المقالات

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/52 أُم هانئ وبيت الإمامة


أمل هاني الياسري

لأن المجتمع الإسلامي؛ عاش عصوراً من التصورات الخاطئة في عقول الجاهلين، لمعنى الإمامة المرادفة للنبوة، وهم بعيدون كل البعد، عن الثقيف الديني، والتحصين الذاتي؛ لمواجهة الإعلام الأموي البغيض، انبرى أبناء الإمام علي (عليه السلام) لهذا الدور الخطير، خاصة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانوا نِعمَ الأبناء ونعمتِ البنات!! وبيت علي بن أبي طالب، كسفينة نوح حملت كل النماذج الكريمة، وأم هانئ إحداهنَّ.

  أُم هانئ بنت الإمام علي (عليه السلام) زوجها عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب، شقيق مسلم سفير الحسين، ولدت له محمداً وعبد الرحمن، قتلا في واقعة الطف بكربلاء سنة (61 للهجرة) بعد شعورهما بأن حبهما لخالهما سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) كان يتطلب ترك جسدهما على الرمضاء، قرب أبناء عمومتهما وأخوالهما، وما كان من أمهما المحتسبة، إلا أن تدعو للشهيدين بالسكينة والأمان، مع ابتسامة ممزوجة بالدموع والدماء. 

حين تتكلم الأحزان ( أم هانئ بنت علي عليه السلام) عن قلوب الغربة، تتحدث أولاً رمضاء كربلاء عن ناتج مجتمع حسيني نسوي، منتج فعال، لتكتمل صورة المرأة الأسطورة، فلها مدن دموع ساكبة، أخذت تظهر وتشد من أزرها بقية النساء، وهي دموع انتصار لقضية كبيرة، كقضية الحسين (عليه السلام) فتأتي المعاني أفواجا وتنهال عليها بقوة، وتقوي من شأنها، فهي بنت الأبطح الأمين، ويعسوب الدين، وأمير المؤمنين.

السيدة الجليلة العلوية (أم هانئ) بنت أسد العراق الإمام علي (عليه السلام) كانت تنظر الليل بهمه وسواده، كأنه أمواج لا تنتهي من رمال الغاضرية، غارق في ذكرياته وبكائه، وإرسال دموعه وزفراته، فهي تدرك أنها تقدمت بولديها، فداءاً لأخيها الحسين (عليه السلام)، وتكحلت عيناها ببكاء يفيض بالحنين الرائع، قبيل عاشوراء الفقد والسبي، كأمها البتول فاطمة الزهراء(عليها السلام) يوم الباب الأليم، فحضرت الأم والأخت مصرع سيد شباب الجنة، الإمام الحسين (عليه السلام).

أهل البيت (عليهم السلام) حاولوا في كل عصر، إصلاح أي عوج، ليس لشرف المحاولة لأنهم أهل بيت النبوة، الذين أبعد الله عز وجل عنهم الرجس، بل لثقتهم بأن أرض جدهم علي (عليه السلام) تستحق الكثير حفاظاً على الدين والمذهب، ومهمتهم اقتلاع الأعشاب السياسية الضارة بالدين، قبل تحولها لجذور أشجار، وهم لم يتركوا أي مناسبة، لنصح الأمة والجماعة الصالحة، وقد وهبوا أنفسهم لأجل هذا الدين المحمدي. 

عاصرت السيدة أم هانئ (رضوانه تعالى عليها)،حياة والدها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأخويها سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وابنه الإمام علي زين العابدين (عليهم السلام أجمعين)، وهي بذلك نهلت من علومهم واحاديثهم، وورثت مناقبهم الخالدة، ومن الطبيعي وسط هذه الأجواء الملائكية، تستقر موضوعة الحفاظ على الدين، ونصرة أخيها الحسين نصب عينيها، فقدمت الغالي والنفيس؛ لأجل نبيها، ودينها، ومذهبها، وتصبح قضيتها كربلاء وما جرى فيها كباقي النسوة.  

أبناء علي (عليه السلام) ذكورا كانوا أم إناثاً، أعادوا ربط  الخيوط الشرعية، التي حاول الامويون قطعها، وهذه الخيوط انحنى لأجلها مختلف الخطباء، والعلماء، والحكماء، فلا أحد بحكمتهم أو فراستهم أو شجاعتهم، وباتت خسائر بني أمية تقض مضاجعهم، وكأن الناس تقول لأحدهم: إذهب أيها الكريه لا حاجة لنا بكم أبداً، فالنصر الكربلائي الحسيني الزينبي، عبرَ كل حدود المعمورة، وحطم غربان الإنحراف الأموي، وكانت لبوة علي أم هانئ إحداهنَّ، فسلام عليها واليها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك