المقالات

مِن التجريم إلى التقنين!

1622 2022-05-27

حازم أحمد فضالة ||

 

    قرأنا تعديل المادة (4) لقانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي صوَّتَ عليه مجلس النواب اليوم الخميس: 26-أيار-2022، هذا التعديل الذي اقترحته اللجنة القانونية النيابية على مقترح القانون؛ إذ اقترحت اللجنة القانونية: (حذف المادة (4) وتحل محلها المواد الآتية ويعاد التسلسل).

    وكتبت اللجنة القانونية ضمن التعديل، الفقرة الآتية:

(ثانيًا: لا تسري أحكام هذه المادة على الزيارات الدينية المقترنة بموافقة مسبقة من وزارة الداخلية)!

ولأجل ذلك نقول:

1- جواز المواطن العراقي سوف يوسَم بختم عنوانه: (حكومة إسرائيل، دولة إسرائيل)؛ لأنه ذهب في زيارة دينية إلى فلسطين المحتلة! في الوقت الذي يفترض أنَّ الدولة العراقية جرَّمَت التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني (إسرائيل)!

2- الحكومة العراقية، مُلزمة بوسم جوازات الصهاينة (إسرائيل) بالأختام العراقية رسميًا؛ لأنَّ الإسرائيلي كذلك يريد زيارة العراق، زيارة دينية: (زيارات دينية متبادلة، ولا معنى أن تكون زيارة من طرف واحد)!

3- تعديل هذه المادة صار بيت القصيد في قانون التجريم، وحوله من التجريم إلى: (تقنين التطبيع وإقامة العلاقات مع إسرائيل)!

المطلوب اليوم:

1- يرفع النواب طعنًا إلى المحكمة الاتحادية ضد هذا التعديل، ليتأخر السيد رئيس الجمهورية بالمصادقة عليه، أو استحصال أمر ولائي من المحكمة الاتحادية العليا في إيقاف المصادقة عليه؛ حتى بتّ المحكمة في الطعون.

2- إيقاف موجة كتب الشكر والثناء للتصويت على القانون.

3- تنظيم التظاهرات ضد هذا التعديل.

4- تنظيم حملة إعلامية ضد هذا التعديل.

لاحظوا هذه المفارقة بين قانون العقوبات العراقي رقم 111 سنة 1969 مادة 201، وبين قانون التجريم اليوم؛ في تعديل المادة (4) منه، في كارثة الاستثناء من الزيارات الدينية (ثانيًا)!

1- قانون العقوبات العراقي رقم 111 سنة 1969:

(مادة 201

يعاقب بالاعدام كل من حبذ او روج مبادئ صهيونية بما في ذلك الماسونية، او انتسب الى اي من مؤسساتها او ساعدها ماديا او ادبيا او عمل باي كيفية كانت لتحقيق اغراضها.)

2- قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني:

تعديل المادة (4)، وتثبيت المقترح:

(ثانيًا: لا تسري أحكام هذه المادة على الزيارات الدينية المقترنة بموافقة مسبقة من وزارة الداخلية)!

    قانون التجريم، عطَّل التجريم الحقيقي في قانون العقوبات العراقي! واستبدله بتقنين وتشريع العلاقات مع الكيان الصهيوني؛ بغطاء اسمه (الزيارات الدينية)!

    هذه الكارثة غلبت المشرع العراقي اليوم، وأُوهِمَ أنه يقنن ضد التطبيع مع إسرائيل، لكنه فتح لها أفضل باب -عن غير قصد- لم تكن تحلم به إسرائيل في تشريع مادة قانونية تتوغل فيها إلى العراق رسميًا!

القانون هذا ساقط، ولا قيمة موجبة له، فالمادة المعدلة (الزيارات الدينينة)؛ هي الحاكمة عليه كله، وهي محوره وارتكازه.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك