( بقلم شوقي العيسى )
منذ أن بدأت مرحلة التغيير وإسقاط الطاغية والدكتاتور في العراق وما شهدتها أحداث عام 2003 وبعد أن إستبشر العراقيون خيراً في مرحلة مابعد سقوط صدام سيّما أن معظم المحطات الفضائية كانت تتكلم عن مرحلة مابعد سقوط الطاغية وكأنه أمر واقعي ومحتوم لذا فكانت إستجابة الشعب العراقي سريعة ومضيئة لهذا الحدث وربما الهول لما يحدث من نتائج معكوسة في المعادلة السياسية التي تجعل من صنّاع الدكتاتور هم من يسقط العرش الدكتاتوري وسط ردود الفعل والآراء المتباينة من قبل حلفاء أمريكا التي سعت وأستبدت برأيها في مهمتها حسب مايدّعية الرئيس الأمريكي بوش في مواجهة الإرهاب والفساد ....عهدٌ ولى وأمر أنتهى وأصبح مثل المضارع التام في اللغة الإنكليزية ماضٍ ولكنّ آثاره باقية،، دمار وقتل وإنفجارات وسيارات مفخخة وإختطاف وقتل على الهوية وتصفية حسابات وسرقة أموال وإنتهاك حرمات ومعاناة مواطنين وما الى ذلك من معنى المأساة التي تدخل في علاج هذا كله ، حصل هذا قبل أن يتمكن قادة وزعماء العرب السنة الدخول في العملية السياسية فكيف بنا وقد وصل أؤلائك الطائفيون الى مجلس النواب وأصبحوا من طهاة المطبخ السياسي .....
لا شك ولاريب بعد أن دخلت القوى التي كانت ولازالت تدعي بالمقاومة وتحارب الإحتلال وبعد أن أصبحت تلك الكيانات في صلب القرار السياسي لاحظنا الميل الطائفي في الخطاب السياسي كان دائماً يلازم القادة السنة عندما يتحدثون في البرلمان والحكومة العراقي .
بالحقيقة عندما دخلت جبهة التوافق وجبهة الحوار وأعيد على الشعب العراقي التصريحات الطائفية التي كنا نسمعها من هذه الكتلتين قبل دخولهم للعملية السياسية فأصبح لدى الشعب العراقي أن من يدافع عن الإرهاب هم هؤولاء الذين داخل هذه الكتل وبنظرهم أنهم يدافعون عن المقاومة على العموم هذا الموضوع ((الإرهاب والمقاومة)) نحن لم نلتمس لحد الآن أن هناك مقاومة بمعنى المقاومة التي نعرفها وإنما نعرف أن هناك إرهاب إلا اللهم أن المقاومة التي يدّعونها هي بالفعل مقاومة ولكن ضد الشعب العراقي إذن كان لزاماً على جبهة التوافق والحوار أن يوضحوا ذلك في خطابهم الطائفي خصوصاً نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي عندما يتهم وزارتي الدفاع والداخلية بالطائفية والتعاون مع مليشيات شيعية أعتقد أن الزوبعي نسى أن الحكومة قد تغيرت وأصبح هو أحد أركانها للأسف الشديد وما تصريحات صالح المطلق عن الزوبعي ببعيدة فقد صرح الآخر بأنة يريد أن يتقدم بمبادرة جديدة يلغي فيها إجتثاث البعث وإعادة الجيش العراقي السابق الذي يتمثل بكبار قادة صدام الذين تربوا بأحضان البعث الفاشي هؤولاء هم نموذج من القادة الجدد الذين دخلوا العملية السياسية أصحاب الخطابات الطائفية.
فلم أرى أو أسمع من قبل أن حكومة تجمع كافة مخلفات القادة الإرهابيين وذلك بحجة التخفيف من حدة العنف الطائفي في العراق فعليه نحن نتحمل وزر وأخطاء المطبخ السياسي الذي أشرك زعماء الإرهاب وأدخلهم للعملية السياسية وهم يرفضونها جملةً وتفصيلاً بالحقيقة أن العرب السنة لايرغبون في الإشتراك بالعملية السياسية بل يرغبون العملية السياسية بأكملها والتي هي عبارة عن الحكم في العراق وأنا شخصياً عندما أكتب العرب السنة طبعاً لا أذكر الجميع ولكن هناك مبدأ أن المتصدي في الساحة السياسية من العرب السنة هو من يمثل السنة حتى وإن إنقسمت الى طوائف وكما هو الحال بالنسبة الى الشيعة فالذي يتصدى وينخرط في عمق العملية السياسية فإنة يعتبر الواجهة الشيعية لذلك فإن أي خطاب حساس يحتمل أي شيء من الحقد والطائفية يعتبر من المخلفات التي تحدث ..
نحن نلتمس من الخطاب السني من أغلب القادة المنخرطين في العملية السياسية هو الدفاع عن المقاومة ويرغبون الإعتراف بها وهذا مالايعترف به الشعب العراقي لما له من صله بالواقع الأليم الذي يراه ونراه كل يوم من المفخخات التي تزرع في طريق الآمنين والأبرياء فكيف ياترى نعترف بعمليات هي تمس واقع الإنسان العراقي البسيط وتجعلة رماداً في رياح هاوية .
أعتقد أن الذي يجري على أرض الواقع ضد أبناء العراق من الشيعة من قتل وتهجير إنما هي خطة مبرمجة للضغط على الحكومة للإطاحة بها ، أما القادة السنة فيستخدمون المثل المصري (( ضربني وبكى ،،، سبقني وأشتكى))
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha