المقالات

مقتدى يبحث في إيران عن مرجعية لأربعة أعوام بانتظار مرجعيته الشخصية


( بقلم : عواد عباس الموسوي )

تعددت آراء المراقبين حول الأسباب الحقيقية التي جعلت مقتدى الصدر يختار إيران للإقامة فيها منذ اختفائه و حتى اللحظة . و إذ لا يصعب فهم مغزى التضليل على مكان تواجده من قبل أعضاء في تياره فإن ما رشح مؤخرا من مصادر موثوقة قد يلقي شيئا من الوضوح على اختيار مقتدى لإيران مكانا يحرص أتباعه على عدم الإفصاح عنه . بالطبع فإن جانبا من دوافع التضليل تلك متعلقة بقضايا سياسية لما تسببه المجاهرة بوجوده في إيران من حرق لورقته العروبية التي يحاول من خلالها كسب ولاء و معاضدة إعلامية من العربان و رجالاتهم الطائفيين في الداخل .

إن من بين الأسباب التي وضعها المراقبون للشأن الصدري و العراقي عامة التي أدت بمقتدى لاختيار إيران مكانا للإقامة فيه هو توفر قدر أكبر من الحماية له خلافا لأي مكان آخر و قيل انه اختار حوزة قم لإكمال دراسته الحوزوية هناك هذا مع أن مقتدى كان متشبثا برأي والده كون حوزة النجف أعظم و أكثر روحانية لطالب العلم من حوزة قم و أن هذه الروحانية توفر قدرا من التكامل المعنوي الذي يردد مقتدى في رسائله أنه بصدد الوصول إليه ، و لا ننسى هنا أيضا أن السيد محمد صادق الصدر والد مقتدى كان قد فتح ملفا غريبا و غير معهود في المفاضلة القومية و التاريخية معا بين الحوزات الدينية و ادعى أن ثمة مساعي إيرانية لسلب حوزة النجف محوريتها و ثقلها لصالح حوزة قم و هو تقسيم و تصنيف يدخل في مستوى الثنائيات القاتلة التي أوجدها المرحوم محمد صادق و كان لها بالغ الأثر في إذكاء انقسامات اجتماعية في الصف الإسلامي الشيعي من قبيل تقسيمه المرجعية إلى صامتة و ناطقة و المراجع إلى عرب و فرس و الشيعة إلى ممهدين لظهور الإمام المهدي و أعداء للتمهيد ... الخ .

و على أية حال فمن الأسباب الأخرى هو وجود حساباته المالية هناك و مصادر تسليح مليشياته و تدريبهم و هي أمور مهمة من الضروري إدارتها و الإطلاع عليها عن كثب . غير أن ثمة من ذهب إلى أن وجود مقتدى هناك لم يكن باختياره فقد تلقى أمرا من صانع القرار الفعلي لمليشياته وسياسييه بضرورة المجيء إلى إيران و بعد ذلك تم فرض الإقامة الجبرية عليه و قد رضخ مقتدى لنوع تلك الإقامة التي تحدد حركته ضمن إطار و مساحة جغرافية معينة و يشرف على مراقبته مجموعة من عناصر الأمن الإيراني بدأ الصدر بالتعرف على العديد منهم و الذين يصطحبونه حتى داخل حلقات دراسته هناك .

 إلا أن مصادر موثوقة و قريبة من مقتدى أطلعتنا على ما يمكن اعتباره جزء رئيس من السبب الحقيقي مع عدم تضاده و منعه للأسباب الأخرى ويتلخص في أن مقتدى الصدر يخطط للحصول على تأييد واضح و علني من مرجعية معروفة توفر له غطاء شرعي لمدى زمني لا يقل عن أربعة أعوام و هي الفترة التي يخمن مقتدى أنه قادر على بلوغ رتبة الاجتهاد خلالها .

 و كان السيد كاظم الحائري خيار مقتدى الأول و بعد لقاء عابر جمعه بالسيد الحائري قبل سبعة أشهر تناهى إلى أسماع الحائري ما يخطط له مقتدى و ينطوي عليه من رغبة في تسويق تياره جماهيريا و تحسين صورته و تثبيت العديد من أتباعه على موقفهم الموالي له بعد أن داخلتهم الشكوك حول أهلية مقتدى لزعامة الصدريين بسبب تهافت خطاباته و تناقضها و تأرجح مواقفه و عدم ثباتها ، نؤكد انه بعد اطلاع و كشف هذه الحقيقة لسماحة السيد الحائري امتنع السيد عن لقاء مقتدى الصدر ، و حتى الأسبوع الماضي أعاد مقتدى محاولاته عبثا وسط إصرار السيد كاظم الحائري على رفض مقابلته .

و لهذا بدأ مقتدى في التفكير الجدي بالبحث عن مرجعية تلبي طموحاته و تحقق له الأهداف التي يسعى لأجلها و تكون طوع ما يريده و لا سيما الحصول على تأييد شرعي لمليشياته التي اسماها جيش المهدي و ترجح ذات المصادر أن تكون الوجهة الجديدة لمقتدى متمثلة بالسيد محمود الهاشمي أحد المعروفين بأنه من ابرز تلاميذ الشهيد محمد باقر الصدر وهو أقرب إلى مقتدى  . رغم أن الكثير من المراقبين و المطلعين لا يكاد يقتنع بأن ثمة مرجعا دينيا واحدا سيكون في معرض القبول بجعل نفسه سلعة تسويق و بوستر إعلامي مؤقت لأربعة أعوام حتى يعلن مقتدى أنه قد حصل على الاجتهاد و بالتالي إصدار قرار بعزل تلك المرجعية من مهامها ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد المالكي
2008-05-23
الى ابو مريم شنو مولى مقدس !!! ومن قال انه يرضى بهذه التسمية ففي حياته ماكان احد يقول له انت المولى المقدس والله عجيب امر الخارجين على القانون يتهمون الذي يخالفهم بالراي بعدم الفهم والتجاوز عليه بالالفاظ البذيئة ويصل الحد الى القتل وهدم بيته الله ينتقم منهم بعدين الشيعة معروفين بعدم صلاة الجمعة في وقت الدكتاتورية لانه لايوجد امان فالاف الناس الذين اعتقلتهم قوات صدام وقتلتهم كانوا يصلون الجمعة معه فهو المسؤول يوم القيامة عن ارواحهم !!!
ابو مريم
2008-05-23
السيد الموسوي لا اعترض على رأيك في قضية مقتدى الصدر لانه موضوع طويل وقابل للاخذ والرد بألاضافه انه اصبح شيء مرن منهم من يعتبره مقاومه ومنهم يعتبره ارهاب وكلا يغني على ليلاه ,اي لمصالح شخصيه وحزبيه اما قضية السيد الشهيد فقضيه اخرى ولايمكن لقلم وطني شريف ان يذكر المولى المقدس بهذا الطريقه التي لاتعبر الأ عن حقد وكراهيه مسبقه فمحمد الصدر قام بثوره عملاقه نزل بها للشارع بوجه اكبر طاغيه عجز غيره من العلماء من مجرد التفكير بها , واعتقد يأخي الكاتب انك ادرى الناس بها.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك