المقالات

الخلاف والإختلاف بين الود والقضية 

866 2022-09-21

حمزة مصطفى ||

 

مع أننا في الغالب نتجنب الخوض في قضايا وأمور في الدين هي موضع خلاف فقهي, عقائدي, مذهبي لكننا ومن أجل تجنب ذلك نلجأ طواعية الى دفن رؤوسنا في الرمال. المصيبة إننا نعرف أن مؤخراتنا مكشوفة تماما. مع ذلك نتواطأ حتى لو إختلفنا على هذه القضية أوتلك أو حتى لو "تذابحنا" وكثيرا ماحصل ذلك في التاريخ في أن نبقي معادلة الرأس والمؤخرة هي التي تتحكم في خطابنا.ومن أجل الإستمرار في متوالية الرأس المدفون في الرمال والمؤخرة المفتوحة لكل من يجئ "للحظ أو للعابر الجرئ" مثلما يقول أدونيس هي التي جعلتنا "نجيب ونحط" أحاديث ومقولات من أجل التغطية مرة أو التمويه مرة والتدليس في كل المرات. الأدهى والأمر والاتعس إننا ننسب أحاديث الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أو الصحابة لكي نبرر مانقوم به أو مانؤمن به أو مانريد تبريره أمام الآخرين. كل ذلك من أجل تبرير خيباتنا وبؤسنا. دائما نريد حين نريد أن نبرر أن"إختلاف أمتي رحمة" وننسب هذا الحديث الى النبي. هل يوجد أكثر من إختلاف المسلمين من أبسط القضايا الى أكثرها جوهرية في الدين منذ 1450 سنة؟ أين الرحمة في هذا الإختلاف المزمن؟ مع ذلك ولأننا نعرف جيدا أن كل مانقوم به من فعل أيدينا ولاتوجد نصوص قطعية الدلالة في غالبية مانختلف عليه فإننا لانملك سوى أن نردد في أحاديثنا وصلواتنا وأدعيتنا ربنا أكشف هذه الغمة عن هذه الأمة؟ من هو المتسبب في هذه الغمة سوانا نحن المسلمين من كلا المذهبين بينما الله سبحانه وتعالى يقول في القران الكريم "إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" "سورة الرعد آية 11".   

  أين الرحمة في الحروب الطائفية التي وقعت بين المسلمين على إمتداد التاريخ حيث إمتلأت بعض صفحاته بالسواد نتيجة التعصب المذهبي الذي يقود الى التعصب الطائفي الذي ينتج بدوره الأحقاد والبغضاء بين من يفترض بهم يؤدون الصلاة الى ذات القبلة ويحجون الى ذات البيت ويقرأون القران نفسه؟ وفي موازاة حديث إختلاف أمتي رحمة نحتنا قولا آخر نردده كلما إختلفنا مع بعضنا حتى بشأن أبسط القضايا في حياتنا اليومية الى أخطرها وهي مقولة "الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية". من حيث المبدأ لا خلاف على مبدأ الخلاف في الرأي بل الأصح والأصوب أن تكون هناك خلافات في الرؤى والأفكار والمناهج لكي تتغير الحياة نحو الأفضل. كل الأيديولوجيات مختلفة عن بعضها. بل قد تتضارب مع بعضها وربما تتحارب مع بعضها بدء من الحروب الصليبية التي هي وإن كانت حروب أديان في ظاهرها لكنها حروب أيديولوجيات في الواقع الى حروب المصالح سواء كانت من أجل التوسع أو من أجل الموارد أو سواها من المبررات. لكن هل من مخرجات هذا الخلاف بكافة أنواعه أن يبقي ودا وقضية؟ 

الأديان التي هي وحدها من ينبغي أن توحد الناس لأن الله سبحانه وتعالى أنزلها على البشر من أجل أن يتكاملوا لا أن يتحاربوا تحولت الى ميادين صراع وحروب مرة باسم الصليب   ومرة باسم صراع الحضارات أو الثقافات " صموئيل هنتغتون .. كتاب  صدام الحضارات". وحيث أن  التكامل والتمام كان من نصيب الرسالة المحمدية وحدها كونها  الرسالة الخاتم فإنها ولأسباب لا علاقة لها بأصل النص الألهي تحولت للأسف الى محور خلافات طائفية لاطائل من ورائها تمت تغذيتها عبر العصور عن طريق النفخ بنار مانرفضه جميعا وهو الفتنة مع أن الجميع يكاد يكون ضالعا  بها بشكل أو بآخر. ولعل السؤال الذي عجز الجميع عن الإجابة عنه هو ما الذي يجب علينا فهمه مما أورده القران على صعيد إكتمال الدين وإتمام النعمة .."اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" المائدة 3. هل رضينا كمسلين بالدين الذي إكتمل وبالنعمة التي تمت؟ بالنسبة لي على الأقل لا. ولهذا السبب راح تبقى الغمة فوق هذه الأمة ونستمر في الدعاء الذي لايستجاب لأننا نريد من الله أن يغيرنا بينما المطلوب أن نغير نحن أنفسنا.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك