المقالات

الانتخابات المقبلة وطموحات العراقيين


بقلم: علي الياسري

لايختلف اثنان على قوة ورجاحة العقلية العراقية . هذه القوة والعقلية التي عاشت في العراق على مر التاريخ واجهت انواعا متعددة من الصعاب والمواجهات الخارجية لما لهذه البلاد من اهمية كبيرة لعبت ادوارا بارزة على مر العصور أمتدت الى اكثر من خمسة آلاف عام . يقول الدكتور علي الوردي المؤرخ المعروف ( أننا نشعر احيانا كثيرة بالتواصل مع الحضارات التي عاشت هنا ونحن ايضا نشعر كاننا عشنا في ذلك الزمان ) هذا التواصل يعطينا الخبرة في مواجهة التحديات الطبيعية والمصطنعة من قبل شعوب وقوميات عاشت ردحا من الزمن قربنا واستقرت هنا واصبح لزاما علينا ان نجعلها نصب اعيننا وان نضع الحلول المناسبة لردع أي محاولة لتغيير تركيبة البلاد وتدمير نوعية ونمط حياة العراقيين التي اعتادوا ان يعيشوها . فلقاءك باي مواطن بسيط يستطيع من خلال حديثه ان يحدد ويسرد بوضوح نظرته العميقة لاي مؤشر غريب لقيط على حياة مجتمعنا . اليوم ونحن مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات نريد ان نعمم نوعا من التدخل المشبوه الذي تلعبه بعض دول الجوار لذلك التدخل السلبي والضرر الذي يسببه في السيطرة على مقدرات البلاد السياسية المستقبلية . وليس لدينا هنا مجاميع تلعب دورا واضحا في الانتخابات لكننا في الوقت نفسه نوجه العناية منذ البداية لئلا يصيبنا ما نخشى استنادا الى الاعوام الخمسة الماضية وماجرى فيها من تغيير في تلك التركيبة العجيبة التي برزت على السطح لتقودنا الى حوارات ونقاشات تحدد الهوية الوطنية التي ينشدها الجميع . فمن غير الطبيعي ان يقف رجل سياسي انتخب باصابع العراقيين ليستدير عليهم بقيمة 359 درجة ! ويطعن بآمال جماهير عريضة كانت تصبوا بان يكون رجلها ممثلا حقيقيا لطموحاتها . وليس عيبا على الجماهير التي تضع ثقتها بمن كانت تعتقد في اهليته لقيادة الامور ووضعها في نصابها وجعل مصلحة الوطن والمواطن في اولويات اهتماماته . بدلا من الوقوف كمتفرج تارة او كمدافع او محامي ضد الجماهير تارة اخرى لمصلحة دولة اخرى . من هنا ومن هذا المنطلق الذي لانرغب في الخوض فيه واثارة دائرة للجدال غير المجدي في فلسفة الدجاجة والبيضة . فالانتخابات القادمة نامل منها ان تضع الحكومة العراقية في مسارها الصحيح الذي يحدد لنا المستقبل المنشود ة. مستقبل الخدمات والبناء ورعاية وتكفل العاجزين والاهتمام بقطاعات الشعب عامة ورفع مستوى المعيشة . ان أي صوت للناخب هو بالتاكيد سيحدد مستقبل ابناءنا ومكانتهم بين شعوب العالم وان أي تاخير في ذلك التقدم سيكون بسبب من وضعنا فيه ثقتنا . يجب ان يحدد الناخب مايريده لنفسه كمواطن ومايريده لبيته كوطن لايمسه ضر او سوء محمي اقتصاديا وامنيا قوي بقوة شعبه المتواصل والتواق للحياة الكريمة التي تحفظ له حياة هنيئة بعيدة عن المنغصات وطوارق الزمان . فالانتخاب الصحيح بدون الميل الى العشائرية والمذهبية والدينية والمناطقية يؤدي بالتالي ان انتخاب قادة للبلاد ينتمون الى وطن وامة دون تمييز بين اقرانهم والاخرون . ان شعبا كالشعب العراقي متنوع الاقليات والقوميات والاديان يستطيع بتنوعه ان يختار الاصلح من بين مواطنيه نظرة للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها من خلال السنوات الخمس الماضية والتي سمحت باعطاء الفرصة للناخب في حرية الاختيار وقدرته على التمييز بين المنافع الشخصية والقيادة الحقيقية التي تستطيع رفع القدرات المعاشية والمحافظة على موارد البلاد من تسلط الافراد النفعيين الذين حققوا مكاسب شخصية او عملوا لاجل مصالح دول الجوار في البلاد . اذن نحن قادرين فعلا على الاختيار من خلال معرفة الدوافع الحقيقية للمرشحين وما الذي يقف خلفها ؟ ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك