المقالات

السردية القانونيةللحدود العراقية الكويتية


ماجد الشويلي ||


        2023/8/8

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

لو كانت الموضوعية والسير المنطقي هي الحاكمة بقراءة الاحداث والوقائع السياسية وخاصة في المنظومة الدولية،  لما كان على العراق أن يدفع للكويت ولو دولاراً واحدا من التعويضات.

ولا يعني هذا أننا ننفي ماتعرضت له الكويت من كارثة على يد المجرم المعتوه صدام ، أو أننا لانريد لها خيرا.

وانما نحن بصدد بيان فيما لو كان العراق وشعبه بعد 2003 ملزماً بتحمل تبعات مغامرات الحكم العفلقي وقراراته وتنازلاته أم لا .

وهذا ما نحاول الوقوف عنده ، وهو وإن كان معلوماً للجميع إلا أن اعادة استذكاره والتذكير به مهم ايضا.

فمن المعلوم أن نظام صدام نظام استبدادي يفتقر لابسط مقومات الحكم الديمقراطي واهمها البرلمان الممثل للشعب والملزم بقراراته للحكومة .

نعم فالعراق لم يكن فيه الا حاكم مطلق هو صدام ، فهو من كان يتخذ القرارات لوحده وعلى الشعب ان يطيع، لا بل عليه ان يصفق له حتى لو رمى به في أتون الحروب العبثية.

وهذه الدكتاتورية المفرطة اي دكتاتورية صدام كانت بعلم  ومباركة من الامم المتحدة

التي تعاطت معه على أنه نظام مكتمل الأهلية .حتى مع مخالفته الفاقعة لميثاق الامم المتحدة وكافة المعاهدات الأممية المتعلقة بحقوق الانسان.

وكانت تعلم جيدا أن الشعب لا دخل له  بالهجوم على الجمهورية الاسلامية أو بقرار غزو الكويت . ولو أردنا أن نكون اكثر دقة فان غزو صدام للكويت كان بعلم ومباركة من الغرب.

والمفارقة ان منظومة الدول الغربية اسقطت نظامه بذريعة انه يظلم شعبه وان الشعب العراقي شعب عريق يستحق ان يحكم نفسه بنفسه و الكثير من هذا (الخرط) الذي كنا نسمعه من الاعلام الغربي قبل سقوط الطاغية.

لكن أي ظلم للشعب العراقي أكبر من أن تحمله القوانين الدولية تبعات قرارات صدام الطائشة .

الا يعني هذا ان الدول الغربية لاتختلف  بظلمها للشعب العراقي عن ظلم صدام.

بما في ذلك مقررات (خيمة صفوان).

 فليس لتنازلات صدام اي قيمة قانونية

خاصة تلك المتعلقة بترسيم الحدود .

فالتحالف الدولي كانت له غاية واحدة محددة وهي اخراج صدام من ارض الكويت بحسب القرار رقم 678 الذي شرع استخدام القوة ضد العراق

ليعيد الحدود بين الدولتين الى ماكانت عليه في 1 أغسطس 1990

بحسب قرار مجلس الامن الدولي المرقم 660 .

وقد فعل  العراق ذلك وليس لاحد ارغامه بعد ذلك على التنازل عن بعض اراضيه واطلالاته البحرية.

لان القانون الدولي قد حصر هذا الامر في اطار ابرام الاتفاقيات الدولية الثنائية بين الدول المتتاخمة حدوديا ،  وﻋﻤﻠﻴﺔ تﺭﺴﻴﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭ ﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ حساسة للغاية ، ﺇﺫ ان من خلالها تكتسب تلك الحدود ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭالاستقرار النهائي ، وﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬ ﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﺩﻴﻠﻬ ﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ . ﻭهي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ صرف تضطلع بها ﺠﻬﺎﺕ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻴﺘﻡ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴـﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ .

في ظل ظروف ومناخ سياسي ملائم وليس تحت الضغط العسكري والتهديد باسقاط النظام.

والجدير بالذكر ان دوافع احتلال صدام للكويت لم تكن ناجمة عن خلاف حدودي له سابقة بين البلدين .

نعم قد يكون اتُخذ ذريعة واهية من حكومة البعث لتنفيذ جريمتهم بحق دولة كاملة العضوية في المنظومة الدولية،

بدليل ان صدام لم يكتف باستعادة مناطق حدودية معينة بل ذهب الى ضم الكويت بأسرها الى العراق.

وهذا ما عارضه مجلس الامن الدولي بكل شدة بقراره المرقم 662.

وفعلا لو كان النزاع مع دولة الكويت على مناطق حدودية كان يلزم صدام الوقوف عندها لا أن يذهب لضم الكويت برمتها مدعياً أنها محافظة عراقية !

وعليه فإن اي تلاعب وتغيير للحدود المقررة بين العراق والكويت بناء على مقررات (خيمة صفوان )تعد باطلة جملة وتفصيلا.

ولا مبرر لترسيم الحدود بين البلدين بعد 2003 الا بما ينصف العراق بل بما يعيد للعراق اراضيه ومياهه التي اغتصبت منه

بعد 1/أغسطس/1991.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك