لقد سمع الجنوبيون والفراتيون رد الأخرون عندما طرحت فكرة الفدرالية ، فلقد اصابت هذه الفكرة الطائفيين بمقتل وجعلتهم يتخبطون يمينا وشمالا لايعرفون ماذا يقولون ولايعرفون ماذا يفعلون لان فكرة الفدرالية قد ضربت شعار الوحدة الوطنية المزيف الذي حكم به الطائفيون العراق ثمانية عقود متتالية وهشمت معولهم الاساس الذي كانوا يهدمون به صروح ابناء الجنوب والفرات الاوسط ويسرقون ثرواتهم ويمتصون دماءهم به بل كانوا ينحرونهم على هذا المذبح فكل جنوبي او فراتي او بغدادي أراد الطائفيون قتله قتلوه بتهمة الخيانة للوطن أو تهمة أللاوطنية والعجمى والصفوية. ( بقلم باسم العوادي )
قال الإمام علي عليه السلام : (( اغتنموا الفرص فأنها تمر مر السحاب )) اكثر الأمم تخلفا في الأرض هي الأمم التي لا تستفيد من العبر السابقة والتي تفقد القدرة على تحويل الماضي السيء الى مستقبل زاهر من خلال تسخير عبر الماضي وتحويلها الى اعتبار آني او مستقبلي ، ولو أخذنا القرآن الكريم باعتباره وحيا سماويا يمثل الكلمات الأبدية الصادقة نجد ان نسبة قد تصل الى ثلث آي القرآن هي عبارة عن قصص الماضين أمم وأقوام وشعوب وحضارات وملوك و آنبياء وأوصياء وشهداء وقد اجمع المفسرون على ان الهدف من ذكر القصص في القرآن هو لتكون عبره للحاضر والمستقبل ( أن في قصصهم لعبرة ) ليس هذا فحسب بل ان الآيات القرآنية التي تحدثت عن العبر والاعتبار بدروس الماضي تفوق آيات الاحكام ـ( الآيات التي تتحدث عن العبادات والمعاملات )ـ بأضعاف مضاعفة كل هذا لما في دروس الماضي من وعي يجب ان يفهم ومن تجارب يجب ان تهظم. طويل هو الأمد بين 1914 وبين 2003 وبين الزمنين 89 عاما كانت حافلة بالدورس والعِظات والتجارب والألام والمحن على أهل الجنوب والفرات والأوسط ولكن وعلى مايبدو بان تلك الرزايا مرت على الجنوبيون والفراتيون مر السحاب أو أنها كانت عليهم كزخات مطر صيف كما يقول أهل الجنوب عندما يريدون ان يشيروا الى شيء عديم التأثير أو سريع وآني. نزلت القوات البريطانية الى الفاو في البصرة عام 1914 ومن هناك ابتدأت تقدمها رويدا رويدا تجاه بغداد ولم تستطع ان تدخل بغداد ألى عام 1917 ولم تدخل النجف إلى عام 1918 حيث بقيت النجف ذات حكم ذاتي يديرها المراجع من عام 1916 الى عام 1918 عندما قام نجم القصاب بتمرد وقتل مجموعة من الجنود الالكليز آنذاك اضطرت بعده القوات البريطانية الى محاصرة النجف ومنع الماء والطعام عنها الى ان استسلمت ورضخت الى شروط البريطانيين بتسليم نجم القصاب والمجموعة التي كانت معه ، لم يقدر الشيعة آنذاك خطوة الانكليز باحترام مدينتهم المقدسة ولم يقدروا خطوة الانكليز باحترام ضريح إمامهم الأكبر علي بن أبي طالب عليهم السلام ، تعلق البريطانيون بجنوب العراق وبفراته الأوسط كثيرا لانهم كانوا مدركين أكثر من أهل العراق قيمة العراق وحضارته وثقافته وموقعه التأريخي والحضاري والإنساني لكنهم في نفس الوقت لم يستطيعوا ان يتحملوا الآلام والغصص التي جرعهم الشيعة آياها خلال سنوات تقدمهم من الجنوب الى بغداد ، من أجل ماذا قاتل الشيعة وهم ـ الجنوبيون والفراتيون ـ الانكليز آنذاك ؟؟؟ العذر بسيط لكنه لايصمد أمام الحقيقة قالوا : اننا قاتلنا دفاعا عن دولة الخلافة الإسلامية وان الدولة العثمانية كانت دولة اسلامية والقادم الجديد هو بريطاني غير مسلم !!! لكن هذا الجواب يصطدم باشكاليات كبيره جدا واعتقد أنه لايصمد أمامها على الاطلاق ومنها : 1 ـ ان الدولة الإسلامية العثمانية كما يصفون كانت عبارة عن جوف فارغ يخضع لسيطرة حركة الاتحاد والترقي الطورانية العلمانية القومية التي كانت تمييز العنصر التركي ونقاوة دمه بينما كانت تنظر الى البقية بعين الاحتقار والامتهان ولم يتبقى من