المقالات

ليلة القبض على الهابطين!!


عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

يقول قائل، ان تفتح الحكومةُ على نفسها، جبهات متعددة، وعليها ان تقاتل في كل تلك الجبهات في آن واحد، فهذا امر ليس بالسهل، فتعدد الجبهات من شأنه ان يُضعف القدرات القتالية، نعم هذا صحيح، من جهة التعدد، ولكنه غير دقيق، من ناحية اتهام الحكومة بفتح  هذه الجبهات، وزج نفسها فيها، اذ تشير الحقائق، الى ان الحكومة وجدت نفسها امام   هذا الواقع، وليس امامها من خيار سوى القتال بشراسة، من اجل خلق حالة من الاستقرار في البلاد، تساعد العاملين على اداء مهامهم والايفاء بتعهداتهم، فالحكومة لم تفتح  جبهة القتال لاعادة القوة للدينار العراقي، انما فتحها غيرها، فما كان منها الا ان تقبل المنازلة بقوة وشرف، كما ان فتح جبهة الحرب ضد جائحة الفساد لم تكن خيارا، انما كانت الحكومة مجبرة،  بعد ان عاث الفاسدون خرابا باموال البلاد ، وهددوا مستقبل العباد، فأن يُترك لهم حبلهم على غاربهم، يعني المزيد من الخراب، وهكذا كانت المعركة شرسة.

وثمة جبهات اخرى كانت الحكومة مضطرة لاستنفار كل ما لديها من امكانات لتحقيق الانتصار فيها، فمحاربة الفقر والبطالة ليس بالامر الهيّن، كما ان قضية تحسين الخدمات المتهالكة، هي الاخرى تمثل جبهة  واسعة تمتد على طول العراق وعرضه، وفي المقابل فان دخول الحكومة في الكثير من المعارك الجانبية، مع تعدد الجبهات، لا يعفيها من التصدي لجبهات اخرى، يحاول من خلالها الاشرار اختراق الاطواق الدفاعية، وضرب الاهداف الحيوية، من اجل شل الحركة، وهنا اشير الى المعركة الاخيرة التي اعلنتها  الحكومة ضد الهابطين، الذين هبطوا في ليلة غاب فيها القمر، في انحاء المجتمع كافة،  اما بحثا عن "الطشة عديمة الدين والمبدأ"، من دون ان يعوا خطورة ما يقومون به، او انهم ينفذون اجندات أُعدّت لهم، وراحوا يعيثون في الارض خرابا، مستغلين سقوف الحريات العالية، فنجحوا في التأثير على البعض من  الشباب، فيما راحت شرائح من المجتمع تشكو الغوث، وتصيح الداد، من ما يقوم به هؤلاء الهابطين، من محتويات هابطة، تخدش الحياء، وتخرّب التربية، وتُسيء الى الوطن والقيم الاجتماعية والدينية، وكان تأثير هذا الهبوط على المراهقين والاطفال، خطيرا، ومن هنا لم يكن امام الحكومة من بد، سوى اعلان الحرب ضد اصحاب المحتوى الهابط، بناء على مايتم نشره في منصات التواصل الاجتماعي  ووسائل الاعلام، الذي ترصده وزارة الداخلية، وهيأة الاعلام والاتصالات، او من خلال البلاغات التي يتقدم بها الناس،.. نعم ان هذه الحرب واجهت معارضة من بعض الجهات والاطراف، من باب عدم وجود معايير واضحة لتحديد ماهو المحتوى الهابط، وبالتالي قد تُستغَل، في تقييد الحريات وتكميم الافواه، وربما يبدو ان كلاما مثل هذا صحيح، ولكن ومن خلال رصد ردود الافعال، لاسيما لشريحة الشباب، كانت مؤيدة لهذه الاجراءات، كما ان القضاء هو الاخر  اعلن عن تشديد اجراءاته من اجل وضع حد لهذا الخطاب،  وهنا يُجمع الجميع، المؤيدون ، والمعارضون، على ضرورة حماية المجتمع من خطر  محتوى الخطاب الهابط ، شريطة ان لا ينسحب ذلك الى التضييق على الحريات، وهذه الاخيرة ايضا بحاجة الى تحديد معاييرها، فالحرية لا تعني الانفلات، والاساءة الى الاخرين، فحدود حريتك تبدأ، من حيث تنتهي حدود حريتي، واي تداخل يعني حدوث حالة من الاحتكاك قد تكون تداعيتها غير محمودة.. اليس كذلك؟!!

-----

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك