المقالات

رعاية مصالح العراق في عالم متعدد الأقطاب


صالح لفتة ||

 

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار أمريكا وحلفائها بدأت الدول المنتصرة خصوصاً أمريكا من جهة والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى صراع جديد فيما بينها وهو صراع النفوذ وفرض رؤيتهم المختلفة على العالم وصل الاستقطاب الشديد فيما بينهما لحافة الحرب لكن استطاعت الدولتان التحكم في هذا الصراع واستخدام كل الوسائل المتاحة عدى المواجهة العسكرية المباشرة ليتكلل الصراع بانهيار الاتحاد السوفيتي وتربع أمريكا على قيادة العالم أو ما يعرف بقيادة القطب الواحد.

واستمرت الهيمنة الأمريكية دون منازع حتى بدأ الصعود الصيني والنجاح الاقتصادي الكبير التي لم توقف عجلة تقدمة اي شي.

الصين لم تعلن صراحة سعيها لقيادة العالم.

لكن ما يتوقعة المحللون وخبراء السياسة هو تراجع الهيمنة الأمريكية على حساب دول أخرى وبالذات روسيا والصين والرغبة في قصقصة أذرع أمريكا الممتدة في مناطق تعتبرها الصين وروسيا مناطق نفوذ لهما.

وبدأ هذا الصراع يظهر جلياً مع التقدم والتطور الكبير للصين عسكريا وزيادة الميزانية العسكرية وفي الصناعات الحربية مثل الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها الصين بعد روسيا و تأخر الولايات المتحدة الأمريكية في امتلاك هذه التكنولوجيا وإعلانها صراحة فشل تجربتها الأخيرة في اختبار صاروخ فرط صوتي واقتصادياً ونمو اقتصاد الصين بشكل كبير وتوقع أن يتجاوز الاقتصاد الصيني الاقتصاد الأمريكي بسنوات قليلة.

ايضاً الصراع والنفوذ السياسي على دول تدور في فلك أمريكا وتعتبر من أقرب حلفاء أمريكا كالسعودية والإمارات ونجاح الصين في جذب وإمالة تلك الدول بجانبها وتكلل في رعاية اتفاق بين السعودية وإيران وإعلان السعودية الانضمام لمنظمة شنغهاي.

من الواضح أن مراكز القوة تتغير والهيمنة الأمريكية تتأكل والعالم لم يعد يقاد من قطب واحد والسؤال هنا

أين العراق مما يجري من تحركات دولية وتكتلات عالمية وظهور عالم متعدد الاقطاب لا يدار من امريكا فقط فهل يستطيع العراق معرفة مصالحة ويستفيد من الصراع الصيني  الأميركي ام يبقى جامداً في مكانة ومتفرجاً.

فعندما يتحرك حلفاء أمريكا في المنطقة باتجاه عدو أمريكا الأول في الوقت الحاضر وهي الصين بالتأكيد هناك مؤشرات كبيرة بأن أمريكا بدأت تفقد زعامتها للعالم وأن البقاء مع أمريكا ووضع كل البيض في سلتها هي صفقة خاسرة وإلا لماذا هذا التوجة من قبل السعودية التي مضى على تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من ثمانين عاماً اذا لم تكن تدرك ان أمريكا اليوم ليست أمريكا قبل عشرة سنوات وأن حضورها في منطقة الشرق الأوسط هو حضور شكلي لا أكثر وأن قوتها وعظمتها تتأكل لصالح روسيا والصين اللتان يربطهما تحالف قوي و يجمعهما العداء لامريكا الصين التي تمتلك الاقتصاد والتكنولوجيا وروسيا التي تمتلك النفط والغاز والصناعة العسكرية بالتأكيد لن تستطيع أمريكا التي وصلت لمرحلة الشيخوخة مجاراتهم خصوصاً أن الأساليب التي استخدمتها أمريكا لهزيمة الاتحاد السوفيتي في السابق لن تجدي نفعا في الوقت الحاضر مع الاقتصاد الصيني القوي.

إذ أعلنت السعودية أنها ستنضم لمنظمة شنغهاي التي تتزعمها الصين بصفة شريك، وتضم المنظمة ثماني دول على رأسها روسيا والهند وباكستان وكازاخستان، وكل من إيران ومصر وقطر بصفة مراقب.

منظومة شنغهاي البديل الصيني عن المنظمات العالمية التي تسيطر عليها أمريكا.

إن المعنى الحقيقي لما يجري من تغيير في التحالفات عالمية هو أن هناك عالم ينهار و عالم جديد ينهض على أنقاض عالم القطب الواحد عالم الهيمنة الأمريكية لكن مازال العراق متردد باتخاذ الخِيار الصّحيح الذي يخدم مصالحة  لذلك لا ينبغي التفريط في مصالح العراق وقراءة الأحداث بصورة صحيحة من أجل الحصول على المكاسب الكبيرة من هذا النظام العالمي الجديد والحذو كما السعودية وإيران اللتان قررتا الانضِمام إلى المنظمات التي تقودها الصين وروسيا.

والاستفادة من الامتيازات التي تقدمها الصين مثل مبادرة الحزام والطريق وهي احياء فكرة طرق التجارة القديمة بين الصين ودول العالم وضخ مليارات الدولارات في البنية التحتية التي يتم ربطها في هذا الطريق والعراق مؤهل بشكل كبير نتيجة موقعة الجغرافي المهم للانضمام لهذه المبادرة.

إن معظم دول العالم تتجه بأتجاه الصين وتدير الظّهر لأمريكا وعلى العراق الالتحاق بركب العالم الجديد و أن لا يكون حالة شاذه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
سامي : السلام عليكم وعلى العراق السلام في عام 1987عندما تعرضد عملات جنوب شرق آسيا إلى هجمه شرسه قام ...
الموضوع :
السياسات الأمريكية اللئيمة
سلمان راشد كاظم : منطقة الطالبية حي البيضاء محلة323 زقاق 64 نعاني منذ اكثر من خمسة اشهر بقيام صيانة حي البنوك ...
الموضوع :
قسم الشكاوى في كهرباء الرصافة يدعو المواطنين للاسهام في القضاء على الفساد الاداري
ابراهيم الاعرجي : ولماذا اساسا نربط مصيرنا بايران وامريكا .. لماذا تم انشاء محطات وقود غازية .. وكان بالامكان انشاء ...
الموضوع :
أمريكا تعرقل ارسال ديون إيران.. وصيف لاهب ينتظر العراق
احمد : كتاب جيد بارك الله في المؤلف ...
الموضوع :
حين يظمأ الماء كتاب يحمل قصائد الى الامام الحسين عليه السلام
ابن النجف الاشرف : نداء استغاثة الى السيد رئيس الوزراء محمد السوداني نرجو زيارة مدينة النجف الاشرف والاطلاع على المعتقلين مؤخرا ...
الموضوع :
السوداني يترأس اجتماعاً خاصاً بتطوير مطار بغداد الدولي
ابو رغيف : لم أجد في أي مكان ان السيد محمد شياع السوداني يحمل أي جنسية أخرى سوى ألعراقية لهذا ...
الموضوع :
السوداني والعامري يبحثان مسارات عمل الأجهزة التنفيذية وفق البرنامج الحكومي
حسن مجتبى بزّي : السلام عليكم ورحمة الله.. تحية لجناب الدكتور العزيز.. أرجو من جنابكم تأكيد المعلومة التي ذكرتموها حول وكالة ...
الموضوع :
وطنية السيد موسى الصدر
باسم السلمي : نعم ... رحم الله الشهيد السعيد المهندس الذي ضرب أروع الأمثال في البطولة والتضحية والفداء فكان ليثا ...
الموضوع :
تيار الشهيد أبو مهدي المهندس..!
ابو حسنين : وضع العرب مزري من حيث وجدوا في الارض في الجاهليه كانوا قبائل متناحره ومتشرذمه وحضارتهم السلب والنهب ...
الموضوع :
لماذا أوضاع العرب مزرية؟!
ر. ح. ن : مع شديد الاسف من يمثل المكون الشيعي من قادة وسياسيين لم يرتقوا الى مستوى يؤهلهم ليكونوا خداما ...
الموضوع :
الاطار اطارنا 
فيسبوك