حازم أحمد فضالة ||
ذهب ضلعا التحالف الثلاثي المتصدع يوم الاثنين 9-أيار-2022 (الحلبوسي والخنجر، الكتلة الصدرية)؛ إلى مسعود بارزاني، والتقياه في مصيف صلاح الدين في محافظة أربيل، أما الرسالة البارزانية التي ظهرت من ذلك اللقاء، وما نراه في قراءتنا، فهي:
1- التمثيل والمناصب
أولًا: الوفود التي ذهبت، كانت التمثيل الأعلى في أحزابها ومكوناتها؛ فهي:
أ- الحلبوسي: رئيس حزب تقدم.
ب- الخنجر: رئيس تحالف ما يسمى (السيادة).
ج- حسن العذاري: رئيس الكتلة الصدرية، مع أحمد المطيري مسؤول الهيئة السياسية في التيار الصدري.
ثانيًا: الحلبوسي أعلى منصبًا من حكومة كردستان كلها، بما فيها من زعماء مثل: بارزاني ونيجيرفان ومسرور… لأنَّ الحلبوسي رئيس السلطة التشريعية الاتحادية في حكومة جمهورية العراق الاتحادية.
ثالثًا: الكتلة الصدرية، هي الكتلة النيابية الفائزة بأكثر عدد من المقاعد على وفق مخرجات الانتخابات المبكرة 2021؛ فهي تمتلك (74) مقعدًا، (مع تحفظنا على حقيقة النتائج).
2- الاستقبال وقاعة الاجتماع
أولًا: هذا الوفد، الذي يُعَدُّ التمثيل الأعلى سياسيًا وعدديًا في مجلس النواب، وهم حلفاء بارزاني؛ لم يستقبلهم بارزاني شخصيًا، ولم يرسل إليهم أي عنصر مكافِئ بالوزن السياسي أو الوظيفي! حتى أنه لم يرسل زيباري المطرود من بغداد! ولم يرسل مسرور ولا نيجيرفان… أرسل إليهم بعضو مهزوز من حزبه لا يكاد يبين! وهذا خلاف للقاءات السابقة.
ثانيًا: الصورة التي أظهرت اجتماعهم في القاعة مع بارزاني، كان بارزاني قد وضعهم في قباله موضع الاجتماع مع الخصوم الضعفاء في مكان جلوسهم، فهو القوي المسيطر، وهم استحقوا مكان الخصم الضعيف: (هذه صورتهم التي رسمها بارزاني، وأخرجها في الكاميرات للصحافة والساسة)! وهذا خلاف للقاءات السابقة.
3- مخرجات الاجتماع
أولًا: لم يصدر بيان يحمل (مبادرة) يقترحها التحالف الثلاثي، فالبيان الذي صدر كان خجولًا بأسطر مرتبكة، ولم يكن لبارزاني به أي حرف.
ثانيًا: نشر رئيس الكتلة الصدرية (حسن العذاري)، كلمة استهدف بها المستقلين، كاسرًا بذلك مهلة (15) يومًا التي كان السيد مقتدى قد منحها لهم، وهذا ربما دلالة على أنَّ بارزاني ترك الوفد في أربيل في مواجهة الفراغ!
4- ماذا يترتب على ذلك نيابيًا
أولًا: عُقِدَت جلسة مجلس النواب يوم الأربعاء: 11-أيار-2022، وكان جدولها:
أ- قراءة مقترح قانون حظر التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني.
ب- أكمل النواب التصويت على عضوية اللجان النيابية، وتقول معلوماتنا إنَّ اختيار رؤساء اللجان لم يكتمل حتى الآن.
ثانيًا: مع ما سجلناه من ملحوظات على قانون حظر التطبيع… لكن هذا القانون يضر بارزاني وحكومة ما يسمى إقليم كردستان ضررًا بالغًا، فهم يهربون النفط إلى إسرائيل، ولديهم علاقات قوية معهم.
ثالثًا: انضم أعضاء الإطار التنسيقي وحلفاؤهم إلى اللجان النيابية، ولم تظهر اعتراضات من الكتلة الصدرية، بل ظهرت الدكتورة حنان الفتلاوي (النائبة في الإطار التنسيقي/ دولة القانون)، في صورة مبتسمة وإلى جانبها النائب حسن العذاري (رئيس الكتلة الصدرية).
5- النتائج المتوقعة
أولًا: ربما فُتَّ عَضُد التحالف الثلاثي فتًّا، وأُعلن ذلك في رسالة بارزاني باستقباله لحلفائه في أربيل، وما أُعلن بعد الاجتماع من مخرجات.
ثانيًا: تتفق الأحزاب كلها على حكومة اتفاق، يشارك بها الشيعة كلهم (الإطار التنسيقي، والكتلة الصدرية)، والسنة، والكرد (الاتحاد الوطني، الحزب الديمقراطي).
ثالثًا: إذا لم يكن الاتفاق ما ذكرناه في (5-ثانيًا)، ربما الاتفاق أن يذهب السيد مقتدى إلى (المعارضة)، ويأخذ رئاسة اللجان النيابية، زيادة على احتفاظه بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب.
· الختام
الشيعة في العراق، وتحديدًا (الإطار التنسيقي) هم أقوى وأمضى من أي وقت مضى، وكل الآراء التي ترى خلاف ذلك ليست مبنية على قراءة علمية، وهي آراء تتأثر في انفعالات المسرح السياسي، خاضعة للضغط العاطفي وعوامل اليأس.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha
