المقالات

العربان ومهزلة المصطلحات

2261 22:30:00 2006-07-16

( بقلم محمد محسن الساير )

مهزلة العقل العروبي تتجدد كل يوم وصار العروبيون مفكرين من الطراز الأول فهم بدؤا باستنباط المصطلحات المعرفية والسياسية لاغناء لغتهم المريضة والعاجزة عند مخاطبة العقل العربي المتنور , وطبعا في تصورهم المريض هذا إن دوائر الثقافة العالمية ستأخذ قيحهم هذا وتدرجه في موسوعاتها .

ولكل فكر مسوغات وركائز يستند عليها .. ومسوغات جماعتنا العربان تنطلق من دائرة ضيقة هي دائرة الخيانة والشعور بالنقص والدونية أمام الغاصب المحتل لأرض فلسطين وأجزاء أخرى من الأرض العربية .هذه الدائرة حتمت على العربان أن يتفلسفوا أمام الأحداث المصيرية التي تواجه الأمة العربية, فبعد سقوط الفكر العروبي مع سقوط الصنم في ساحة الفردوس في بغداد حدث اصطفاف جديد لكل الأنظمة المتخاذلة التي تسبح بحمد إسرائيل بدءا بالنظام الحاكم في مصر ومرورا بالثورجية في سوريا والإمعات في الأردن وانتهاءً بأمراء الجنس المثلي في دويلات النفط .

فملوك السفلس ( كما يسميهم شاعرنا النواب) لم يريحوا الأمة بصمتهم ويدفنوا رؤوسهم في الرمل وكأنهم لم يروا جراحات لبنان وفلسطين بل خرجوا علينا ببدعة المصطلحات النارية الجديدة فهاهو مصطلح المقاومة الشرعية بعد أن ملئوا الدنيا بعوائهم عن المقاومة الشريفة في العراق .. وحتى يبرروا خنوعهم ظهر هذا المصطلح وهم اعرف من غيرهم بعدم وجود مقاومة شريفة في العراق ولا مقاومة شرعية أو غير شرعية في مواجهة العدو الصهيوني .

وهم يدركون إن المقاومة الباسلة التي يبديها حزب الله في لبنان للهجوم الصهيوني هي حق مشروع تقره الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ولكن الحقد الطائفي الذي وحد صفوفهم هو الذي دفعهم للتفوه بهذه التفاهات التي لا تصدر إلا من مثلهم من الخونة.

في العراق ابتدعوا مصطلحات مثل المقاومة الشريفة والتي يقصد بها تلك التي يقوم مجرميها بقتل الأبرياء من العراقيين بمسوغات طائفية فهذه المقاومة لم تقتل من الأمريكيين حتى واحد بالالف مما قتلته من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي المظلوم وفي لبنان اليوم هم يدينون الرد على الهجوم الصهيوني ولم يتطرقوا للهجوم نفسه فخرجوا علينا بهذا المصطلح ,ولأنهم مرعوبين وخائفين على ملذاتهم وكراسيهم المسنودة بالقوة الأمريكية كان لزاما عليهم أن يتخذوا هذا المواقف .

 وليس مستغربا لدينا مثل هذه التصريحات فهي سلسلة من المواقف والأدوار يقوم بها الخانعين بدا بحارث الضاري وما لف لفه من جلاوزة البعث الفاشي وبإسناد من وعاظ السلاطين من أتباع الفكر الوهابي المنحرف الجاثم على صدر الحجاز, ولن نستغرب منهم كل التصريحات ولا اصطفافا تهم الجديدة فهي نتاج لعقدة طائفية رسخها لهم الحكم العثماني وغذاها الاستعمار البريطاني . وشعوبهم تعرف إن إسرائيل عرتهم بهجومها هذا وكشفت لكل الدنيا إن الزعامات العربية زعامات فاقدة لرجولتها ولا تصلح أن تقود هذه الشعوب ورحم الله غسان كنفاني الذي أشار في إحدى رواياته إلى أن الذي يسلم قيادته إلى فاقد الرجولة ينتهي بالمزبلة.

محمد محسن الساير - الناصرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك