بقلم : سامي جواد كاظم
ما ان ابحث عن معلومة او مفردة ضائعة مني حتى تاخذني الصفنات والاسئلة عن كيفية تاليف هذه الموسوعات والمجلدات القديمة والتي تحوي مصادر لو اردت البحث عنها في جوجل لاعيتني وطال بي البحث عنها ، فكيف بجهودهم هذه الرائعة التي استطاعوا من الجمع والبحث والتاليف وبدرجة شرفية عليا .
اما اليوم فبعد التطور العلمي الذي طرأ على العالم وفي مختلف المجالات وكان من ضمنها تطور البحث من اليدوي الى الالكتروني في البحث عن المعلومة ، رافق ذلك الاستخدام السيء لهذه الطريقة البحثية وذلك لكونها اسهل طريق للسرقة من غير ترك بصمات للسارق ولكن الذي له قراءات واطلاعات ولو في مجال واحد فانه اذا ما قراء معلومة سبق له ان قرأها في كتاب سابق فانه يعلم على الفور من اين سرقت .
ولا اريد ان اتحدث عن الاشكالات الشرعية لهذه الاساليب اللصوصية والتي لو تمعنا النظر فيها لوجدناها تشبه بند حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر بل الاتعس من هذا ان ينسب هذا الجهد التاليفي باسم السارق هذا هي السرقة بعينها . احدى هذه المصادفات التي صادفتني وانا اقوم بالبحث عن دول الشيعة في الكتب دون الجوجل وبين يدي كتاب المؤلف البارع المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية ( الشيعة في الميزان ) وبعد تشخيص المعلومات التي انا بحاجتها انتقلت الى كتاب اخر للمؤلف ( المفكر ) نجاح الطائي عنوان الكتاب اعتقد ( المد الشيعي والغزو الوهابي ) وفي هذه الموسوعة من ثلاث كتب يتطرق المؤلف الى دول الشيعة والتي هي قصد البحث فوجدت ان ما ذكره الطائي هو نسخة طبق الاصل من كتاب مغنية والجهد المبذول من الطائي في هذا الكتاب هو النقر على نسخ ولصق .
وهذا يذكرني بالعلم الشامخ في كتابه انه عبد الحسين الاميني صاحب موسوعة الغدير وكيف تحمل العناء في جمع المصادر حتى انه كان كثيرا ما يصلي ويدعو الله عز وجل لتسهيل مهمة التنقيب واذكر له قصة رائعة انه كان بحاجة الى مصدر يغنيه في كتابه فتوسل بالامام علي (ع) كي يحظى بهذا المصدر وشاءت الصدف ان جاءه شخص يطلب عونه لمشاركته بناء جدار في بيته فلبى له الطلب وبعد اتمام البناء اصر عليه ان يتغذى معه وهو جالس في غرفة الضيافة لمح كتب مبعثرة في زاوية الغرفة فالقى بنظره عليها فاذا بالضالة المنشودة انه الكتاب الذي يبحث عنه فلم يصدق هذا فاسترخص من صاحب الدار ان ياخذ الكتاب بدلا الغذاء وسمح له فخرج مسرعا فرحا بين شاكرا لله عز وجل وممتنا للامام علي (ع) ، فهل يمكن ان يقاس هذا البحث ببحث جوجل ؟!
العيب تنسيب المعلومة لغير صاحبها والمعروف ان قيمة الكتاب تكون من خلال المصادر المستقاة منها محاور الكتاب حيث لو ذكر المصدر فان ذلك يعلي من شان المؤلف والكتاب واذا استخدم الاختلاس فان ذلك قد يبهر القاريء ولو لوهلة ولكن ما ان يعرف الحقيقة ويعرف اصل المعلومة فان هذا الكاتب سيسقط من نظر قارئيه ولو الّف مستقبلا كتب كثيرة وبجهده فان النظرة الماخوذة عنه تبقى هي وهي سرقة جهود الغير .
وهذا ينطبق على كثير من الصحف والمجلات التي تقوم بجولة ليلية او نهارية على الجوجل وغيرها من مواقع البحث الا ان جوجل اشهرها فتنتقي مما يروق لها من بضاعة اعلامية من مقال او بحث وتدوينه باسم هذه الصحيفة او الصحفي او هذه المجلة او ذاك الموقع الاخباري .
https://telegram.me/buratha
