المقالات

فساد يختفي ويتستر في ظل فساد

1718 2022-03-06

 

حسن المياح ||

 

{ الإصلاح ما هو إلا موضة شعار زائف ، وتقليعة كذب وفعل جذب وحالة غدر ، ويافطة خداع ، وراية مكر ونكر ، أكل عليها الدهر وشرب .... ونام .... فلا تلوكوها ثانية ، لأنها لا تمضغ حتى لو تم قضمها صعلكة بالمفهوم الجاهلي للصعلكة ، وبلطجة ، وإرهابآ .... }

من العنوان أن هناك أكثر من فساد واحد ، وأقله هو إثنان ، وهذا هو ما نركز عليه في هذا المقال . وهذان الفسادان ( أو النوعان من الفساد ) هما الإتحادي والمحلي ، والإتحادي هو مايشمل الحكومة ووزاراتها وتوابعها الهيكلية في التأسيس والتكوين واللحوق ..... ، والمحلي هو الفساد الذي يكون في المحافظات بإعتبارها حكومات محلية لها نوع من حرية السيادة ومرونة التصرف ....... وهذا الفساد العام الشامل هو أساس جعل الحكومات أن تكون عصابات صعلكة ، ومافيات إرهاب ، وتجمعات وإجتماعات نهب وسرقات ، والسبب في ذلك هو أن هذه الحكومات الإتحادية والمحلية ترى نفسها أنها محددة بوقت أطوله أربع سنوات ، وأنها فرصة مهمة لا تعاد ولا تعوض لبناء جيب ذات المسؤول السياسي الحاكم المتسلط ، مهما كان نوع ذلك الجيب ، فرديآ لمسؤول سياسي ، أو أنه لحزب أو تيار أو أي تجمع وتكتل سياسي يزعم أنه يؤدي المسؤولية ، وهو ليس منها ، ولا يمت اليها بأي صلة ...... لذلك ترى الفساد هو المستفحل في العراق بعد عام ٢٠٠٣م ...... وأن  " المسؤول السياسي " الجائع المتشرد المتسول المعبأ عمالة ، قد جيء به ليعالج عقدة النقص ( وهي مرض نفسي يشير الى الحرمان والفقدان ) التي هو فيها ، والتي يعاني منها مرضآ نفسيآ ، وقد أحدثت له ، وأسست في نفسه روحآ عدوانية ، ونزعة إنتقامية ، من كل ما كان يعانيه ، وولدت عنده شوقآ الى أن يكون إرهابيآ بلطجيآ مجرمآ ، وأصلت في نفسه مرض السادية الذي جعله يلتذ ويستمتع وتنفتح أساريره بالقتل والإرهاب والإجرام والتعذيب والقسوة والدماء والظلم والتجويع ، وما الى ذلك من صفات الإجرام المادي والتعذيب المعنوي النفسي ، الذي يحقق له وعنده حالة النشوة والإرتضاء والإرتياح ، وأنه يرى الشعب كله كأنه العدو الذي يجب أن يقتص منه ذلك المسؤول السياسي العميل المجاء به وسيلة تنفيذ أجندة ، وتبرير فعل الإجرام والإنتقام ، ليرتاح من العذابات التي كان منها يعاني ويتخبط ، لما كان سائلآ مستجديآ لئيمآ حاقدآ لقمة الخبز التي بها يشبع بطنه المهان الفارغ ، ولما كان يبحث عن المأوى الذي فيه يربض كما هو الحيوان الذي يستكن في جاخوره وربيضته التي فيها يسكن وينام ......

لما يستشري الفساد في جسد الحكومة الإتحادية ، ويستفحل ، وينشغل الشعب بما هو مظلوم فيه من قبل الحكومة الإتحادية التي هي الأم الجامعة ..... ، فأن المحافظات الحكومات المحلية البنات الشاذات يستغلن الظرف المحموم المنفلت ، ويبدين يسرحن عاريات مكشوفات في الملذات والإرتياحات ، ويرفلن نشاطآ مسعورآ في الإحتفالات والوجودات الهامة التي تقدم الفرح والمرح ، ليكسبن وطرهن الذي نذرن وجودهن المجرم العابث إنسياحآ وتجولآ نافعآ مريحآ ، ويمخرن من عباب الملذات والشهوات والرغائب والتمنيات ، ليملأن أجسادهن نغمات طرب ، وحركات رقص ، وتموجات مرح لذة جنس وإشباع شهوة ، ليكن الفتيات الأرستقراطيات المنتفشات ثراءآ ، والمنتفخات أرزاقآ ، والمتورمات جيوبآ بالدولارات ، والمهيئات ( بما لهن من شأن حكومي بغطاء وجود مسؤول )  للشركات  والمانحاتهن عقودآ ومشاريعآ على الإختصاص والإستفراد في الإختيار ، ليكن إمبراطوريات تجارية ، بفترة زمنية تقدر بقدر فترة مسؤولية وحاكمية ذلك المسؤول السياسي المحلي الذي له اليد الطولى في الأمر والفعل ، والحرية التامة في التصرف ، محققآ --- بخبث ومكر ودهاء شيطنة --- مفهوم كلمة إمام معصوم الذي هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لما أراد أن يصف لعبة إحتيال ، في قالب مقبولية فرض لحال ، يؤكد فيه إستمرار الظلم والباطل ، والإجرام والتصرف اللاشرعي ، وهي مقولة 《 إحلب حلبآ لك شطره 》......

والفسادان ( الإتحادي والمحلي الحكومي ) كلاهما ينخر وينهب ، ويضعف ويستهلك ، أعضاء جسم ثروات وخيرات وكنوز الشعب العراقي ، بحيث جعله هيكلآ عظميآ لا ترى منه إلا عظامه الضعيفة المنخورة ، وأضلاعه الرقيقة المهلهلة البادية المكشوفة ، بعدما إستحوذ الفسادان الإتحادي والمحلي الحكوميان على اللحم الطيب الترف الطازج أكل هبر ، ولاكته أنيابهما المفترسة المتوحشة البارزة شر إنتقام وإغيال ، وهبر وتقطيع ، وإزدراد وبلع ، بعد قضم وتمزيق ......

والفساد الحكومي المحلي هو أشد فتكآ ، وأكثر ضراوة ، وأبلغ وأكبر نهبآ من الفساد الإتحادي ، لما يحتمي ، ويختفي ، ويضيع ، في ظل إستشراء الفساد الحكومي الإتحادي ..... وهذا ما هو كائن الآن ، ومن قبل بعقدين عمر سنين من الآن ، ولا زال ناشطآ قويآ شديدآ ، لما في الفريسة ( ثروات وخيرات وكنوز الشعب العراقي ، التي هي منة الله ورزقه لشعب العراق المظلوم المحروم الموجوع الجائع بسبب فرض سياسات عميلة  مجرمة ظالمة ) من لحم ثور بدين متعوب عليه علف سمنة وتربية كيان لحم متكدس في جسم قابل للسمنة والإتساع ..... فيجب الإلتفات الى هذه الآفة ، والإعتناء بمعالجتها والقضاء عليها قبل أن تنفث كامل سمومها القاتلة المميتة الحارمة الظالمة .....

والعجيب أن هذا المسؤول الإتحادي ، والمحلي بالخصوص ، الذي هو إفعى كوبرا أفريقية ذات أجراس ، تفح ... ، وتنفخ ... ، وتزفر السموم ... ، وكأنها هي المعتدى عليها ، وأنها تدافع عن نفسها ..... ، متبعة المثل العربي المشهور《 رمتني بدائها .... وإنسلت 》.... !!! ؟؟؟

فالحذار ... الحذار ... الحذار ... من فساد الحكومات المحلية القابعة في الظلام نشاط نهب وإرهاب وسرقات وكومشنات ، والمتسترة في وتحت ظلال إستشراء الفساد الإتحادي ...... لأن خطره كبير ، ونخره جسيم ، وظلمه قاتل مبيد ، وحرمانه اللاغي لوجود شعب محافظات يترك شعبآ جائعآ غرثآ ، مسلوب الحقوق ممنوعها عطاءآ ..... إستحواذآ وسيطرة بلطجة وإستئثار مسؤول صعلوك مجرم ظالم ناهب ناقم .... مما ينذر بهبوب عواصف مجنونة كاسحة قالعة .... وأنها قيد قدحة كلمة ، أو تظاهرة ، أو إنتفاضة ..... فتتعاظم ... وتصبح ثورة عارمة شالعة داكة ، مزلزلة مفرغة ، ناهبة نهب إجتثاث وجود فاسد مجرم لئيم ، الذي لا يبقي ولا يذر فاسدآ يدب دبيب إجرام على الأرض ...... ولحظتها .... وإذا تنازلنا وتجاوز الوقت إمتدادآ زمنيآ ... ، ساعتها .... لا يفيد أسف أو ندم ، لأنه لات حين تأسف .... أو مندم ......

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك