لا اعلم كيف يفكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما اقترح وقفا لاطلاق النار في غزة لمدة يومين واطلاق سراح اربعة اسرى صهاينة مقابل عدد من الفلسطينيين ، ماهو المغزى من هكذا اقتراح ؟ يومان واربعة اسرى ولا يعلم عدد الفلسطينيين الذين يجب اطلاق سراحهم .
واما ملك الاردن عبد الله فهو الاخر له من المواقف المتخاذلة ضد فلسطين وهذا هو الارث الذي اخذه عن ابيه حسين الذي تامر هذا الاخير مع امه زين الشرف ـ لا اعلم اي شرف زين هذا ؟ـ باتهام ابيه طلال بانه فاقد قواه العقلية لمجرد انه فكر بالوقوف مع القضية الفلسطينية وبالفعل بمساعدة اخبث دولة في العالم وهي بريطانيا قاموا بعزل طلال بن عبد الله في مستشفيات بين مصر واسطنبول وجده الاخر عبد الله بن حسين هو ايضا ممن باعوا فلسطين في حينها بل وتنكر لابيه حسين او الشريف حسين الذي كان يحلم بان يكون ملكا على العرب ولكنه اخطا بمنح الانكليز ثقته والاتفاق معهم لطرد العثمانيين من سوريا والحجاز .
المجازر والمجاعة وهدم البنى التحتية التي تحدث يوميا في غزة يمكن لها ان تنتهي بصحوة ضمير عبد الله والسيسي وهي لحظة ، قد يكون كلامي هذا من الخرافة قد صدق الشاعر احمد مطر عندما كتب شعره بانه يصدق ان من البصل يخرج العسل لكن لو القادة العرب صحت ضمائرهم ابصق بوجهي ان هذا حصل .
كم هي درجة الاطمئنان لدى امريكا والكيان بالتزامهما لما تعهدا به ولكن تبقى للشعوب كلمتها ، ففي اليوم الذي كان الشاه محل ثقتهم وقوتهم وعميلهم في تنفيذ مخططاتهم بلا منازع وحتى لا يدانيه او يضاهيه اي حاكم عربي بضمنهم الخليجي ، في لحظة صحوة شعب وليس صحوة ضمير الملك تم انها حكمه وهروبه من ايران ولهذا السبب تلقت امريكا صدمة وصفعة جعلتها تعادي ايران منذ اليوم الاول الذي وصل به السيد الخميني طهران .
اليوم هل ستكون هنالك صحوة شعب الاردن او مصر ؟ هنالك من يتحدث عن امكانية صحوة الجيش المصري باعتباره جهة مستقلة لكنها لا توافق اطلاقا على ما يجري على الفلسطينيين ، ومن جانب اخر الشعب الاردني يرفض رفضا قاطعا موقف حكومته مما يجري في غزة ، ولكن ماهو العمل الذي يغير ضمائر حكامهما ؟
دائما تختار الدوائر الصهيونية عملائها على ضوء انتمائها والتزامها الديني ، على سبيل المثال يحكى ان ثلاثة عملاء التقوا بهارون الرشيد فاعطى الثالث اقل من الاولين فسال عن السبب فقال له هارون بماذا تخدمني فقال بنفسي فقال لا يكفي قال واولادي قال لا يكفي قال ومالي قال لا يكفي قال وديني قال الان تستحق ما تريد ، من هذا المنطلق يكون اختيار العملاء ، وبالنسبة لحكام الخليج لاسيما السعودية هنالك حكاية اخرى .
اعود للرجلين فان لهما مهامهما الاكثر اهمية من حرب الصهيونية وهي مراقبة شعبيهما من ان يخرج بطل مثلا على غرار ما حصل على الحدود المصرية او على معبر الغور وحتى البحر الميت يفسد مخططاتهم.
الشعوب تبقى حية واذا اراد عبد الله والسيسي مجد الدنيا والاخرة فهي لحظة لتغيير موقفهما من الكيان الصهيوني ويقلبون المعركة راسا على عقب .
هي لحظة تامل فيها الحر بن يزيد الرياحي حاله في الدنيا والاخرة ووضع في حساباته معتقده وشرفه وكرامته على حساب دمه والمكتسبات الدنيوية فما كان منه الا لكز فرسه والتوجه لمعسكر الامام الحسين عليه السلام ليعلن الانضمام اليه واصبحت ذكراه خالدة في نفوسنا .
كونا اصحاب المبادرة قبل المغادرة ، بارادتكم المبادرة لكن ليس بارادتكم المغادرة ، تتحكمان بشكل المبادرة لكنكما لا تتحكمان بشكل المغادرة
https://telegram.me/buratha