اسلامية الدولة العثمانية آنذاك سوى كلمة الخليفة 2 ـ بناء على الاصل الاول يكون العثمانيون هم محتلون ايضا ولكنهم محتلون ظلمة ومتخلفون ، فكيف أمكن مقاتلة المحتل البريطاني بينما تم الخضوع للمحتل العثماني والغريب ان النخبة العراقية آنذاك وبالخصوص الجنوبية والفراتية كانت قد ابتدات نشاطها السياسي في عام 1908 عام صدور الدستور العثماني وهي تبشر بالعمل من اجل استقلال العراق عن الامبراطورية العثمانية العجوز المحتلة ، فكيف أمكن ان يتحول المحتل الظالم الى صديق حميم تزهق من اجل دوام ملكه الدماء وقد قدم الشيعة عشرات الآلاف من القتلى دفاعا عن سلطان عبد الحميد الثاني مكافئة له على قتل الشيعة وامتهان كراماتهم والحط من قيمتهم ، وفي النهاية ماهو الفارق بين التركي والبريطاني .3 ـ ان الشيعة وهم اصحاب مدرسة العدل الذين وضعوا العدل كثاني أصل لهم من اصول الدين وركزوه بين التوحيد و النبوة قد تناسوا اصل العدل وتناسوا انهم اصحاب المدرسة الإسلامية التي قالت بأن الكافر العادل أفضل من المسلم الظالم ، وباعتراف الجميع فقد كان العثمانيون اظلم من الانكليز بألف مرة ومرة وفي الوقت الذي لم يثر فيه الجنوبيون والفراتيون على العثمانيون من اجل كرامتهم ولو لمرة واحد ثاروا على البريطانيين مرات ومرات .4 ـ تأخذنا نشوة العز عندما نردد اهزوجة الثوار (( الطوب أحسن لو مكاوري )) لكن النتيجة ان ذلك المكوار قد وضعنا تحت رحمة الاقلية لمدة 84 عاما ولم يشفع لنا ولو طرفة عين وبدل ان نشكر على دمائنا وشهدائنا ومواقفنا من اجل دفاعنا عن الآخر المختلف مذهبيا أصبحنا أبناء العلقمي والسبأئية واليوم روافض كفره . 5 ـ الغريب في أمة ان تقوم بثورة تأكلها عن بكرة أبيها وعندما تسأل عن ثمن ثورتها تطلب ملكا من أمة أخرى تبعد عنهم الف ميل وتجلسه كمليك على عرش دماء الجنوبيون والفراتيون وبموافقتهم وامضاءاتهم ، بل ان حفل تتويج فيصل الأول الرسمي الصباحي كان حفلا مقتضبا في ساحة القشلة ولكن الحفل الشعبي الجماهيري العراقي الجنوبي والفراتي والبغدادي كان مساءا في صحن الإمام الكاظم عليه السلام ، والنيجة موت وأقصاء وتقتيل وتهجير وتعجيم من عبد الرحمن النقيب ألى صدام حسين والجنوبيون والفراتيون والبغدايون عبيد عند اسياد السلطة ، فمرحى الف مرحى لتلك الثورة التي حولت ابطالها من اسياد الى عبيد بصورة عكسية لكل ثوارت العالم التي تحول الناس من عبيد الى اسياد .هل اتعض الجنوبيون و الفراتيوناتعض منهم من قرأ التاريخ وقارن بين الأمس واليوم وأراد ان يحول عبر الماضي الى دورس الحاضر ، وأراد ان يصارع العالم من اجل ان ينهظوا كما نهظت أمم قريبة منهم كانت الى الامس تجعلهم قبلة لها ، البصرة لؤلؤة الخليج هي اليوم مزبلة الخليج ـ وأسف لاستخدام هذا المصطلح ـ ولكن لو قورنت البصرة بالكويت او الدوحة او دبي او أبو ضبي او صلالة او مكه او المدينة او الرياض أو المنامة فماذا ستكون ؟؟؟؟لم يقاتل عرب الخليج الانكليز ولم يرفعوا شعارات الثورة ولم يقاتلوا من اجل الدولة العثمانية ولم يستسلموا أيضا آنما نظروا الى الأمر بروية وبصيرة فأين أصبحوا واين أصبحنا؟؟؟وتمر الأيام ويشاء الله ان يسخر الأمريكان والانكليز ليسقطوا الملك الذي تأسس بدماء الجنوبيون والفراتيون في 2003 ولتدور عجلة التاريخ في العراق من جديد وتمر الفرصة من أمام الجنوبيون والفراتيون مرة ثانية والسماء تنظر اليهم فماذاعساهم فاعلون ، وعلى غفلة من الزمن وكلنا يحمل دروس التاريخ ويرغب بأن لا يتكرر الخطأ وان يكون الجنوبيون والفراتيون هذ المرة اوعى لماضيهم وأفهم لحاضرهم واحرص على مستقبلهم ، تعود شعارات الماضي ويسير البعض خلفها كقطيع الغنم بلا عبرة ولا اعتبار ولا فهم حينما ينساق البعض وراء الشعارات