( بقلم سلام السراي )
لا نعرف كيف يفكر بعض الساسة العراقيين حتى يخرج تفكيره هذا على لسانه وبلغة تكاد تدهش حتى الصبي فضلا عمن كانت لديه ادنى ثقافة سياسية ، والا فبماذا نفسر قول بعض من تسنم المناصب السيادية في الحكومة الجديدة-حكومة الوحدة الوطنية- عندما سئل ومن احدى الفضائيات العراقية عن الاتصالات الجارية حول اختطاف النائبة عن جبهة التوافق العراقية تيسير المشهداني، فاجاب مشكورا!!" لقد اتصل بنا الخاطفون وقالوا لنا بان النائبة هي في ضيافتنا ولا تقلقوا عليها".. بأي لغة يتحدث سيادته؟! وما هو وجه العلاقة بين الاختطاف والضيافة؟! واذا كانت السيدة النائبة هي في ضيافة الخاطفين فما هي ضرورة المقاطعة التي جرت داخل مجلس النواب من بعض الكتل السياسية؟!.
سادتي النواب يا من قاطعتم البرلمان ويا من انتخبكم الشعب لأجل ان تنقذوه مما هو فيه لا تجعلوا المواطن كل همِّه هو مراقبتكم في أدائكم السياسي-وان كان ذلك من واجبه- بعد ان ايقن ان هذه المسؤولية هي من صميم عملكم. ان الشعب يقدر جهودكم المضنية التي بذلتموها، ويشد على اصركم في اتخاذكم القرار القاضي الى تأجيل عطلة مجلس النواب.. ولكن ماذا يمثل تأخير انعقاد جلسات الجمعية الوطنية لاختطاف نائبة برلمانية عبَّر عنها خاطفوها بأنها في ضيافتهم ومن لسان احد اعضاء كتلتها!،
لا بل يهدد بعضهم بمقاطعة العملية السياسية، فهل يعد هذا تهرب من موقع صياغة القرار السياسي ام ان مشروع الصالحة الوطنية بات على طريق التنفيذ بعد ان أُخرج الارهابيون ومن تلطخت ايديهم بدماء العراقيين من الوثيقة التي اعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي وهو ما لقي-أي مشروع المصالحة الوطنية- ترحيبا اقليميا واسعا يدفع بالعملية الساسية نحو التقدم؟ ام ان ارقام الهواتف التي كان يحتويها النقال الشخصي للزرقاوي كانت تضمر شيئا اخر يستدعي الصراخ والخطابات الاعلامية.
ان مثل هذه التصريحات وغيرها لا تخلو عن امور.. اما ان تكون صادرة عن غباء سياسي واضح، واما ان تكون ناتجة عن خوف وارهاب وتردد في عدم اتخاذ القرار المناسب، واما ان تكون هي مشاغبة سياسية هدفها الاطاحة بالخطة الامنية التي جرت عليها بعض التعديلات الميدانية التي من شأنها القضاء على الارهاب. كيفما تكن اهداف تلك التصريحات غير السليمة فاننا نقولها بشكل صريح ان اوراق التوت ما عادت لتستر ألاعيب المغرضين والذين لا يريدون ان يقولوها بألسنتهم بعدما قالتها قلوبهم.
https://telegram.me/buratha