المقالات

مشكلة العالم في "ربطة عنق" المالكي و "قلنسوة بوش اليهودية" !


( بقلم : اسعد راشد )

أثارت "ربطة عنق" السيد المالكي التي تخلى عنها في زيارته لمرشد الجمهورية الاسلامية الامام الخامنئي احتراما للقيم والاخلاقيات السائدة هناك حنق العروبيين او بعض الاعراب والاقلام الطائفية التي وجدت في خطوة المالكي تنازلا عن "استقلال" و"سيادة" العراق وشعبه ! بل ولم يتوانى احد الاقلام المرتزقة الصفراء من وصف ذلك بانه احد اهم "مشاكل" العراق والعراقيين وان تلك "الربطة العنقية" تشكل مدخل لحل ما يواجهه العرق من عدم الاستقرار والتخلف وبالتالي فقدان "السيادة"

ولعمري لاول مرة نقرأ مثل هذه الترهات والتفاهات التي لن تجد لها اثرا الا في قاموس الاعراب ‘ وقد ذهب ذلك الطائفي المقيت المدعو طارق الحميد و الذي فتحت طائفيته شهية التشهير واثارة النعرات في صحيفة ال سعود الصفراء الى ابعد من ذلك عندما لخص مشكلة العراق في تلك الربطة وهو يختم مقاله السخيف بقوله:

(( ولذا اذا ما رأينا ان السيد نوري المالكي مرتديا "ربطة العنق" امام السيد الخامنئي فحينها نستطيع ان نقول ان العراق قد تعافى(...) وفك عنقه من الاسر الايراني ‘ اما اذا طال الحال فصدقني حينها سنرى كثرا من ساسة منطقتنا بلا "ربطة عنق" اما الولي الفقيه))!!

بالطبع لا نستطيع فصل هذه الحملة الشعواء ضد حكومة المالكي وقسم كبير من شعبه واتهامهم بشتى التهم من جملة الاجندة الطائفية الموجهة ضد طائفة كبيرة من المسلمين يشكلون مكونا اساسيا من سكان المنطقة وشعوب العالم وهم الشيعة والتي يقف خلفها بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها دولة الوهابية وحفنة من شيوخ القتل والارهاب في تلك الدولة ولم يكن بيان الاخير لـ"22" شيخا وهابيا حاقدا والذي سكتت عنها تلك الاقلام الصفراء رغم حجم خطورته ومدى ما يمكن ان يساهم فيه ‘ذلك البيان‘ من اثارة للفتن وتحريض على الارهاب والقتل خاصة وان البيان يكفر ويحل دم اكثر من ثلث المسلمين من بينهم شريحة واسعة من شعب الجزيرة العربية التي انطلق منها ذلك البيان الطائفي ‘ نعم لم يكن الا جزء من حملة شعواء يقودها الطائفيون والمهزومين سياسيا لن تبدأ من العراق ولن تنتهي في لبنان بل هي مستمرة لتشمل حتى الوجود الانساني على هذا الكون ‘ مستمرة لطالما بقيت تلك المدارس التكفيرية على ارض الجزيرة العربية والتي تبيح دماء المئات الملايين من البشر وتكفرهم دون ان تبادر دولتها الى لجمها والقضاء عليها ‘وما فائدة مؤتمرات "حوار الاديان" و"الوحدة" وما اشبه التي يقيمها النظام السعودي في مكة والتي اعتبرها اكثر المراقبين بانها محاولة لتلميع صورة النظام التي ظهرت على حقيقته بعد احداث 11 سبتمبر و"غزوة منهاتن" التي اشترك فيها اكثر من 15 سعوديا وهابيا سلفيا وان تلك المؤتمرات ليس لها وقع على الارض وهي مجرد مسعى لاعادة الاعتبار للدولة الوهابية و خداع الغرب وامريكا .

نعود الى "ربطة عنق" المالكي التي شغلت عقول الاعراب والطائفيين وعيّروا السيد الملكي على خلعه تلك "الربطة" عند لقاءه السيد الخامنئي معتبرين الامر خضوعا لاملاءات طهران واذعانا من المالكي وحكومته لدولة "ولاية الفقيه" حسب ما جاء في مقال ذلك المرتزق والطائفي السعودي طارق الحميد الذي لم يشفي غليله ما تقيأ به قلمه في مقالاته السابقة من تحريض طائفي ودعوته لتسليح السنة ونشر الفوضى والارهاب في لبنان بحجة مواجهة سلاح حزب الله ‘ هذه المرة تحولت "ربطة عنق" المالكي الى "القشة" التي يراد بها قصم ظهر النظام الديمقراطي الجديد او اثارة الشكوك حوله باتهامه بانه يمثل ارادة "طهران" في بغداد والحال نرى ان الرئيس الامريكي بوش عندما قام بزيارة القدس وبعض الاماكن المقدسة لليهود وضع "القلنسوة" اليهودية على رأسه دون ان يعني ذلك انه تخلى عن مسيحيته او ولائه لامريكا التي يرأسها ‘ وقد لمسنا الامر ذاته في زيارة "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا الاسبق الى السعودية حيث في لقاءها مع ملك "مملكة ال سعود" فهد قد ارتدت الحجاب من خلال وضعها "شالا" على رأسها مراعاة لتقاليد ذلك البلد واحتراما لمعتقدات شعب الجزيرة العربية ‘ ويوم امس التقى ناب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفدا امريكا كان يضم نوابا امريكيون سابقين ونساء وضعن حجابا على رؤوسهن كنوع من الاحترام لشخصيته الدينية ولم نرى تعليقا من العربان بالقول ان "الوفد الامريكي خضع لاملاءات حزب الله وذلك بوضع نساهء الحجاب على رؤوسهن" !

فلماذا اذن عندما يتعلق الامر بالمالكي وحكومته يتحول كل شيء عند الاعراب شاذا او رمزا للعمالة ؟!

ان خلع السيد المالكي لـ"ربطة العنق" في لقاء مع مرشد ايران السيد الخامنئي يشبه في مضمونه ارتداء "تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا الاسبق الحجاب عند لقاءها الملك السعودي فهد ابن عبد العزيز المقبور ‘ فلا رمزية في كلا اللقاءين ولا يعني ان الطرفين المالكي او تاتشر قد تخلّيا عن سيادة بلدهما واعلنا الولاء لمدرسة "ولاية الفقيه" او لمدرسة "الوهابية" !

كما ان وضع الطاقية اوالقلنسوة اليهودية على الرأس من قبل السيد بوش لا يعني انه قد سلم سيادة بلده للدولة العبرية وانما نوع من انواع الاحترام والتقدير يبرزه الضيف لمضيفه لا اكثر ولا اقل .

وحقيقة الامر هي ان الاعراب والطائفيين لا يستطيعون ان يروا او يشاهدوا عراقا مستقرا امنا يحكمه النظام الديمقراطي ولا يريدون عراقا تحكمه قيم العدالة والديمقراطية وحكم الاغلبية انهم يريدون عراق ذا لون مذهبي او قومي واحد ‘ لا عراق التعددية والديمقراطية فلك تجدهم يبحثون عن امور صغيرة وتافهة كي يحولوها الى علم وذريعة للتشهير وكيل الاتهامات ووصف من لم يعجبهم بالعمالة واللاوطنية .

العراق بلد مستقل يحظى بحكومة منتخبة جاءت عبر صناديق الاقتراع فليس من حق الطائفيين والقومجيين ان يقوموا بالمزايدة على وطنية شعب العراق وحكومته ‘ العراق بخير اذا تركه الاعراب لحاله ولم يتدخلوا في شأنه ‘ مشكلة العراق ليست في ربطة عنق المالكي بل في حملات التحريض التي يقوم به الاعلام العربي وخاصة السعودي الوهابي وفي تلك الملايين بل الملياراد التي تغدق على اطراف مايسمى المقاومة ‘ ألم يخصص النظام السعودي اكثر من 200 مليارد دولار لنشر المذهبية والطائفية والفتنة والفوضى في العراق والمنطقة ؟ اوليس بيان الـ"22" شيخا وهابيا نجسا ضد الشيعة واتهمامهم بالمشركين احد اخطر انواع التحريض على القتل والفتنة والارهاب ويعطي مبررا للارهابيين ويشجعهم للذهاب الى العراق لـ"قتال" ما يسمونه الرفضة لانهم حسب ما جاء في بيان اؤلئك الشيوخ "شر طوائف الامة وأشدهم عداوة وكيدا لاهل السنة"؟! وماذا يعني "شر طوائف الامة وأشدهم عداوة" ؟ الا يعني ذك ان الذهاب الى قتال الرافضة واجب شرعي وان دمائهم وفقا للبيان المذكور مباحة ومستباحة ؟!

اذن مشكلة العراق هي في الارهاب وفي مدرسة القتل وقطع الرؤوس التي تحتضنها السعودية وتحظى برعاية خاصة من قبل نظامها الطائفي الوهابي ‘ اما "ربطة" المالكي فهي تحل وتعقد حسب البيئة كما ان "قلنسوة" الرؤساء الامريكيين اليهودية تسعمل حسب البيئة والموقع ! اليس كذلك ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الفيلي
2008-06-14
تحية للاستاذ اسعد راشد واقول له مهما وصفت هولاء الفجره من امثال طارق الحميد ومن على شاكلته ... فانك لن تفي حقهم هولاء من مدرسة الغدر والختل هولاء من مدرسة من كشف عورته لينجو بنفسه من سيف الحق هولاء من مدرسة من نصب الفاسق والمفسد والخمار واولاد البغايا امراء عليهم هولاء من مدرسة من جعل من المجرمين والطواغيت والمنافقين ابطال يقتدون بهم ويدعون الله ان يحشرهم معهم يو المحشر !!!! واخيرا اقول تحية لكل عراقي شريف يفضح امثال هولاء المنافقين .
علي المنصوري
2008-06-13
اقول لطارق حميد رغما عن انفك وانوف اسيادك الوهابية الطائفين من آل سعود اللعين نحن خلف المالكي في كل مايفعل في خط خدمة العراق واتباع اهل البيت واقول ان العراقيين سوف يبقون احرار كما كانوا ويخلعون مايخلعون ويلبسون مايلبسون ولكن لايقبلون يد اميركم المشهور بالفسق والفجور وكفاكم يادعات الطافئية واقول موتوا بغيضكم ونحن كعراقيين نقلد من نشاء .
مواطن صابر
2008-06-13
السلام عليكم اخوان ليش دائما تخلون نفسكم وتخلونه بموقف المدافع والمبرر هولاء الخنازير من بعثية ووهابية انجاس تعرفوهم وتعرفون حقدهم السفياني والصدامي على العراق وأهله نعم خلع ربطة عنقه وأذا ألم يخلعوا هم شرفهم وباعوه لأمريكا وأسرائيل لمن تبررون أخوان الله يخليك ماذا تردون هؤلاء كلاب سفله لايستحقون حتى الرد هؤلاء فقدين للشرف وأبدا لن يحبوا العراق وشعبه ابدا مهما فعلتوا ألبسوهم وبينوا عارهم أحسن رد عليهم من التبرير هولاء سادية يعبدوا الذي يحتقرهم ويعاملهم كالكلاب ويحقدو على من يبين لهم الاحترام فنتبهوا
ابو بدر العراقي
2008-06-12
اهدت ملكة بريطانيا لملك ال سعود المقبور فهد صليبا ولبس في عنقة -وهو كما يقول مسلم وخادم للحرمين وبلد تقع فيه اقدس بقاع المسلمين وقبلتهم ماذا يعني لبس الصليب --- طارق الحميد مشهور عنة بانة زعطوط مخابراتي ومع هذا لايجب السكوت عن نباحة يجب لطمة اتسائل منذ فترة وبالذات ايم ازمة لبنان وقبلها ترى الهجوم على الشيعة في هذه الصحيفة وبحجة الدفاع عن سنة لبنان وبعدها صار الهجوم لاذعا وسيء الادب وافترائات على المذهب الشيعي واشارك الحكومة والشعب العراقي بكل سوء في العرب عبر افترائات واضاليل تنشرها الصحيفة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك