المقالات

صحفيون


( بقلم : علي جاسم )

تركت الأحداث السياسية والأمنية التي مرت بالعراق بعد نيسان عام 2003م أثارها الواضحة على حركة الإعلاميين بشكل قد يكون أكثر من غيرهم كونهم أخذوا على عاتقهم الدعوة من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة ودفع عجلة التقدم والاعمار الى الأمام وبالضد من اتجاه الإرهاب الذي لم يجد بدا من محاولة إيقافهم لتثنيهم عن عزمهم فأنبرى الإعلاميون في ساحات الميدان ومناطق بغداد الحمراء ليرفعوا سلاح الكلمة الصادقة والنبرة الوطنية بوجه عصابات الإرهاب القادمة من وراء الحدود لتعريتها وكشف زيفها وادعاءاتها وهم يتساقطون شهداء واحدا تلو الآخر لا يكاد أحد ان يميز بين ألوانهم ومذاهبهم وقومياتهم و(مرجعياتهم الإعلامية) يدفعهم حب الوطن الواحد وتربته السمراء.

هذه الحرب (الإعلامية /الإرهابية) قد نشبت بين طرفين عملاقين الأول هو أبناء الإعلام وفرسانه الذين ينزفون كل يوم لكشف حقائق الإرهاب ورفع اللثام عن وجهه المظلم الذي يمثل الطرف الاخر مع أسلحته وقنواته وبأسبابه التكفيرية والإجرامية والمنافع المادية وهو لم يتوانى يوما عن ذبح وقتل آلاف العراقيين غيلة وحقدا، فيما كان هناك العديد من الوسائل الإعلامية وقفت موقفا معاديا للشعب العراقي وحاولت وضع أكثر من حجر عثرة بطريق تحقيق أهدافه والحفاظ على منجزاته الديمقراطية المتحققة في العراق الجديد ، وعلى الرغم من انه خلال الفترة الماضية سقط العشرات من شهداء الإعلام بدوافع إرهابية خالصة إلا ان الدولة لم تبادر من جهتها الى تشريع قانون لحماية الإعلاميين ولم تقدم حقوقا ملائمة للتضحيات والجهود التي يقدمونها في حين بقيت معظم عوائل ذوي هؤلاء الشهداء دون وجود مستوى معيشي يحفظ كرامتهم ويوفر لهم الحياة الحرة الكريمة .

صحفيو العالم احتفلوا بيوم الصحافة العالمي بمناخ إعلامي أمن ومزدهر يكفل لهم حقوقهم وحريتهم بينما ظل صحفيو العراق يعانون الحملات الإرهابية المشتدة نارها ضدهم وأمام الخطر المحدق بحياة كل صحفي يعمل في الساحة العراقية نتيجة الأوضاع الأمنية الصعبة ففجعت الصحافة العراقية بعدة حالات إصابة أو استشهاد نتيجة عمليات الاغتيال المباشرة أو جراء تغطية أحداث ووسط تبادل إطلاق النار بدءً بالإعلامية الشهيدة أطوار ومرورا بعلاء ثم أحمد وأخيرا وليس أخرا التميمي فتلقاها الإعلاميون بصدر عراقي لا يعرف التنازل أو التراجع مع استمرار منظمة (صحفيون بلا حدود) بتسجيل أعداد الصحفيين الذين يتساقطون شهداء وهم يسجلون كلمتهم الأخيرة بالدم بعد ان كتبوها بالحبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك