المقالات

بين طائفية الحقيقة ونفاق الدونية


محمد هاشم الحجامي ||

 

 الإنسان الجنوبي مثقف ام سياسي وحتى فرد عادي محاصر ومقموع أن يتحدث عن الواقع كما يراه على العكس من زميله الكردي والسني فهما أفصح قولا لما يرانه من مشكلات تخص مجتمعاتهم .

فالشيعي الجنوبي ما أن يصدح ناطقا بأسماء قتلته الا واتهم بالطائفية والتفرقة وبدأت عملية نبزه بنعوت مختلفة من تبعي إلى صفوي ومجوسي وعميل يهودي وأخيرا ولائي !!!  .

هذه الصفات وغيرها القصد منها محاصرته وابقاء مقموعا وليس هذا فحسب بل تم تحويله الى جلاد وهو الضحية لكل الأنظمة المستبدة .

وهذه النغمة حفظها بعض أفراد المجتمع الشيعي فصار يرددها ويتفاخر بها وكأن الكثيرين استلذوا بالعبودية وتعايشوا مع القهر .

لنترك قبل العام ٢٠٠٣ ونتحدث عما بعده فمنذ سقوط نظام صدام ارتكبت مئات الألوف من الجرائم بحق الشيعة في العراق ، وكل مرة يبررها المجرمون بأن السبب هؤلاء عملاء ومشكوك في وطنيتهم فهم عملاء امريكا وأما العمالة  لإيران  فهي الترنيمة التي بقي الطائفيون يرددونها طوال قرن كامل بل هي أبعد من ذلك .

هذه السياسية التسقيطية تفاعل معها البعض من الدونيين أوما يسمى بالمثقفين ورددوها ومارسوا عملية جلد الذات والخنوع أمام الخصم الطائفي . وها هي القصة التي أحرق العراق ظاهرا بسببها منذ السقوط لليوم وهي العمالة لأمريكا يعيشها أكراد وسنة العراق وهم يصرحون علنا بالعلاقة مع أمريكا ويطالبونها بإبقاء قواعدها في مناطقهم دون خجل أو تردد فلا نجد نخبهم أو مثقفيهم  يجلدون ذاتهم ويعدون أبناء طوائفهم عملاء لامريكا وحتى العلاقة مع تركيا أو قطر أو السعودية أو غيرها من دول قريبة منهم طائفيا .

هذه الظاهر وهي تصالح المثقف السني غالبا مع ارثه في حين يكون المثقف الشيعي شاهرا سيفه يجرح فيه ويدعو لهدمه تستحق التوقف والتأمل !!

فهذه الظاهرة ارتبطت بالقهر السلطوي المسلط على رقاب الشيعة طوال قرون فالسلطة عادة في العراق تمارس القمع السياسي لتخفي تحته العنوان الدقيق الذي تنطلق منه الا وهو الطائفي وتستعمل حجج كثيرة لتبريره وهي حجج تتناسب مع ثقافتها في العراق وبالضد من ثقافة الشيعة كالحرية الفكرية التي نجدها في المعتقد الشيعي أكثر من غيره وتجليتها تعدد الطقوس بعيدا عن قناعتنا بكثير منها وتعدد المرجعيات الدينية التي تسمح بتعدد الرأي والابتعاد عن القرار الرسمي الذي يعطيهم حرية أكبر في التعبير عن هموم الناس ومشاكلهم لذا حاولت الحكومات الطائفية استغلال هذا التنوع في عملية توجيه المثقف الشيعي نحو معتقده وأبناء طائفته وصنع طبقة ثقافية محملة بالحقد والكراهية للأرث الشيعي ؛  فصار هؤلاء الذين اعيد توجيه طاقاتهم الفكرية والثقافية موجهين نحو طائفتهم يؤدون دور الهدم والتخريب نيابة عن الحكومات الطائفية التي تتحكم بالمشهد بكل تفاصيله وتعيد توجيههم .

في حين نجد الآخر يدافع عن رموزه التي غالبها طغاة ومجرمين وهو لا يخجل منها ابدا ويسمي عصورهم بالذهبية وعصور النهضة والازدهار وغيرها من مصطلحات المديح والثناء ، في حين يتردد الشيعي الف الف مرة قبل أن ينطق كلمة بحق الامام علي حتى وإن كانت لا علاقة لها بخلافه مع الآخرين ، أما قصة السقيفة وما دار حولها فنادرا نجد من يقترب منها كي لا يتهم بنقد الصحابة !!!! .

غالب المثقفين الشيعة المتأثرين باليسار وخصوصا العجائز منهم هم نتاج سلطة الدولة القامعة لهم ولثقافتهم وهم موجهون بالضد من أرثهم  ومنساقون خلف ثقافة حكومات الطغيان ومرددين ما تردده  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك