفحل العلاقات و تتشنج بين القوى السياسية التي من المفترض أن يجمعها إطار واحد , تدعي جميع أطرافها أنها تتبنى قضية واحدة و تناضل لأجل مصالح مشتركة لمذهبها و طائفتها و من انتخبوها .. فالخلاف و حتى تقاطع الرؤى و الأطاريح أمر يمكن استيعابه في فضاء التعددية السياسية و النظام الديمقراطي الحر ، و لكن أن يصل الكره و البغض و الحقد لدى البعض حدا تُنتَهك خلاله كل المتبنيات الشرعية و الأخلاقية و الوطنية و لا يستقر في العقول و الأذهان و النفوس سوى الرغبة في الانتقام من طرف بعينه و تسقيطه و تضييع أي مكاسب سياسية هي بالدرجة الأولى للشعب و الأمة و ليس لهذا الحزب أو الكيان فهذا ما يخلق علامات الاستفهام الكبيرة حول صدقية شعارات تلك القوى و حقيقة ما ترمي إليه و ما هو المحرك الكامن وراء اتخاذها مثل هذه المواقف و سر انقيادها لرغبات معينة يقف بعض العقلاء حائرا إزاءها إذا ما افترض في الآخرين عقلانية مقابلة .. يبرز التيار الصدري واحدا من أكثر الأحزاب السياسية تقلبا في مواقفه و ارتباك خطابه السياسي وهو ما فُسِر بكونه فاقدا لأي مشروع سياسي واضح و لهذا يحتكم للعشوائية و الارتجالية في التعامل مع الأحداث . و لكن مع ذلك فإن ما أخذ يتجلى بشكل واضح هو أن ثمة ثوابتَ بالفعل و مبادئ للصدريين لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ، كل شيء يمكن أن يكون متغيرا و متحركا إلا ذلك المبدأ الراسخ و الثابت ليس في العقل السياسي الصدري إن كان ثمة عقل من الأساس بل في ذهن و مشاعر و نفسية أي صدري مهما كان موقعه و شأنه و تأثيره . هذا الثابت هو الكره و الحقد الأعمى للأحزاب الإسلامية الشيعية الأخرى وعلى رأسها المجلس الإسلامي الأعلى و انضم إليه فيما بعد حزبا الدعوة و الفضيلة رغم التحالف السابق مع هذين الأخيرين ، و أخيرا تحفظاتهم تجاه تيار الجعفري رغم أنه تم تشكيله أساسا بعملية التفافية من قبل السيد الجعفري لإعادة الصدريين إلى حظيرته و نعتقد أنه قد يفلح في نهاية المطاف . لسنا بالطبع في صدد الدفاع عن هذه الأحزاب و لا نملك ولاءً لأيٍّ منها و لكن نرى أن الصدريين يقومون بإسداء أعظم الخدمات و اجلِّها للقوى السياسية التي تريد إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها الأغبر فهم يصطفون مع أعداء الشعب لا لشيء إلا لمجرد مناوئة المجلس الإسلامي الأعلى و أخيرا عٌمِّمت قناعة لدى الصدريين جميعا إن أهم المبادئ و الأهداف التي يسعى إليها التيار هو التشنيع على المجلس و رموزه و جعله العدو رقم واحد و لا باس بأن يكون العلمانيون و البعثيون و القوى الطائفية و بقايا البعث خيارا للتحالف أو التآلف أو حتى الانتخاب مادام ذلك سيسهم في تقليص النفوذ الواسع للمجلس الأعلى .. يقول أحد الصدريين الذين التقيت بهم مؤخرا وقد قدم من مدينة النجف الأشرف بعد لقائه بقادة التيار هناك إننا نسأل الله أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإحداث انقلاب عسكري في العراق كما جاءت به بعض الأخبار و القراءات فليعد البعثيون و ليحكم الطائفيون و لا أن نرى بدر و المجلس هم من يحكم .. وحين سألته : و لكن هؤلاء من المفترض أنهم أخوتكم و هم مهما حصل من تقاطع معهم سيبقون من جلدتكم و لن يحيدوا عن خيار استحصال حقوق طائفتكم و لا أحسب أنكم نسيتم ماذا فعل حزب البعث بهم و بكم و بسائر الشيعة .. فلماذا كل هذا الموقف المتعنت الذي لا ينم إلا بالحقد و البغض الذي يصعب إيجاد سبب معقول له ؟؟ فأجابني بالقول إن من يمثل الشيعة هم أبناء المهدي و تيار المولى المقدس لا غير أما هؤلاء فلا يمثلونهم .. فسألته : و لكن لماذا ؟ فخاض ذلك الأخ بقضايا لا يمكن أن تنهض مبررا للموقف الذي أعلنه وكلها عموميات تؤاخذ عليها كافة القوى السياسية العاملة حاليا على الساحة ومنها التيار الصدري كملف الخدمات و الذي تساءلت حول واقعه في مدينة العمارة التي كانت تحت قبضتهم لخمسة أعوام فلم يجد أهلوها سوى القتل و الدمار و السرقات و التخريب ولم تقدم أية خدمة لمواطني المحافظة ، فإذا كان ثمة عذر تعتذر به فلماذا لا تمنحه و تعتذر به عن الآخرين ؟؟ على أن الواقع يقول أنه الحكومة و السلطات المحلية كانت طيلة السنوات الماضية منهمكة بالملف الأمني الذي جزء من إشكالياته هو مليشيات جيش المهدي التابعة للتيار الصدري نفسه .. فلولا هذا التحدي لكانت مراحل الإعمار و إعادة البناء قد قطعت شوطا أكبر مما هي عليه حاليا . أجل يطمح الصدريون لانقلاب عسكري أمريكي هو بالأساس من نسج خيالات البعض من اليائسين يروّّجون له بين الفينة و الأخرى .. يأمل الصدريون إعادة حزب البعث للحكم و الطائفيين للسلطة و إزاحة الشيعة و رميهم على الهامش ليس إلا لمجرد الحقد الأسود المعشش في نفوسهم و الكره الذي يضمرونه ضد كل عراقي شيعي لا يواليهم و ينحاز إلى أفكارهم السفيهة و يؤيد القائد الذي لا يُعرَف مكانه منذ عامين .. إن موقف الصدريين هذا يكشف حقيقتهم و يعرّيهم تمام التعرية فما هم إلا ورثة ثقافة البعث البائد و لا يهمهم مصلحة المواطن العراقي و لا حقوق الطائفة الشيعية المظلومة بل مصالحهم الخاصة و مقدار ما يحققونه من مكاسب و ليذهب الجميع إلى الجحيم و عاش السيد قائد الضرورة مقتدى .. مقتدى .. مقتدى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك