المقالات

منع بعض العوائل من الخروج من مدينة الصدر للتمترس بهم ....و يسألونك من قتل المدنيين ..!!


( بقلم : كمال ناجي )

يوما بعد آخر تثبت العصابات التي اختطفت مدينة الصدر أنها لا تبالي بأرواح المواطنين بل تثبت و تؤكد دون حياء و لا خوف و لا وازع من ضمير أنها السبب الرئيس في تعرض هؤلاء الأبرياء للأذى بفعل حماقات مجموعة من المراهقين و الصبية العابثين الذين منح لهم مقتدى الصدر شرعية حمل السلاح لمقاتلة الأجهزة الحكومية تحت حجج و ذرائع واهية .

ففي الوقت الذي تجري فيه التحضيرات لاسترجاع قطاعات واسعة من المدينة إلى الدولة و انتزاعها من نفوذ تلك الحفنات المجرمة و بعد أن أعلنت القوات العراقية عبر مكبرات الصوت طالبة من المدنيين الخروج إلى أماكن آمنة عيّنت لهم للحفاظ على أرواحهم قامت مجموعات من جيش المهدي بمنع عدد من العوائل عن الخروج و مغادرة بعض القطاعات و دعتها لتحمل الأذى كجزء من ضريبة الجهاد المزعوم . و حين حاولت إحدى العوائل كسر هذا الأمر تلقت وابلا من الرصاص أجبرها على التراجع و العودة إلى منزلها وسط هلع وخوف و صراخ الأطفال و الرعب الذي تملكهم . إن هذه الحادثة التي تناهت إلينا قبل دقائق من أخواننا و أحبائنا في المدينة المستلبة تضيف خزيا آخر لسجل المخازي التي يقوم بها جيش المهدي ضد ألأبرياء . وهي لا تنم بغير الجبن و الخسة التي ما بعدها خسة فإذا كانوا مجاهدين كما يزعمون و الأمر ليس كما يزعمون فلماذا لا يقاتلون القوات الأمنية وجها لوجه ؟ و لماذا يتمترسون بالأبرياء من العزّل أطفالا و نساء و شيوخا ..؟!

لا نستغرب من هؤلاء الثلة هذه الأفعال الدنيئة التي سبقتها إليهم القاعدة و قامت بها على مرأى و مسمع العالم كله و ها هي شراذم البغي و العدوان تعيد ذات الممارسات اللاأخلاقية و اللا إنسانية . إن الاحتماء بالمدنيين و جعلهم دروعا واقية علامة واضحة على مقدار الضعف و الشعور بالهزيمة و يعبر عن مبلغ الجبن الذي هو شيمة كل من يجعل الآخر ضحية لفعلة قذرة يحاول من خلالها الإيحاء بعمل بطولي لا بطولة فيه سوى في أوهامه و خيالاته . لقد صرحت القوات الأمريكية أمسِ أنها قادرة هي و الوقت العراقية على اكتساح مدينة الصدر وهو أمر يقره المنطق حيث لا تكافؤ يذكر بين قوة الطرفين و لكن الشعور بالمسؤولية سواء من الجهات الحكومية أو من قبل القوات المتعددة تدفعهم إلى مراعاة المدنيين و حجم الأذى الذي ستتسبب به عملية كبيرة تكتسح وتقتلع جذور المليشيات . إن الأمريكان هنا يبدون أكثر رأفة و رحمة من هؤلاء المدعين لوطنية زائفة و لمقاومة عابثة و لعقيدة فارغة وما الأبرياء الذين يسقطون يوميا إلا مما يتحمله جيش المهدي و قادة ما يعرف بالتيار الصدري الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الضيقة و إبقاء نفوذهم و سيطرتهم على المدينة المضطهدة على أيديهم و التي عانى أهلها الأمرين طيلة السنوات الماضية على أيدي المجرمين و السفاحين و عشاق الدم .

إن مما يثير عجبنا حقا هو هذا السكوت الإعلامي المطبق على ما تتسبب به المليشيات المجرمة في مدينة الصدر من أذى فادح يلحق الناس و اغلبهم من الفقراء و المدقعين و كان المسألة قد تم استساغتها و لم تعد تثير ضمير أحد . بل نرى من يأتي ليبرر ما يحصل و يلتمس الأعذار الواهية و يبرئ ساحة المجرم الحقيقي و يلقيها على الآخرين و كأنهم صم بكم و عمي لا يسمعون أنين المواطن و رأيه الحقيقي لا رأيه الذي يخرج به مجبرا على شاشات بعض الفضائيات و الذي يذكرنا بما كان يقوله الناس في المناطق الغربية وهم يساطون بسوط الإرهاب القاعدي و البعثي الصدامي . إن الناس لا تقوى على التعبير عن رأيها علنا وهذا ما يعرفه الجميع و إذا كان الأمر كذلك فلماذا يجري الاستشهاد بأقوالهم و آرائهم التي لا قناعة لهم بها بل هي نقيض الواقع حتما ؟ بل وصلت السفاهة ببعض منهم أن يشبهوا ما تقوم به الحكومة بما كان يقوم به صدام المقبور وهم يعلمون علم اليقين أن صداما لو كان قائدا للعمليات العسكرية الجارية لهدم البيوت فوق رؤوس الجميع و لتمكنت قواته من السيطرة على المدينة في ظرف أثني عشر ساعة إن لم يكن أقل من ذلك لأنه ببساطة لا يقيم وزنا يذكر للناس الذين سيقتلون و لا يهم أن يبلغ عددهم عشرين ألفا أو مليونا حتى .. و ليس شيء كان ليخيفه أو يهابه و يخشاه حين يساوي المدينة بالأرض .. أما الحكومة العراقية الآن فهي لا يمكن أن تتجاهل الأذى الذي يمكن أن تلحقه عملية عسكرية بالمواطنين حتى لو اضطرت لتأجيل حسم المعركة و تقديم شيء من التنازلات المعقولة في سبيل أبناء البلد .

إن سنة الحياة جرت على أن دوام الحال من المحال و لا بد أن يأتي اليوم الذي تنزاح فيه هذه الغمة عن أبناء المدينة الذين صبروا إلى الحد الذي لم يعد بعده متسع للصبر و على الحكومة المضي قدما في تهشيم الرؤوس العفنة من المجرمين الملتحفين بشعارات كاذبة و قادة المليشيات الذين لا يحسبون للدم العراقي أي حساب فدأبهم أن يتقنوا عدّ الأوراق الخضراء التي تأتيهم من الخارج ليذبحوا أبناء بلدهم .. ألا قبح الله الخيانة و أهلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو بنين-كمال امير
2008-05-09
نعم يا اخي----الا قبح الله الخيانة واهلها والى متى يبقى المظلومون يدفعون الثمن عن مغامرات الخونة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك