المقالات

بعد سبع سنوات..!


محمد عبد الجبار الشبوط ||

 

تقول وزارة التخطيط ان عدد سكان العراق سيبلغ 50 مليون نسمة بعد 7 سنوات.

وفي العالم المتحضر، تأخذ الدولة بالحسبان الزيادة في عدد سكانها وهي تخطط للمستقبل. فالزيادة السكانية ينتج عنها الزيادة في استهلاك الماء والكهرباء والطعام، كما تزداد الحاجة الى عدد اكثر من الاسرة في المستشفيات، والاطباء، وعدد المدارس، وعدد الوحدات السكنية، وعدد رجال الشرطة اللازمين لفرض الامن، وعدد المحاكم والسجون، وغير ذلك.

والدولة الحضارية الحديثة تأخذ للامر عدته قبل وقوعه حتى لا تُفاجأ بالزيادة في عدد السكان دون توفير الكمية المناسبة من الخدمات المختلفة التي تتطلبها هذه الزيادة. وذلك امتثالا لقوله تعالى:"يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍۢ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ". ولا يوجد هناك ما يحصر كلمة "الغد" بيوم القيامة، انما هي كلمة تنطبق على المستقبل بمختلف مصاديقه. فالموقف هو ان يفكر الانسان والمجتمع والدولة بالمستقبل ويستعد له بما يلزم.

وبما ان الدولة الان تعرف كم سيصبح عدد السكان بعد ٧ سنوات، فان بامكان المختصين بالتخطيط المستقبلي من ابنائها حساب حجم الحاجة الجديد في مختلف نواحي الحياة. والافضل لهم ان يجروا العملية الحسابية في اطار الخمسين سنة المقبلة ويكون من ضمنها السنوات السبع موضوع الحديث، على ان تتضمن العملية الحسابية تقدير الكلفة المالية للتخطيط المستقبلي وطريقة توفير المال اللازم لها.

والاولى برئيس الوزراء ان يسارع من الان الى تشكيل "اللجنة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي" على ان تضم خبراء واكاديميين في مختلف المجالات والاختصاصات على ان تنجز عملها خلال مدة زمنية محددة، سنة مثلا، ثم يصار الى العمل بالخطة لنغطي فترة السنوات السبع فضلا عن السنوات الخمسين الاساسية.

ولأن الخطط الاستراتيجية لا تنجح مالم ينخرط في عملية تنفيذها الناس بصورة عامة، فيجب ان يرافقها حشد توعوي اعلامي يبين مدى اهمية انخراط الجمهور في الخطة وتبنيهم وحماسهم لها. فالتنمية لا تحصل بقرار حكومي فوقي فقط، وانما باندماج المجتمع مع الخطط الحكومية.

ويمكن وضع هذه الستراتيجية بالتكامل مع مقترحي الاخر بصدد اللجنة الدائمة للتربية. ذلك ان الهدف المركزي لكل خطط الحكومة يجب ان يتمثل في الاستثمار في الجيل الجديد او الاجيال الجديدة التي سيكون عليها تحمل العبء الاكبر من الجانب التنفيذي للخطة المستقبلية. ومن هنا تبرز ضرورة تنشئة الاجيال الجديدة بشكل يجعل المواطن الفعال عنصرا اساسيا في خطط التنمية ومواجهة التحديات المستقبلية.

كان العراق في الماضي يتبع اسلوب الخطط الخمسية، لكن التقلبات السياسية التي شهدتها البلاد بعد عام ١٩٥٨ ادت الى اهمال هذه المنهجية في تطوير البلاد. واليوم تدعو الضرورة اكثر من اي وقت مضى الى العودة الى التخطيط المستقبلي، ولتكن السنوات السبع مناسبة الى هذه العودة و منطلقا الى التخطيط المستقبلي على مستوى خمسين سنة اتية.

وطبيعي ان اذكر ان اي تخطيط مستقبلي يجب ان يتضمن فقرة الخروج من النظام الريعي والاعتماد المطلق على بيع النفط، والانتقال الى الاقتصاد الانتاجي متعدد الموارد. وهذا ايضا يتضمن ضرورة تغيير التوجهات العامة للمواطنين من العمل في دوائر الدولة بوظائف غير انتاجية الى العمل في الارض وتعظيم انتاجية المجتمع عملا بقوله تعالى:"هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ ذَلُولًا فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِۦ ۖ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ". هذا مع التأكيد على الوجه الثاني للعملية الاقتصادية واعني بذلك عدالة التوزيع، قبل الانتاج وبعد الانتاج، مع تطبيق نظام التكافل الاجتماعي لاعانة المحرومين والفقراء.

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك