المقالات

قوات التحالف تمنع عودة المهجرين إلى ديارهم الأصلية !!


( بقلم : عماد الاخرس )

كما هو معروف فان أكثر الكتاب ممن يعيشون في ديار الغربة يبحثون عن مواضيع مقالاتهم من المواقع الالكترونية والفضائيات بعيدا عن ارض الواقع.. ولكن هذه المرة الأمر يختلف بالنسبة لي لأن مصدر معلوماتي هو احد الأصدقاء الذي سرد لي القصة الحقيقية المؤلمة لتهجير أسرته. وباختصار.. لقد تم تهجير أسرته بالقسر من بغداد بعد التفجير الإرهابي الذي أصاب الحضرة العسكرية الشريفة في سامراء لتعيش مشرده تبحث عن مأوى لها يحميها حر الصيف وبرودة الشتاء متنقلة بين المحافظات لأنها من مذهب يختلف عن مذهب القوه المهيمنة على المنطقة التي تسكن فيها أسرته منذ عشرات السنين ومن عهد أجداده.

قاطعت حديثه متسائلا وماذا الآن بعد تحسن الوضع الأمني والقبض على الكثير من زمر التهجير وقادتهم ؟ فأجابني بمرارة قائلا بان قوات التحالف تمنع الأسر المهجرة ومن ضمنها أسرتي بالعودة إلى ديارهم الأصلية !! فأجبته باستغراب .. يا للعجب! قوات التحالف تمنع عودة المهجرين إلى مناطقهم ودور سكنهم الأصلية!!.. قال لي نعم قوات التحالف.. فسألته بدهشة.. من الذي وضع صلاحية هذا الموضوع بيد هذه القوات ولماذا تملك زمام المبادرة في أمور من المفروض أن تكون خارجه عن واجباتها وأين الدولة العراقية ؟!

وبصراحة أُصِبتُ بحزن كبير لما يجرى على ارض الواقع وعدت لليأس تاركاً ورائي التفاؤل والحديث دوما ببشائر تحسن الوضع الأمني ونجاح العملية السياسية للعراق الجديد.. ودمدمت مع نفسي وقلت .. فرحنا بنبأ قضاء الحكومة على قادة التهجير ألقسري ولكن ما الفائدة إذا لم يتم إزالة نتائجه المرة ..وكيف يتم ذلك إذا كان تحت سيطرة قوات الاحتلال ! ثم قررت أن أكتب مقالي ومناشدة الحكومة وخصوصا السيد رئيس الوزراء و وزيري الدفاع والداخلية بضرورة الحد من صلاحيات قوات التحالف ومنعهم من التدخل في أمور لا تدخل ضمن الواجبات المناطه بها وحث مؤسساتهم على مباشرة العمل على عودة المهجرين إلى ديارهم الأصلية وتأمين الحماية لهم وإصدار القرارات اللازمة لذلك وإدخالها حيز التنفيذ فورا وبلا مماطلة.

أما سبب مناشدة الحكومة وليس قوات الاحتلال .. لأنها قوات أجنبيه تبقى مشبوهة النوايا تلعب على الحبلين وترقص على أكتاف الموتى العراقيين وان منعها العوائل المهجرة من العودة يؤكد حقيقة كون لهم اليد الأولى بهذا المخطط منذ بدايته والى يومنا هذا.

وأقولها لهم من البداية .. لن يكفى القبض على قادة التهجير ألقسري وزمرهم كدليل على نزاهة الحكومة و براءتها من جرائم الفصل المذهبي بل المقياس الحقيقي لذلك هو عودة آخر عائله مهجره إلى ديارها الأصلية. وأسئلتي إلى السيد رئيس الوزراء ..ابدأها .. إلى متى تبقى قوات التحالف تتحكم بزمام المبادرة بكل ما يتعلق بالجانب الأمني في الساحة العراقية ؟ تتفاخر الحكومة يوميا بعودة الأمن والاستقرار .. والسؤال هنا .. ما قيمة الأمن والاستقرار وآلاف ألعوائل العراقية لازالت مهجرة قسرا من مناطق سكناها الأصلية؟ هل أصبح الفصل المذهبي للمناطق وسيله لراحة واستقرار حكومتكم وقوات التحالف أيضا ؟ لماذا لا تصدر الحكومة قرارات جديه تأمر كل من شَغَلَ داراً يعود إلى أسره مهجره بمغادرته فورا ؟ ألا يبرهن استمرار نتائج التهجير إدامة الغبن والظلم في العراق الجديد ؟ هل أصبحت نتائج التطهير المذهبي واقعا وأمراً ملزم لا يمكن التراجع عنه ؟ وللعلم سيدي فان وضع حق عودة المهجرين موضع التطبيق بالقوة هو الذي يؤكد قوتكم وسيطرتكم على الوضع في البلاد وفى إدارة الدولة و بعكسه فان من حقنا اتهام حكومتكم وكل مؤسساتكم بالضعف أو إن لها سبق إصرار على استمرار سياسة الفصل المذهبي!

أما أسئلتي لوزيري الدفاع والداخلية .. ابدأها .. ألا يفسر منع عودة المهجرين إلى ديارهم من قبل قوات التحالف بأنها سيدة الملف الأمني للعراق؟ لماذا لا تسمح هذه القوات الدخيلة بعودة المهجرين بعد أن يبرزوا مستمسكات ووثائق تؤيد عائديه الدور السكنية لها؟ لماذا لا يتم تحديد صلاحية هذه القوات ومنعها من التدخل في واجبات لا تعنيها ومنها عودة المهجرين إلى سكنهم الأصلي ؟ هل قوات الاحتلال في موقع ثقة أكثر من قواتكم ؟ ماذا يفسر إلقاء القبض على الكثير من زمر التهجير وتم تحديد حركة قادتها والاستمرار بعدم السماح لعودة المهجرين ؟ هل يمكن القول بان إلقاء القبض والتحديد تم بعد انجاز المهمات المطلوبة منهم ؟ أين انتم من تفاخر الحكومة الدائم ببناء جيش نظامي وقوات شرطه رصينة وحقيقة ما يجرى على ارض الواقع وفقدانهم زمام المبادرة ؟ وأخير أسئلتي لكم .. هل قوات التحالف في نظركم كانت أو ستكون عوناً أم فرعوناً للمواطن العراقي ؟

وأقولها لكم .. عليكم المباشرة بتنفيذ كل التشريعات التي تضمن عودة العوائل المهجرة وحماية العائدين إلى ديارهم على أن تتولى قوات الحرس الوطني مسؤولية التنفيذ وتمنع قوات الاحتلال من التدخل في هذا الأمر .وانتم أيها البرلمانيون لكم هذه الأسئلة..ابدأها.. الم يشارك هؤلاء المهجرون في انتخابكم ؟ لماذا لا تباشروا بالدفاع عنهم ومساعدتهم في البحث عن مخرج من هذه المصيبة البشعة التي تمر بهم؟ لماذا لا يتم تشريع القوانين التي تقضى على ظاهره الغنائم واعني احتلال الدور السكنية للغير بفتاوى مزيفه وضح النهار وأناسها أحياء يُرزَقون ؟ وأخيرا .. لماذا لا يتم المباشرة بإجراء جرد عام لكل من استولى على دار سكنيه تعود لأسره مهجره وإنذاره بالإخلاء الفوري ؟

وسؤالي إلى الجميع حكومة وساسه ورجال دين وغيرهم.. هل تقبل ضمائركم بأن يتوسل العراقي المهجر ويتوسط لكي يعود إلى داره ؟! لذا على الحكومة سرعة إصدار القرارات اللازمة الصارمة للقضاء على نتائج التهجير ورفض الحلول المؤقتة وعليها أن تعلم بأن ..

المواطن العراقي لن يستقر له بال ولن يؤمن بنزاهة حكومة المالكي مادامت العوائل المهجرة لازالت تصارع الحياة وصعوبتها ومآسيها تاركة وراءها طفولتها ومدرستها وتاريخها كله .العراقي لا يقبل بان تغتصب داره وسيبقى يكافح ويبذل كل ما بوسعه من اجل العودة لها مهما كانت التضحيات لأنه لن ينسى من هَتَكَ داره مهما مرت السنين. تَحَكُمْ قوات الاحتلال بزمام المبادرة ومنع العوائل المهجرة من لعودة إلى دور سكناها الأصلية إهمالا حكوميا مقصودا يراد منه بناء امناً واستقرار مزيف على حساب جريمة الفصل المذهبي للمناطق العراقية!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي محترق قلبه
2008-05-14
في حي العدل قامت قوات التحالف و بمساعده المجلس البلدي اللذين هم ليسوا من اهالي الحي بل من مغتصبي دور الحي و اللذين استقدمهم الهزاز الدليمي قاموا باصدار بطاقه كبطاقه السكن تخول لا بل تشرع لكل من اغتصب دارا لمهجر من السكن فيه و استمرار اغتصابه و كل من يحاول الرجوع الى داره يتعرض الى التهديد بالقتل من قبل مغتصب الدار او يستعين عليه بالامريكان و ابراز بطاقه المجلس البلدي سابقه الذكر
علي الموسوي
2008-05-13
أمان الله ينشر رأينا أخواني المهجرين أنا مهجر من الغزالية وجارنا في الغزالية من أخوتنا السنه يشجعوننا على العودة ويظهر بين الحين والأخر السيد قاسم عطا ويصرح بأن بعض المهجرين العائدين عادوا بتصرف شخصي وبدون علمنا نحن في حيرة وحكومتنا التي أوصلناها للحكم ويعلم الله كيف كانت معاناتنا وخوفنا ليله الأنتخابات وحتى ساعة ذهابنا وعودتنا من مراكز الأنتخاب ندائي لكل المهجرين عدم الذهاب للأنتخابات حتى يتحرك ظمير هذه الحكومة علما حتى المنحة التي خصصت لنا سرقوها وحسبي الله ونعم الوكيل
alkafee
2008-05-13
السلام عليكم..بالرغم من لقبك الاخرس فقد نطقت حقا وقلت صدقا واعتذر ان نبزتك بلقبك فلحرقة القلب اثرها مما نعانية فشبابنا قتلت وديارنا سرقت ومن ثم حرقت واخرها فجرت وكل ذلك على مرئى ومسمع من قوات الاحتلال ولا اسميها التحالف وان اسميتها فانها قوات التحالف مع الباطل ثم اما آن للحكومة ان تثبت جدارتها؟اي هيبة القانون؟اين حق المواطن في الدستور؟ام انة حبر على ورق اقول لابو اسراء الحبيب واقول الحبيب من غير مجاملة اتبع امامك علي علية السلام عندما قال كيف ابات مبطون وجاري جائع ابحث عن معنى هذا الحديث
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك