المقالات

بالشتاء  صنعّنا "اللبن"

1523 2023-01-02

حمزة مصطفى ||

 

كلنا نعرف ونعترف أن لدينا مشكلة بالصناعة الوطنية والزراعة الوطنية والكهرباء الوطنية. الكهرباء صارت "مناصف" مرة وطنية ومرة سحب. أما الصناعة والزراعة فقصتهما قصة "مشربكة". المبررات دائما جاهزة بعضها صحيح وبعضها الآخر له أسباب وعوامل أخرى جزء منها متداخل بين الفساد وسوء الإدارة والتخطيط وعدم وجود منهجية سليمة في التعامل مع ملف الأمن الغذائي الذي بات جزءأ من الأمن القومي بكل تفرعاته وتفاصيله وهي كثيرة ومتشعبة. لكي لا أطيل عليكم وأتشعب بـ "التنظير" سوف أدخل في صلب الموضوع. عنوان المقال "بالشتاء صنعنا اللبن" يحيل بالضرورة الى المثل المشهور "بالصيف ضيعت اللبن" مما يحتاج الى فك الإشتباك بين المثل والعنوان. 

مؤخرا قرأت خبرا أفرحني و"ضوجني" في الوقت نفسه. الخبر هو ما أعلنته وزارة الصناعة نقلا عن مصانع البان أبو غريب التابعة للشركة العامة للمنتجات الغذائية وهي إحدى شركات الوزارة بأن مصانع البان أبو غريب عادت الى العمل بوتيرة عالية وجهود وكفاءات عراقية بحيث أن الطاقة الإنتاجية من الألبان تصل الى 15 طنا يوميا. وبينما لايسعني القول الإ "رحمة من العزيز الجليل" لجهة إمكانية تصنيع اللبن ومشتقاته وطنيا بدلا من إستيراده من دول الجوار العزيزة, فإنني  في الوقت الذي أتمنى كما يتمنى السيد مدير المعمل بأن نحقق على أرض الواقع الشعار الذي إفتقدناه وهو "صنع في العراق" لكني من جانب أخر أقول هل من واجبات الدولة صناعة الجبن المطبوخ بالعلب البلاستيكية واللبن بأنواعه الرائب وأبو الكشوة والشنينة إضافة إلى مُنتجات القشطة والزبد والدهن الحر؟. هذا ما يقوله نص الخبر الرسمي وليس أنا بالطبع.

إنني وفي الوقت الذي أشد على أيدي العاملين في مصانع البان أبوغريب بزيادة الإنتاج كما ونوعا لكني من جهة أخرى أنظر الى الموضوع من الزاوية الأهم وهي هوية الدولة الاقتصادية هل هي إشتراكية تنحو منحى القطاع العام في الإنتاج والتسويق والرعاية, أم دولة إقتصاد سوق؟ حتى الآن هوية دولتنا بعد عام 2003 ضائعة بين الإشتراكي والخاص حالها حال ضياع هويتنا الوطنية. أذكر في السبعينات وفي ذروة نشاط الدولة الإشتراكي والقطاع العام آنذاك أنشأت الدولة ماسمي بمزارع الدولة. فماذا كانت النتيجة؟ مزرعة الدولة عبارة عن دائرة فيها شعب وأقسام وصيانة وسيارات وموظفين ودوام وكتابنا وكتابكم, بينما الى جنبها مزرعة خاصة لفلاح بسيط مع عائلته وكم رأس بقر وغنم. في نهاية كل موسم تخسر مزرعة الدولة ويجري تعويض الخسارة من موارد النفط بينما يربح المزارع البسيط بحيث  يشتري جرار عنتر أو بيكاب أو ربما يغير أثاث بيته. أضرب هذا المثل الواقعي لكي أوضح مخاطر إنشغال الدولة بصناعة اللبن بينما تستطيع 5 عجائز من قضاء أبو غريب نفسه صناعة لبن أبو الكشوة وقيمر أفضل بكثير من مصنع وموظفين وبصمة و.. قله بالغ.

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك