المقالات

إضاءات من لقاء الجالية العراقية في السويد مع دولة رئيس الوزراء


بقلم الدكتور عادل راضي الرفاعي

ازدانت العاصمة السويدية ستوكهولم بالإشراق السياسي حينما حلّ بضيافتها أعضاء الحكومة العراقية حاملين معهم رسالة بليغة لثمانين دولة ً مفادها أن الجراحات العراقية ماثلة إلى الشفاء وأن البيت العراقي توطدت ْأركانـُهُ وترسختْ دعائمُهُ وسيقف شاهقا حالما تنأى عنه قيود الديون والعقوبات. العراق ليس بلدا فقيراً قالها المالكي وهي عبارة صريحة لذوي الألباب السياسية والاقتصادية تنبؤهم أننا ننبض بفكر متّقد، ونحوز روحا حية ، وتراباً معطاء، واقتصاداً جوّاداّ.... بلادنا تنعم بأسباب العيش ولدينا مقومات التفوق والسمو بين شاهقات الدول لكن يداً آثمةً تريد أن تضع عصا الإيقاف في دولاب التقدّم والمسير.الديون العالمية آيلة للزوال ، والمكبلات الدولية تلاشت في عهد ستوكهولم ماخلا ديون بني العم:

ودَينُ ذوي القربى أشدّ ظلامةً على المرء من وقع الدُيون العالمي

أخوتنا الأعرابُ غلِظون علينا نأمل أن يلتفتوا قليلا إلى الوراء ليتذكروا أن المدد الاقتصادي لحروب صدام كان من خزائنهم وبمباركتهم وحينما اتسقت الأمور بمشيئةإلهية للشعب العراقي وهوى الطاغوت في غياهب سقر واستقر في جحيم الحفر، عزّ على بعضهم هذا الأمر فرأوه جسيماً علينا وغير لائق بنا كوننا سلالم تُرتقى حسب أجندتهم وتراثهم ، حينها تهافتت فواتيرهم على الأسد الجريح ورافديه بل راح الأشقاء ينعمون تغريما لاقتصادنا بأن يطلبوا التعويض لملعقةٍ قد اعوجتْ وفنجان تكسّرتْ عروتُــهُ :

اتقوا الله في عراق الحضارة أهلَ الصحارى....... سُكارىوماهم بسُكارىولكنّ حقدَ البعيرٍ شديدْ........................................................................

لقاؤنا مع دولة السيد رئيس الوزراءكانت الأجواء هادئة ياترى هل نشر السلام أجنحته على قاعة فندق اينفرا سيتي أم تهدّلت أزرار الديكتاتورية التي كانت تبعث فينا أزيز الرعب أيام صدام تسألني نفسي الأمّارة بالاستفهام؟ نعم إنه طقس ديمقراطي ينشر رذاذ الأمل على الطيور المهاجرة وهي تلتقي سرب العراق القادم من عش سومر وآشور ومنارات الحسين وضفاف الفرات، الأجواء تنبيء الحضور بأن عهد الحرية ساطع لا محالة إذ لا تسمع حسيسا ديكتاتوريا ولاتلمس خنقا بعثيا كالذي ألفيناه يوم كان الثلجُ وبائعوه يهزّون سياطهم فينا ، ولا ترى غمزاً بإخراج هذا ولا أمراً باعتقال ذاك ولا يسوء سمعك طنينٌ أو نعيقٌ بل فصاحة ولياقة أدبية جبلت على احترام الآخر تقديره..إنها توليفة العراق الجديد .

حمداً لرب العالمينمرّ الخريف في بلاديجنائز ديكتاتوريةواستنشق الناس الربيعَخُــلقاً نبيلا من خصاصةِ مؤثــِرينْ.

نعم كان لقاء الدولة فينا لقاء الأب بأبنائه والصديق بصحبه والزاهد بمريديه، طفق يمسح على أكتاف غربتنا بالتذكير أننا لم نحترفْ الرحيل محبين :مجبرٌ أنا لابطل،القمع السلطوي والإعدامات والحرمان من أبسط حقوق الإنسان التي كان يمارسها صدام المقبور كانت سببا في ترحالنا وبعد سقوط هبل الجور وانقشاع غمته من العراق عاد نسلهُ ومحبوه وأزلامه يسومون الناس القتل والترهيب والتكفير عامدين إلى شلّ الدولة وتعطيل سلطة القانون ، لكن الدولة برجالاتها وجيشها وسلامها وبسالة جندها حالت وستحول دون سعيهم ورغبتهم ، وأكـّد ابن العراق أن تنظيم القاعدة فقد ملاذاته في العراق وأن قاعدته نسفت من القاع ومصير هذه الشراذم الاختناق من جو الحرية.

ثم انتقل سيادته إلى إنزال البَرَدِ على قلوب الظمأى حينما وعد النوارس المهاجرة بأن الخدمات وفرص العمل ستوفرها الدولة وأن الثمار العراقية حان قطافـُها على يد أبناء الرافدين من أجل أن يبقى العراق في قلوبهم ... لم يكنْ في قلبي غـُلـْفٌكيف أنساها نخيلات العراقتمرها أعثاقها إيصاؤها في الروح يسريوأنا رهن انتخاءات العراق

وإذا استحالت بلاد الثلج وطنا لنا فهي قنطرة عبور تزيدنا حبا لتربتنا ، نُعتـّق الشوق ونُخمّر الحب لنرشفه شفاه الوطن العزيز، العراقي عبق من حنين فهو أعطفُ مخلوق في الدنيا – قلب الوالدة- تربطه بدياره علاقة مشيمية لا تفكها ولا تخترقها حضارة الغرب وملاذته.

خاتمة اللقاء

بعد- أسئلة كثيرة ، وهموم مغتربة، وألامٌ فيلية، ومطالب مشروعة ، وأحلام أكاديمية ، تراسلات وتساؤلات أجاب عنها دولته وصحبه بكل أريحية وسعة صدر وكثرة رمادٍ دون تقديم رجلٍ وتأخير أخرى في وعدٍ دون وعيد، وبلا جحوظ عين واستياء من صراحةٍ – غادرتنا الأسرة العراقية في الحكومة مثيرة في كل الحاضرين إعجابا واحتراماً تقديراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2008-06-03
تحية حب واحترام لرئيس الوزراء واعضاء حكومته وشكرا لهم .......... اما عتبنا على الاعراب يجب ان يتوقف ولنعرف انهم لايعرفون الا لغة القوة والخوف هكذا هم ثعالب جبناء الذي يجب ان نفعله هو ان نقدم شكوى الى الامم المتحدة ضد الكويت والسعودية والامارات لانهم من دعم صدام في الحرب ودليلنا اعلامهم الرسمي واحاديث مسؤوليهم عن الحرب وتوجد كاسيتات صوتية عثر عليها في قصر الجريدي وهي عند الحكومة تثبت ادانتهم في الحرب وتثبت ان الذي قدموه هو مساعدة لااكثر لصدام ابن العوجة !!!
عراقي وافتخر
2008-06-03
إضاءات من لقاء الجالية العراقية في السويد مع دولة رئيس الوزراء ممكن نعرف من حضرتكم اين التقيتم السيد رئيس الوزراء ؟فاي عائلة مغتربة نعرفها نسألها التقيتم السيد المالكي يقولون لا ... فالرجاء التحديد بان السيد التقى اعضاء حزب الدعوة بالسويد ومحافظ النجف التقى النجفيين بالسويد ووزير الخارجية التقى اكراده بالسويد وهكذا والله يعين اللي ماله حزب او مسؤول يعرفه .. ارجو النشر ياسيد نزار بصفتك الاعلامي من السويد ولو تعودنا على تجاهل ردودنا بالموقع ولكن عسى ولعل تكون الحيادية بنشر الردود هي الصفة السائدة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك