وتعاملهم مع الهيئات التدريسية والطلبة باسلوب القائد والامر والتمييز الطائفي واضح في اغلب مدارس وجامعات بغداد ومحافظات الوسط التي افرغت من الهيئات التدريسة الشيعية وتم تصفية العشرات منهم على ايدي مجموعات طائفية سلفية لا تريد الخير لهذا الوطن الجريح. بقلم عراقية
التعليم في العراق بدا ياخذ بالتدهور في بداية تسعينيات القرن الماضي وخاصة في المناطق الجنوبية التي اهملت تماما وانتشرت فيها الامية . والتعليم المجاني لم يعد كذلك من حيث شحة الكتب وحالتها التي يرثى لها واختفاء القرطاسية اضافة الى حال المدارس التي لم ترمم واكثرها لا تتوفر فيها الشروط الصحية وما تزال مدارس الطين في اغلب مناطق الريف الجنوبي موجودة في بلد الثروة النفطية . وحتى الاثاث اختفى منها كما ان رواتب المعلمين في تلك الفترة لم تعد تذكر فدفع اكثرهم الى ترك مهنتهم باعتبار انها تكلفهم ما لا طاقة لهم بها . كما ان قلة المدارس المبنية وبعدها عن مساكن الطلبة جعل اعداد كبيرة من الطلاب يتسرب منها حيث تقدر نسبة المتسربيين 45% في المناطق الريفية . اما الان فتوجد مشاكل من نوع اخر حيث تفرض نماذج في اوراق الدراسة وبمختلف المراحل عبر تدخل بعض الاحزاب والعصابات الطائفية والمصالح الشخصية في جميع شؤون المدارس واداراتها , يرافقة فساد مالي واداري الذي احال العملية التربوية الى ساحة صراع وفرض افكار بالقوة وكل ذلك على حساب الطلبة ومستقبلهم العلمي. كما ان اعادة تعيين المعلميين الذين تركوا التدريس يعانون من مشاكل اعادتهم الى الوظيفة فان كان المعلم او المدرس عنده واسطة من حزب ما او جهة معينة ما فان اعادته مضمونه واذا كان غير ذلك فانه يعاني الامريين في ظرف البلد هذه وغلاء الحياة دون النظر الى حاجتهم والى ان اغلبهم من الفقراء. وليس عندهم واســـــــــطة .ان الاهتمام بالقطاع التربوي يبقى ناقص ان لم يتضمن اهتمام ملحوظ بالادارات المدرسية وتاهيلها بفتح دورات مكثفة التي تضمن مناهج حديثة تتبنى اصول الادارة وحقوق الانسان والنزاهة وشرف المهنة . واعتماد ضوابط صارمة في انتخاب الادارات في سبيل المصلحة العامة لقطاع التعليم والنهوض به ولمصلحة الطلاب بشكل خاص . يجب ان تكون الهيئات التعليمية على قدر عالى من العلم والثقافة والذكاء لتساعدهم على الالمام بالموضيع من كافة جوانبها لفائدة الطلبة وتنمية قدراتهم العلمية . وكذلك الاستقامة في السلوك وان يكون التحصيل العلمي مناسب للمرحلة التي يدرسون فيها والالمام باصول المهنة . ويجب ان يتمتع المعلم او المدرس باظهار الراْي والراْي الاخر وان يتسم بالموضوعية . وان يتمتع بالثقة العالية التي تساعده تحمل المسؤولية في اتخاذ القرار والمبادرة . ويجب ان تكون له علاقة طيبة مع المجتمع المحلي والمشاركة معهم في حل المشاكل من اجل الفائدة العامة ومن اجل مستقبل الوطن وبنائه .نهيب بوزارة التربية ووزيرها الجديد ان يضعوا حلول جذرية للواقع المتردي للتعليم وخاصة في المناطق المتضررة من حيث بناء مدارس جديدة في تلك المناطق وتزويدها بكافة المستلزمات, كما ان مسئلة تغيير المناهج السابقة بمناهج تتماشى مع الوضع الحالي ومستوى التطور العالمي ليتسنى لاولادنا الطلبة اللحاق بركب التطور الحاصل في العالم . وهذا الامر يتطلب ايضا استبدال الادارات التي عششت من زمن النظام السابق في اداراتها لمدارسها والى يومنا هذا والذين اغلبهم من البعثيين من اعضاء الفرق او الشعب ويعارضون و يرفضون التغيير الحاصل, وتعاملهم مع الهيئات التدريسية والطلبة باسلوب القائد والامر والتمييز الطائفي واضح في اغلب مدارس وجامعات بغداد ومحافظات الوسط التي افرغت من الهيئات التدريسة الشيعية وتم تصفية العشرات منهم على ايدي مجموعات طائفية سلفية لا تريد الخير لهذا الوطن الجريح. وتسيير نظام تلك المدارس على خطط النظام العنصري السابق والتي تفاقمت في المرحلة الاخير, وبعض المدارس مازالت تحتفظ باسمائها التي تمجد الحزب والثورة كمدرسة( نظال البعث ) في بغداد التي رفضت مديرتها (الماجدة) من تغيير اسمها, و ما عملته ادارة بعض المدارس في بغداد بطرد الطلبة الشيعة من الامتحانات كما حدث في مدرسة الحريري الاعدادية في الاعظمية ليس بغريب على مبادئهم النظالية فحق التعليم في نظرهم محصور بابناء العوجة واضلاعه الثلاثة, وعلى شاكلتها الكثير فبين فترة واخرى نسمع بمقتل طلبة او طرهم من جامعات صلاح الدين وجامعات الموصل وغيرها كونهم ينتمون لاتباع اهل البيت !!! يجب ان تسارع الوزارة لحل مشكلة المدراء والهيئات التدريسية من البعثيين والعصابات الطائفية الذين يمثلون عبئ على العملية التربوية وذلك بافتعال التفرقة على اساس طائفي بافتقادهم ابسط شروط الادارة السليمة والحديثة والانسانية . اما بالنسبة لمسئلة تسيس المدارس او الجامعات من قبل الاحزاب او المنظمات والتيارات الموجودة على الساحة السياسية العراقية وعكس افكارهم ومبادئهم عليها وجعل المدارس ساحات تناحر بينهم والذي سيؤدي الى ابعاد الطلبة عن الهدف الرئيسي لوجودهم فيها حيث سيكون التحصيل العلمي شئ ثانوي بسبب تلك السياسات التي ستؤدي ايضا الى تدهور واقع التعليم . على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ان تبعد المدارس والجامعات عن تلك الصراعات السياسية وتجعل قطاع التعليم مستقل تماما من اجل النهوض به لخدمة الوطن .عراقيــــــةاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha