المقالات

ملامح المعادلة الأمريكية في العراق ،،!


حسام الحاج حسين ||

 

بعد عقدين من الأحتلال الأمريكي للعراق والذي مازال بطريقة او باأخرى ،،!

اصبح العراق يمتلك السيادة القانونية الشكلية دون الفعلية مع  تحول العراق الى دولة خاضعة الى ارادات دولية واقليمية تتضح معالمها في كل شيء ،،!!!

العراق دولة منقوصة السيادة بحكم القانون الدولي ،،! بسبب الوجود الأجنبي على اراضيها وتحت أسماء وعناوين  متنوعة ،!وبغطاء وشرعية سياسية من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ،،!ويقول الأمريكيون (( نحن هنا بطلب من الحكومة العراقية )).

والمفارقة ان اغلبية المكونات السياسية التي تشكل الحكومات بعد عام ٢٠٠٣  هي احزاب وقوى قريبة جدا من إيران ،،!

بل و دخل بعضها في مواجهات مسلحة مع الولايات المتحدة وصنفت واشنطن بعض قياداتها على لوائح الأرهاب ،،!

لكنها في السياسة الواقعية تتعامل مع الحكومة العراقية بشفافية ووضوح وهي تملي شروطها في كل المفاصل السياسية والعسكرية والأمنية والأقتصادية ،،!

وهي في نفس الوقت تفرض معادلة معينة على النظام السياسي يتلخص بمجموعة من الشخصيات السياسية والقوى الحليفة لها كالأكراد والسنة وبعض الشيعة المتخفين الذين يدافعون عن المصالح الأمريكية ويتمسكون ببقائها ،،!!! وهنا تضع الولايات المتحدة يدها على بعض القرارات الأمنية بخصوص الأجهزة المهمة مثل جهاز المخابرات ومكافحة الأرهاب وبعض مفاصل وزارة الدفاع والداخلية العراقية بحكم الوصاية الأمريكية ،،!!! بل ربما يصل الأمر احيانا  حتى ((للحشد الشعبي )) المؤسسة الأمنية ذات البعد العقائدي من خلال عدم السماح بالتسليح والدعم والأنتشار في بعض مناطق العراق ،،! وتجعل حركتها مقيدة ، اضافة الى وضع قياداتها العسكرية تحت خط المستوى السياسي في الحكومات المتعاقبة التي يدين بعضها بالولاء لواشنطن كما كان في فترة العبادي والكاظمي ،،! اخترقت واشنطن قواعد اللعبة من خلال المحاولة الجادة بتغيير الواقع السياسي في العراق  من خلال المجيء بشخصية رئيس وزراء ملائم للقيم الغربية ويبتعد قليلا عن ايران ،،! وقد راهن البعض

 بأن ينجح نموذج ( مصطفى الكاظمي ) وهو مواطن بريطاني مزدوج الجنسية وذو توجه غربي، شق طريقه وتجاوز معارضة القوى الشيعية المدعومة من إيران ليصبح رئيساً للوزراء في العراق بعد اضطرابات وفوضى ((تشرين )) المدعومة من بعض القوى الأقليمية ،،!واعتقد حينذاك البعض أن هذه الإمكانية قادرة على تغيير قواعد اللعبة في العراق والمنطقة لكنها فشلت فشلا ذريعا ،،!!!

تستشعر الولايات المتحدة من أن

 ثمة حدود لما يستطيع فعله اتجاه النفوذ الإيراني ،،!!

 وفي نهاية المطاف، حتى في ظل رئاسة حكومة موالية لواشنطن  ، لا تستطيع بغداد الوفاء بالتزامها بحماية الأمريكيين والمصالح الأمريكية في العراق بالمستوى المطلوب ومن غير المرجح ايضا أن تكون يوماً في وضع يمكنها من القيام بذلك عبر حكومة تشكل القوى المعادية لها بنيتها السياسية التحتية ،،!

وجدت الولايات المتحدة طريقها الى البقاء في العراق من خلال فرض معادلات أمنية واقتصادية وسياسية على الواقع العراقي ،،!

حتى العلاقات الدولية التي تسعى العراق ان تكون نقطة توازن ومحطة تطبيع بين الدول العربية والأسلامية يجب ان تمر من خلال السفيرة الأمريكية ،،!!!

مازالت واشنطن تمسك وبقوة خيوط اللعبة في العراق وتستثمر على الأقل في كل شيء من اجل فرض معادلاتها السياسية لضمان  الحفاظ على مصالحها الحيوية في العراق ،،!!!!

 

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك