المقالات

مستقبل الوضع العراقي


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

مانراه بالعراق من مشهد سياسي متعثر ليس حالة جديدة مثيرة  يعيشها العراق، بل عشنا ذلك منذ ولادة الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ والذي يقول بعدم وجود انقسامات قومية ومذهبية بالعراق فهو يعيش خارج مجال التغطية، ويعيش في عالم رومانسي، بل الصراعات حتى مابين ساسة حتى المكون الواحد، شاهدنا تعاون شيعة واكراد مع نظام البعث الساقط، وشاهدنا تعاون ساسة سنة مع الأكراد ومع الشيعة طيلة ال ١٩ سنة الماضية. 

بلا شك المكون الشيعي العراقي نتاج بيئة تعرضت للاضطهاد والظلم طيلة قرون طويلة انتج لنا ساسة وزعامات تعاني من عقدة العبودية والذل لذلك لذلك وجود انقسام بين القوى الإسلامية الشيعية السياسية ليس بالأمر الجديد فهو كان  موجوداً، منذ فترة طويلة، وواضح بشكل جلي إلى الكثير من ابناء المكون الشيعي العراقي، إسقاط نظام البعث تم من خلال أمريكا وتحالفها من الناتو والدول العربية السائرة بفلكها، لذلك السياسة الأمريكية والغربية تتبع أساليب دعم منظمات حقوقية والاستفادة من الصراعات الداخلية الشيعية حيث تم دعم أحداث تشرين لتشكيل تيار موالي للغرب لكن التيار الصدري الذي شارك بالتظاهرات احس بذلك التوجه وتم القضاء على مؤامرة تشرين، الآن الأطراف الغربية تحاول الاستفادة من الأحداث الجارية في اقتحام مبنى البرلمان ومحاولة التصعيد لإيجاد صراع شيعي شيعي، الانقسام الشيعي بات الانقسام موجود بشكل فعلي في شوارع بغداد وانا الان موجود في بغداد، شوارع الوزارات شبه مقطوعة وحتى اذا كانت الوزارات مفتوحة تجد اغلب الموظفين غير موجودين، تعامل الموظفين الشيعة بالوزارات سيء مع المراجعين الشيعة بسبب الولائات الحزبية وهذا ينم عم حجم الجهل والسذاجة وو…..الخ.

الخلافات  الأساسية  بين القطبين الشيعيين  هي  خلاف غير مبررة ولو كان الطرفين يجيدون الحنكة فهم المكون الأكبر والسلطة لهم دون غيرهم.

هناك الكثير من الإعلاميين والمحللين العرب يتطرقون ابى انتخابات عام 2010، عندما دخلت الانتخابات بذلك الوقت قاىمتين للشيعة وقائمة سنية وقائمة كوردية، لذلك فوز  كتلة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بفارق مقعدين عن كتلة المالكي ليس بفارق كبير بظل وجود كتلة الائتلاف الشيعي التي كان لديها ٦٩ مقعد والتي تحالفت مع كتلة المالكي وشكلت الكتلة الاكبر وثارت ثائرة العربان وقالوا الفائز علاوي……الخ.

لايمكن مقارنة الوضع الحالي في وضع انتخابات عام ٢٠١٠، الوضع الحالي أيضا قابل إلى الحلحلة، يمكن إعادة ترتيب البيت الشيعي وتشكيل حكومة قوية غير خاضعة للابتزازات من قبل شركاؤنا بالوطن.

المرحلة الجديدة في الدولة  العراقية بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك وبعد اكثر من ١٩ سنة وتطبيق  نظام ديمقراطي برلماني بدولة تعاني من صراع قومي ومذهبي اكيد تكون تجربة النظام البرلماني تجربة سيئة ومشوهة وقببحة مبنية  على التشرذم السياسي. النظام البرلماني يقام في دولة هادئة لديها  ركائز أساسية تحمي سيادة الدولة وسلطتها. 

كثر الحديث في وجود سيناريوهات محتملة في العراق منها ابقاء حكومة تصريف الأعمال الحالية، أو  وقوع مواجهة بين القوى الشيعية وهذا الاحتمال موجود في مخيلة العربان فقط لانه توجد مرجعية شيعية تتدخل وتوقف اي صراع شيعي شيعي، ولم ولن يحدث صراع شيعي شيعي في المدن والمحافظات العراقية.

في الحقيقة يحتاج العراقيين إلى حلول جذرية تنهي الصراعات القومية والمذهبية من خلال الاعتراف بوجود هذا الصراع والعمل على إيجاد حلول وطريقة لإيجاد نظام سياسي يجمع المكونات الثلاثة بشكل جيد واختياري بعيدا عن حالات القتال والغدر والتآمر مساء امس تم الغدر في خمسة جنود شيعة في قاطع عمليات ديالى، إيجاد حلول دائمة يسهل عملية وجود  إصلاح شامل للنظام السياسي في العراق، ينهي مرحلة الفوضى ويعيد هيبة الدولة وسيادة القانون والدستور. 

الحل الجذري في العراق  ليس في إجراء انتخابات مبكرة وإنما الإصلاح يعتمد على إصلاح سياسي شامل، ينهي الصراع القومي والمذهبي بالدرجة الأولى عندها تنتهي كل الأعراض السلبية من قتل وتفخيخ وتاجيج وتشويه واستقواء في دول الغرب برشاوى  سعودية وهابية خليجية وعربية.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

3/8/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك