المقالات

خلط الاوراق


( بقلم : علاء الموسوي )

للعراق اعداء كثر لموقعه الجغرافي ومكانته التأريخية والحضارية التي كانت سببا رئيسا لغزو الطامعين لارضه ونهب خيراته عبر التأريخ، ولعل ما يشهده العراق اليوم من تسويق للاتهامات وضلوع دول الجوار بدعم الارهاب والخارجين على القانون في العراق الجديد ينطلق من المفهوم العام لدى العراقيين منذ الازل ، ان هناك جهات وتيارات فكرية تحاول الهيمنة على ارض العراق وشعبه. الا ان خلط الاوراق واللعب بسياسات التضليل والتمويه للعولمة (...) هي المسيطرة على تحديد المسارات والاتجاهات التي تطلق منها الاتهامات وتسوق منها الافتراءات اليوم ضد الجهات والعناوين التي تجدها صالحة (من وجهة النظر الخاصة للعولمة...) لصب الزيت على النار خدمة للصالح العام !.

ملف مطاردة الخارجين على القانون وتعزيز دور القضاء واحلال الامن في ربوع البلاد، خرج من الرحم العراقي الخالص الذي اوجب على نفسه النظر الى كل العراقيين بعين واحدة، وبمقياس لا تشوبه الطائفية ولا تأخذه العنصرية المقيتة. وفعلا اثبتت الحكومة عبر عزمها في القضاء على تلك الشرذمة وحثالات المدارس البعثية، نجاحها وولاءها للعراق وشعبه بتعدد طوائفه وقومياته، ولايمكن لاي عراقي شريف يؤمن بدولة القانون وبناء المؤسسات الدستورية ان يعارض تلك الخطوة الوطنية الجبارة. الا ان السؤال يقفز الينا وفي كل وهلة ولحظة نشاهد فيه مأساة ابنائنا ونسائنا واهالينا في مدينة الصدر الاسيرة بيد الخارجين على القانون، والتي باتت اليوم تعاني الامرين من قسوة الصواريخ الاميركية التي لاتفرق بين الخارج والداخل في القانون... وكذلك ممارسات ميليشيا جيش المهدي الذي بات لايملك غير البطش والقتل على الهوية والانتماء في رفساته الاخيرة التي يعانيها اليوم.

هذا السؤال فحواه موجه الى من يريد الانزلاق (من حيث يشعر او لايشعر) بهوة التخطيط الامريكي لمصالحه في الشرق الاوسط... هل تحتاج مدينة الصدر فعلا الى هذه القسوة الصاروخية في هدم الدور والابنية على رؤوس الاهالي الآمنين، وهي تعلم علم اليقين كعلم يعقوب بعودة يوسف (عليهما السلام) ان الخارجين على القانون من ميليشيا جيش المهدي يقفزون ويتنططون على الاسطح والمباني ليطلقوا صواريخهم ويزرعوا عبواتهم بين الازقة والدور الاسيرة بيد هؤلاء الشرذمة الصبيانية؟. لماذا لم تستخدم القيادة الاميركية عبر صواريخها الذكية وقذائفها المارونية من تحرير المناطق المغلقة لاكثر من خمس سنوات بيد قاطعي الرؤوس وقاتلي النفوس البريئة من ازلام القاعدة في مناطق الغزالية والعامرية وهور رجب و الدورة والسيدية والصليخ... وهلم جرا؟.

وهل يا ترى تحتاج فعلا الجمهورية الاسلامية الاولى من بين الدول المجاورة في اعترافها بشرعية الحكومة العراقية، وتأييدها لهذا المفهوم عبر توطيد علاقاتها التأريخية والثقافية مع العراق وشعبه الى هذا الجفاء والدخول معها في متاهات الاصطدام التي رسخ مفهومها النظام الصدامي البائد؟.

ام ان القضية محصورة باثبات الادلة والبراهين (حصرا) بالجمهورية الاسلامية في ايران ليقال ان الشيعة هم القاعدة الجديدة للارهاب بحسب الرؤية الاميركية الخالصة؟. طيلة الخمس سنوات الماضية ونحن نفتقر ونتحسر على ان ينطق الصنم الاميركي ويقول بديمقراطيته المعهودة ان السعودية والامارات وقطر والاردن... متورطون بدعم القتل والتفخيخ والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.

الا ان تحسرنا هذا في الظاهر لن يقتصر فقط على القوات الصديقة .. وانما سيتعدى الى ابناء جلدتنا الذين اخذت بهم المفاهيم (..) الى اتهام ملاذهم الوحيد في تأسيس الدولة العراقية الجديدة، والسعي الى زوال الطاغية .. فارس العروبة القومية!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك