المقالات

الإعلام العاطفي! ..

1373 2022-04-19

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

 

وجهات النظر كثيرة ومختلفة تلك التي تُطرح حول الإعلام العراقي، حينما يُفتح باب الحوار او الحديث عن واقع هذا الإعلام المعاصر، الذي أخذ يسبح في فلكه الوضع العراقي الشائك، بل حتى المتصدين لواجهاته أخذوا يطرحون آراؤهم وهم ينتقدون طبيعة العمل الإعلامي الذي يمثل وجهات نظر المؤسسات الإعلامية  المرئية والمقروءة والمسموعة  ..

وهكذا أصبح واقع العمل الإعلامي يتمضغ به من يعمل تحت منصته من دون أن يكترث بمقاييس المهنة النظيفة ومبادئها، ولطالما صار الإعلام يسير وفقا لنهج السياسة المتبعة في الوقت الحاضر لإدارة شؤون البلاد، والتي تُدار وفق المنهج الكتلوي او المحاصصة والولاءات والمحسوبيات إلا ما ندر فالقَّلة منهم إبتعد عن هذا المنهج، وصار له أسلوبه الخاص لإتباع المنهج القويم والصحيح ..

ووفقا للقياس العام السائد حاليا، والذي يعمل به الإعلام، ضاع رونقه والبهاء الذي كان يتسم بهيبة ونفوذ وكرامة المهنة التي لا يعلو عليها شيء آخر كونه يمثل السلطة الرابعة في الدولة حقا وحقيقة يوم كانت تلعب دورا مهما بتمثيل قضايا المجتمع ومنها طرح الموضوعات الصحفية والإعلامية ومناقشتها بواقعية وبأداء مهني مخلص .. وهذا ما لا نشاهده اليوم ولا نلمسه للأسف عند معظم الواجهات الإعلامية وممثليها ..

وهناك اسباب عديدة تنطوي وراء هذا الإنحناء غير المهني الذي غزته السياسة والمال وبتجاذبات عجيبة غريبة وبشكل سلبي لا يمكن تصديقه في تاريخ العمل الإعلامي المهني، حتى صار السياسي الذي يملك المال يتخذ من هذه المهنة الشريفة ويسيرها حسب اجندته المرسومة، وصار اصحاب الاقلام النظيفة وغالبيتهم من فقراء الله يرتضون لأنفسهم القبول بوجبة طعام او تلقي مبالغ بخسة على حساب طعن الحقيقة ورسالتها الإعلامية لإرضاء الآخرين في منح أصواتهم او كتابة ما يرضيهم ،

وجرى الأمر على هذا المنوال حتى صارت نجومية الإعلام في العراق سيئة وإشتهرت على هذا الوصف أكثر من نجومية هوليود، وصار امثال هؤلاء يتربعون على حساب حق الكلمة وهم بلا كلمة!.. وبلا قلم حقيقي! .. وهم ينجرون وراء عواطفهم  لإرضاء رغباتهم ورغبات من يتبعهم او ممن يعملون تحت مظلتهم، وهذا للأسف الشديد سيسهم في اغراق العراق بمشاكل اضافية اقتصادية وخدمية وصحية هو بأمس الحاجة لتجنب مآسيها مثلما هو بأمس الحاجة إلى أدوات إعلامية حقيقية تستطيع تشخيص ما يحتاجه الموطن من خلال الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام المهني الموضوعي في هذا المجال ، بخلاف الإعلام السلبي الذي صار يشهد غلوا غير طبيعي بالشخصنة وتجاذبات القوى السياسية وطبيعة الحكم، منطلقا من الجوانب العاطفية لتضفي على مهنية الإعلام طابعا سلبيا من اجل التقرب لأصحاب القرار والسلطة، وكسب الفرص التي تحوَّل فيها الإعلام إلى أعلام عاطفي صرف يتسم بالرغبات الخاصة وإرضاء الآخرين على حساب  المهنية حتى ضاعت كلمات المتنبي في مهب الريح في (السيف القرطاس والقلم) التي شهد لها التاريخ يوما ما، وسادت بدلا عنها كلمات (البعض) .. و(اليوم) .. في  حديث الصحافة المُبهم .. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك