المقالات

الاقصى في عيون العرب


 

الشيخ الدكتور خيرالدين الهادي ||

 

يمثل الأقصى قبلة إسلامية ووجهة عربية قديمة, تنافس الشرفاء في الدفاع عنها والذود من أجلها بمختلف الوسائل المشروعة؛ إذ تسابق الشجعان في إظهار صور المقاومة ببسالة عريقة عبَّرت عن تلاحم المخلصين المدافعين عن القضية الاسلامية والعربية على حدٍّ سواء, والمجاهدون عبر التاريخ حافظوا على التوازن في التصدي ومقاومة الصهاينة الذي كانوا وما يزالون يسرفون في الاستهتار بالدماء والاعراض زيادة على استباحة الاراضي المغصوبة بين الحين والآخر بشكل عدواني يؤكّدون تماديهم وسط صمت المطبعين الذي تسابقوا إلى التطبيع كالقطيع.

إنّ المشهد اليوم لا يختلف كثيراً عن أمسه, فالأبناء على دين آبائهم الذي كانوا وصمة عارٍ على الثورة في أيام بدء الثورات ومرورا بثورة أكتوبر الذي سارع فيها المخلصون للصهاينة إلى الوشاية بالثوار وفتح مغاليق الأجواء والأراضي أمام القوات المعادية للقضية الفلسطينية, فكانوا سببا في المزيد من الخسائر في الأرواح والمعدات, وهاهم اليوم يتسابقون من أجل ارضاء الصهاينة بتقديم المساعدات لهم وفتح الأجواء لضرب إخوانهم من الثوار الذين أيقنوا ضرورة التصدِّي للصهيونية وإن كلَّفهم الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات والأموال.

ولا يخفى أنَّ المواقف العربية اليوم باتت مفضوحة أكثر من ذي قبل؛ إذ كان بعضهم يستغل فرصة الصمت لتقديم الدعم لصالح اليهود, أمَّا اليوم فالظاهر أنهم أدركوا أنَّ إظهار الولاء للصهاينة ينبغي أن يكون بشكل علني ومصحوبا بالمواقف التي من شأنها أنْ تقلل من قيمة ثورة المستضعفين الذين باتوا مصدر قلقٍ لكبار قادة العرب الذين يسعون إلى ارضاء الماكنة الصهيوأمريكية, وهذا الأمر أصبح ميدانا للتسابق بين المطبعين لإظهار الولاء للمعتدين والتأكيد على أنَّهم يسيرون على وفق المنهج الذي خطط له أسيادهم وأمروهم باتباعه منذ أيام تقسيم الغنائم بين آبائهم المفلسين الذي ظلموا أنفسهم وباعوا آخرتهم بدنيا إسرائيل كما كشفت التقارير التي رُفع عنها السرية بعد حين.

ومن جانب آخر فإن ليوث الميدان من أبناء المنهج العلوي كانوا ولا يزالون يقفون شاهرين سيوفهم في الذود عن قضيتهم التي أيقنوا أنها قضية الاسلام والمسلمين, فلم يفرقهم حدود مصنوعة أو جغرافية مفروضة؛ بل استثمروا الفرصة اليوم كما في السابق ووقفوا على أفواه المسالك التي تصل بهم إلى ميادين  النصر والشهادة ملبين دعوة الحق؛ فلم يكتفوا بتأييد ثورة الحجارة أو دعمها بالمال والسلاح أو بالكلمة والمواقف؛ بل أصبحوا معهم في الساحات بوصفهم من أهل القضية؛ ليكونوا بحق أنموذجا للمجاهد الذي وقف إلى جانب الأولياء في ميادين الكرامة وأسهم في صناعة الانتصار في مختلف الجبهات الاسلامية, وهؤلاء هم الذين يمثلون الاسلام الحنيف وعليهم المعوَّل في الشدَّة والرخاء. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك