( بقلم شوقي العيسى )
المليشيات هذا المصطلح الذي دخل للعراق وهو عبارة عن مجاميع مسلحة قد تدخل في تنظيمات حزبية أو فئوية أو تنتمي الى الحكومة كما كان سابقاً في نطاق (( الجيش الشعبي )) آبان نظام صدام ، أما المقاومة فهذا المصطلح الذي سمعنا به في العراق كنا نسمعه في مجريات أحداث فلسطين ولبنان فهناك (( فصائل المقاومة )) والمقاومة اللبنانية (( حزب الله)) .فمشكلة العراق التي تكمن بما يعتقدة السياسيون بالمليشيات وحلها وبالمقاومة والإعتراف بها إنما هي من المآزق المضطربة التي تمكنت من التفقيس في العراق ، في بداية الأمر أنا شخصياً أعتقد أنّ عمل المليشيات في ظل الحكومة منتفي وليس لها وجود ولكن بشروط يجب على الحكومة تأديتها قبل إنتفاء حالة المليشيات منها الأمن والأمان وقوة الحكومة لتفرض سطوتها على الآخرين .
لنأتي لنرى مدى تأثير المليشيات المسلحة الموجودة في العراق والتي تسعى حكومة المالكي بحلها ، أولاً فلدى الشيعة مايسمونها مليشيا وهي منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وجيش المهدي التابع الى التيار الصدري وأن كلا الطرفين كان لهما دوراً على إنفصال توجهاتهما بالنسبة الى منظمة بدر فدورها البطولي في مقارعة الظلم والطغيان ضد صدام وأعوانه آبان الذين يتكلمون عن حل المليشيات كانوا ينعمون في ضيافة البعث وصدام وأيام كانوا من أزلام النظام ، منظمة بدر من الجهات التي دافعت عن العراق طيلة ثلاثة عقود من الزمن أيام كانت تسمى بـ (( فيلق بدر )) وعندما كان سماحة آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم يترأس المجلس الأعلى كان هذا الفيلق له الدور الريادي في مقارعة طغيان صدام وكم من الشهداء الذين سقطوا من فيلق بدر قبل سقوط طاغية بغداد وعندما تم سقوط صدام على أيدي أمريكا تم حل فيلق بدر من قبل الشهيد الحكيم وجعله منظمة تخدم في مجالات الحياة كافة.
أما جيش المهدي فكان له الدور في التصدي لقوات الإحتلال الأمريكية في مواجهات النجف وقد أعطى الشهداء الذين صدقوا عندما يطلق عليهم مقاومة فهذه هي المقاومة التي عرفناها وليس بتفجير سوق شعبي أو حسينية أو مسجد أو تجمع ، تلك كانت مقاومة ضد القوات الأمريكية قد يكون هناك إختلاف في وجهات النظر عن آلية مقاتلة الأمريكان في ذلك الوقت وما الى ذلك من وجهات نظر ولكن الوضع والعملية بحد ذاتها هي كانت مواجهة الأمريكان وليس مواجهة الشعب العراقي .
أما المقاومة التي يسعى الضاري والزوبعي والهاشمي والمطلك والدليمي وغيرها لأثبات شرعيتهم في مقاومة الإحتلال فنحن لم نرى أن هذه المجاميع التي يتكلمون عنها ويرغبون في أعطاء صفة الشرعية لها بأي تحرك ضد قوات الإحتلال بالعكس تماماً فرأينا تفجيرات تطول المواطنين الأبرياء وإختطاف يطول المظلومين من العراقيين ، هذه المقاومة التي يدعّون بها وتلك مليشيات الشيعة التي تطالب الحكومة بحلها .
فياترى نوجه سؤالنا الى كافة القادة وأصحاب القرار السياسي الذين يودون حل المليشيات ، هل سوف يحلون جميع المليشيات بما فيها التي يطلق عليها مقاومة وأنا أطلق عليها إرهاب بأعتبار أن كلاً منهما يحمل السلاح وقرار حل المليشيات بعنوان عدم حمل السلاح بوجود الحكومة وهذا جداً قرار صائب وصحيح فيما إذا طبّق على الجميع المليشيات الشيعية والمليشيات المسلحة والملثمة والتي تدّعي المقاومة والتي ترتبط إرتباط مباشر بالعرب السنة ..
وهل ستعمد الحكومة العراقية بحل المجاميع المسلحة التي تم إطلاق سراحها من قبل رئيس الوزراء وعادوا الى ممارسة دورهم في القتل والتدمير وتم ذلك بإعتراف السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال (( أن هناك بعض الذين تم إطلاق سراحهم عادوا الى ممارسة العنف وهم ثمانية حسب ماقاله رئيس الوزراء)) الذي يطالب بحل المليشيات الشيعية حتى لايوجد أحد يدافع عن الكواسر المفترسة الذين تم إطلاق سراحهم بمبادرة المصالحة الوطنية .
لذلك فإن المليشيات التابعة للشيعة هم من يدافع عن أبرياء الشعب العراقي أما المقاومة المسلحة أي (( ألإرهاب )) فهي تهاجم وتقتل الشعب العراقي وشتان مابينهما فكيف نسعى لألغاء مايثبت وجودنا ؟؟؟ ونثبت ما يلغي وجودنا!!!!!!!
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha