المقالات

الأخوة الأعداء  !!


قاسم سلمان العبودي ||

 

لا يخفى على المتلقي أن العداء بين أربيل والسليمانية متجذر وموغل بالقدم ، وقد شهدت ساحات الصراع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين مختلف أنواع القتال بسبب التشدد القومي الصلب للحزب الديموقراطي الكردستاني الذي  تتتزعمه عائلة ملا مصطفى البرزاني  في أربيل ، وبين الأتحاد الوطني الكردستاني والذي تتتزعمه عائلة جلال طالباني في السليمانية . وقد عمد مسعود البرزاني في فترة من فترات الصراع مع الإتحاد الوطني بالإعتماد على حكومة صدام حسين والأستقواء بها على أبناء جلدتهم  ، وما قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي ألا أرتداد لعربدة مسعود وأثارته لحكومة صدام كي يضعف أبناء السليمانية ويستقوي عليهم فيما بعد .

هناك محاولات من قبل حزب مسعود البرزاني للأستحواذ على مقدرات الأقليم الأقتصادية وحرمان شعب السليمانية من الأستحقاقات المكتسبة وهذا ما أجج الصراع مره أخرى ، وأن لم يصل الى حد الأقتتال بالسلاح  ، كما كان سابقاً . نرى أن الهيمنة ( البرزانية ) أوصلت الأمور الى نقطة اللاعودة بعد أن همش قادة الأتحاد الوطني من قبل قادة الحزب الديموقراطي .

أنفصال السليمانية أصبح قاب قوسين أو أدنى عن الأقليم الشمالي بسبب سياسة حكومة أربيل التي سمحت لقوى خارجية بالدخول للأقليم في محاولة منها الى دعم تلك القوى للحزب الديموقراطي الحاكم من أجل الأنفصال عن العراق في مرحلة لاحقة. لكن رهان الحزب الديموقراطي الكردستاني على الأجندات الأجنبية أثقلت قيادات حزب الأتحاد الوطني في السليمانية وعملت بالضد منها وبالضد من متبنياتها الأيديولوجية التي تتعارض مع جعل الشمال العراقي مباحاً للقوات التركية ومحطات التجسس الصهيونية التي تعمل هناك .

يوماً بعد آخر تتعمق الخلافات الكوردية بين الفرقاء السياسيين وهذا قطعاً لن يصب في صالح الدولة العراقية الناشئة حديثاً بعد حقبة سوداء بسبب سياسات البعث ورئيسه المجرم صدام . نرى أن تدخلاً واضح من قبل الحكومة المركزية في الملف الكوردي كفيل بأن يقطع دابر الخلاف أولاً ، ومن ثم الألتفات للشعب الكوردي الذي أستضعفته سياسات الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني . نعتقد أن التدخل الحكومي سيغلق الباب أيضاً بوجه القوات التركية التي تغزو شمال العراق ووضع حد لتلك الاعتداءات التي تطال أبناء الشعب الكوردي في كل يوم تقريباً  ، فضلاً عن تحجيم سلطة الحكم في أربيل بأتباع سياسة خارجية تتناغم مع السياسة الخارجية للحكومة المركزية التي تعتبر إسرائيل عدوًا لها .

كبح جماح قيادات الحزب الديموقراطي الكردستاني أصبح ضروريًا للحد من صناعة الأزمات مع جيران العراق بسبب التناغم الكبير بين الحزب والسفارة الامريكية في العراق ، والتي تدفع بأتجاه أن يكون الشمال جزء من اللعبة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط . تبقى الخلافات الكوردية صداع دائم للعراق ، ويجب أن لا تؤثر تلك الخلافات الكوردية على مستقبل العملية السياسية العراقية وضرورة ردم الهوة بين الحزبين الكرديين حتى تقطع دابر اللجوء الى الخارج الذي بدأ تدخل كثيرًا في الشأن السياسي العراقي .

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 3846.15
يورو 1562.5
الجنيه المصري 47.28
تومان ايراني 0.03
دينار اردني 2040.82
دينار كويتي 4761.9
ليرة لبنانية 0.1
ريال عماني 3846.15
ريال قطري 400
ريال سعودي 387.6
ليرة سورية 0.58
دولار امريكي 1449.28
ريال يمني 5.82
التعليقات
req21tthg : البعثيون وابنائهم هم الدولة العميقة في كثير من مؤسسات الدولة ولهم اليد الطولى في كثير من ملفات ...
الموضوع :
السوداني: النظام البعثي ما يزال يهدد الدولة واصلاحاتها
ضياء عبد الرضا طاهر : بارك الله بك د اسماعيل النجار على هذا المقال شكرا لك ...
الموضوع :
الثوابت الإيرانية هي التي صَمَدَت والنفوذ الأميركي هو الذي تراجع
حا : بالنظر لوجود فساد وهدر للمال العام لابد أن تكون الموانيء من أكثرها فسادا لكن على اللجنة تقصي ...
الموضوع :
وزير النقل يُشكل لجنة تحقيقية للنظر بمخالفات مدير عام موانئ العراق
الانسان : بنت المقبور تريد ترجع للعراق ههههه خلوها ترجع حتى يستقبلوها اولاد الملحة ...
الموضوع :
بنت صدام الجرذ وداء العظمة..!
ثائر أبو رغيف : ألا يكفي دم شهداء الامة سليماني والمهندس جعل الله ارواحهما في اعلى عليين للتعجيل برقاب ال غريباوي ...
الموضوع :
بالوثائق .. صباح مشتت شقيق الكاظمي يشتري عقار بـ ٤.٥ مليون دولار في العطيفية!!
حيدر الجنابي : عين الصواب ...
الموضوع :
الحشد ولد عام 1991..!
رافد طلال عبد المرسومي : اذن مما فهمت هنا ان الشهيد كان يريد ان يعمل مثل هذا الاتفاق بين الحكومتين لكنه لم ...
الموضوع :
"ولا تبخسوا الناس اشياءهم"، سليماني ‏هو من اطلق الاتفاق السعودي/الايراني
محمد الخالدي : سلام عليكم يا اخي المفروض منكم في العراق ان تبينوا سند الرواية ومن هو ابي الجارود وكذا ...
الموضوع :
*( ارجع يابن فاطمة فلا حاجة لنا بك ).*
محمد مهدي جاسم : احسنت تقرير مفصل ...
الموضوع :
الادارة والقيادة بين التعجيز والتمكين
ابو حسنين : ياشيخ انت تعيش بخيالك ولاتتكلم الواقع 1- لايمكن غلق الحدود لانها تحت سيطرة الاكراد وهؤلاء لا يعترفون ...
الموضوع :
خطوات مهمة لمواجهة قطع تركيا للمياه عن العراق
فيسبوك