الزائفة ولعمري لفقد كان شعار الوحدة الوطنية هو المعول الهدام الذي كان يضرب به رؤوس الشيعة عموما والجنوبيون والفراتيون خصوصا فباسم الوحدة الوطنية سرقت من الوطن وباسم الوطن سرقت منهم الوطنية وباسم الوحدة الوطنية سرقت منهم الثروات وباسم الوحدة الوطنية كان وقودا لحروب ضروس أكلت أبناءهم وبأسم الوحدة الوطنية هدمت أركان الشخصية الجنوبية والفراتية وباسم الوحدة الوطنية تحول الشيعة من أكثرية الى أقلية وباسم الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة العراق والدفاع عنه يقتل الشيعة كل يوم منذ سقوط صدام والى اليوم والى ماشاء الله وهم منساقون وراء هذا الشعار بدون ان يسأل الكثير منهم نفسه لماذا تكال الوحدة الوطنية في العراق بمكيالين مكالين لشرائح ومكيال لشرائح أخرى يختلف عنه في الاتجاه ولا يساويه في المقدار.لقد سمع الجنوبيون والفراتيون رد الأخرون عندما طرحت فكرة الفدرالية ، فلقد اصابت هذه الفكرة الطائفيين بمقتل وجعلتهم يتخبطون يمينا وشمالا لايعرفون ماذا يقولون ولايعرفون ماذا يفعلون لان فكرة الفدرالية قد ضربت شعار الوحدة الوطنية المزيف الذي حكم به الطائفيون العراق ثمانية عقود متتالية وهشمت معولهم الاساس الذي كانوا يهدمون به صروح ابناء الجنوب والفرات الاوسط ويسرقون ثرواتهم ويمتصون دماءهم به بل كانوا ينحرونهم على هذا المذبح فكل جنوبي او فراتي او بغدادي أراد الطائفيون قتله قتلوه بتهمة الخيانة للوطن أو تهمة أللاوطنية والعجمى والصفوية. رغم ذلك ظل اهل الجنوب والفرات مترددين لايفعلون مشروعهم العظيم بالفدرالية لكي ينالوا حريتهم ولكي يصبحوا اسياد على أرضهم ولكي يتمتعوا بثرواتهم التي خصهم الله بها دون غيرهم من الناس فسبحان الذي حول اجساد اجدادنا الى نفط وحول اجساد اجداد الآخرون الى رمل والغريب ان الشيعة يعلمون ان ثلثي الأرهابيين في العراق الأن يتقاضون رواتبهم من واردات نفط الشيعة ويالها من معادلة ظالمة نطعمهم كأخوة ونتقاسم معهم ثرواتنا فيرتدوا علينا ليقتلونا وبأموالنا. ان اهل الجنوب والفرات الاوسط تقع على عاتقهم مسؤولية تأريخية امام الله و التاريخ والاجيال الشيعية القادمة ان لم يحسموا خلاف التاريخ وان لم يسعوا الى الفدرالية بكل ما اتاهم الله من قوة وان يسيطروا على ثرواتهم وان يسخروها لبناء جغرافيتهم والنهوص بواقعهم وان يقطعوا الطريق المستقبلي على اعداءهم لكي لايفكروا ولو بلحظة زمن او بغفلة من التاريخ في ان يعيدوا مسار التاريخ الى الخلففهل يعيد الجنوبيون والفراتيون الكرة مرة اخرى ويضيعوا الفرصة التاريخية الماضية التي سنحت امامهم ابان العشرينات أم سيكونوا احرارا ويصححوا مسار التاريخ هذه المرة ويرفضوا ان يستغلوا باسم شعار الوحدة الوطنية المزيف وهو احد مصاحف عمر ابن العاص التي ترفع بوجهة الشيعة في كل مرة حاول الشيعة فيها ان يتنفسوا هواء الحرية ، لن ينعم الشيعة عموما والجنوبيون والفراتيون خصوصا مالم تكن لهم جغرافيتهم الخاصة بهم ومالم تكن له كينونتهم المتميزة وكذلك البغداديون داخل اطار العراق الكبير ، وليعلم اهالي الجنوب والفرات الأوسط ان تضييع الفرصة الماضية قد عاقبهم الله عليها (80) عاما وان ضيعوا الفرصه الحالية فسيعاقبهم الله عليها (800) عام واذا كان الطائفيون قد اخطأوا في المرة السابقة ولم يقضوا على التشيع في العراق ففي هذه المرة سيعملون على اجتثاث التشيع والشيعة من ارض العراق مثلما يفعلون الأن وألى الابد .فهل سيتعظ الجنوبيين والفراتيين ويستفيدوا من تجارب الزمن الماضي أم سيبقون مشاريع جاهزة ومتكاملة لخدمة الآخر ينهش بلحمهم ويسلب ثرواتهم متى ما شاء ، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
https://telegram.me/buratha