المقالات

سردية المعارضة..!

1209 2022-10-10

حمزة مصطفى ||

 

المعارضة نوعان مسلحة وسلمية. المسلحة تريد تغيير النظام إذا كانت تعمل ضد نظام يتناقض معها كليا ولايمكن التفاهم معه الإ بلغة السلاح. أما السلمية فإنها تريد الوصول الى السلطة بالطرق السلمية.

 وأقرب طريق للوصول الى السلطة سلميا هو المشاركة في الحياة السياسية. والمقصود بالحياة السياسية هنا أحزاب سياسية تتنافس عبر صناديق الإقتراع للفوز بأعلى المقاعد ومن ثم تشكيل الحكومة. وليس أمام هذه الأحزاب سوى سلوك درب الديمقراطية. هذه  هي أبسط مقاربة لسردية المعارضة.

 قبل أن نصل الى العراق "نروح" الى أوربا وبالتحديد الى فرنسا وإيطاليا. في فرنسا وبالرغم من كل يمينية وصلافة مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف فليس أمامها سوى تحقيق أهدافها التي تتناقض حتى مع قيم الديمقراطية الليبرالية في عموم الغرب وفي أوربا بالدرجة الأساس عبر المشاركة في الانتخابات. وفي آخر انتخابات التي فاز فيها الرئيس إيمانويل ماكرون حققت لوبين قفزة هامة على صعيد الوصول الى هدفها النهائي.

وفي سياق المقارنة بينها وبين ماكرون فإن فوز ماكرون كان بطعم الخسارة, بينما  خسارة لوبين كانت بطعم الفوز. ماكرون فاز بالرئاسة لكنه تراجع في الجمعية الوطنية, بينما لم تتمكن لوبن من الوصول الى أعتاب الفوز بالمنصب لكنها تقدمت لجهة التأييد الجماهيري لأيديولوجيتها المتطرفة. لم يعد يفصل لوبين لتحقيق ماتريد سوى دورة إنتخابية واحدة وهي القادمة على الأرجح بعد 5 سنوات.

 في إيطاليا بدا الأمر أكثر راديكالية من فرنسا. لم يكن فوز جورجيا ميلوني مجرد فوز لحزب معارض تمكن من إقناع الناس ببرنامجه الإنتخابي لكي يحصل على أعلى المقاعد. بل ماحصل كان بمثابة  زلزال سياسي سوف تكون له إرتدادات في كل أوربا وعموم الغرب بمن في ذلك الولايات المتحدة الأميركية حيث عبر الرئيس جوبايدن عن إنزعاجه من فوز ميلوني.

 في إيطاليا لم يفز حزب سياسي إنما عادت الفاشية من جديد بعد اكثر من 8 عقود من الزمن على نهايتها. فبكل بساطة وفي ظل كل هذا التقدم والتطور حتى في المعايير الديمقراطية في الغرب والعالم بمن في ذلك رفض كل صيغ التطرف تعود أيديولوجية هي أخطر ثاني أيديولوجية بعد النازية وهي الفاشية.

 عادت الفاشية الى إيطاليا لكن ليس عبر موسوليني وفي سياق تلك الظروف في عالم مختلف آنذاك, بل عبر سيدة أنيقة تبلغ من العمر 45 عاما لكنها تفتخر بأنها فاشية. الناس قبلوا بها, وهذه هي الديمقراطية وصناديق الإقتراع. "خوما جبت طاري العراق" لا أبدا. نحن لنا سردية مختلفة. سردية .. "من أين اجيب ازرار .. للماعنده زيج".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك