بقلم : سامي جواد كاظم
اقبح ما موجود في السياسة عندما تتغاضى عن ذكر الاسماء الصريحة لجريمة حصلت في وضح النهار وبعد الله عز وجل كل الملأ شاهدوا وهم الشهود على الفاعل الذي اقترف جريمته الا ان السياسي يحاول وبشكل حسب عرفهم ( دبلوماسي ) عدم ذكر الفاعل واذا ما كان هنالك قطرات من الجرأة لبعض السياسيين فانه يلمح الى البعيد عن هوية الفاعل .
شهور وتمر علينا الذكرى السنوية للماساة التي حدثت في النصف من شعبان في كربلاء والتي ستبقى وصمة عار ونقطة سوداء في جبين الفاعلين فقد روعوا زائري الحسين وسفكوا دماء وسلبوا امانات وحرقوا ممتلكات كل هذا ولو لا ان الجرم على مستوى عالي من التخطيط لما جاء المالكي بنفسه الى كربلاء مع التعزيزات العسكرية التي امرها بالتوجه الى كربلاء من الحلة فان هذا يثبت حجم المخطط وحجم المسؤولين عن هذا المخطط .وتوالت علينا اللجان التحقيقية لهذه الرزية وكلنا بانتظار معرفة الفاعلين من على وسائل الاعلام لاننا نعلمهم ولكنا وددنا ان يكون الاعلان رسمي ومن الحكومة .
وحصلت تجاذبات وصفقات لتحاشي ذكر المسببين لها وعشنا الالم اكثر من الم الماساة عن هذا التلكؤ .وها هي البصرة لتعاد فيها الكرة وبثوب جديد الفرق عن كربلاء انهم كانوا على امل الاستحواذ اما في البصرة فانهم مستحوذين لهذا نجد الاقنعة تساقطت والهويات انكشفت والمجرم هو اعلن عن نفسه ولأخر لحظة بقي المالكي يتحاشى ذكر الاسم الصريح لمن هم الخارجين عن القانون .
وعتبي هنا على وسائل الاعلام اقول لهم الحسين (ع) لم يجعلكم تفصحون عن هوية المجرم ولكن نفط البصرة جعلكم تذكرونهم بالاسم الصريح مع كشف ما اقدموا عليه من اجرام سابق قبل الصولة ، ولكني واعود فاعذرهم واقول حتى في صولة الفرسان لم يعلن الاعلام عن هوية الفاعلين الا انهم هم القتلة فضحوا انفسهم وبدأت تتوالى الادلة والادانة في ظل تخبط واضح من قيادات وليس قيادة واحدة للتيار الصدري .
اختلطت الاوراق عليهم وباتوا لا يعلمون عن أي جرم يستخدمون له غباء السياسة حتى يتم تلافي ما تتمخض عنه افعالهم السلبية هذه. تجميد الجيش ومن ثم التهدئة ومن ثم التهديد وبعد ذلك التهدئة هذه الارهاصات مما لا شك فيه انها تدل على عقلية مبتكرها ( الفذة ) والتي بات ما يعرف المطلوب منها .
فمن كربلاء فقاعة طارت واعتقدت انها ستبقى تحلق في سماء البصرة الا ان القدر جاء عكس ذلك فلو انفجرت هذه الفقاعة في سماء كربلاء اعتقد انها ستكون كارثة فبالرغم من ان حجم الماساة المعنوية كبيرة التي خلفتها الاحداث الشعبانية الا ان الخسائر البشرية والمادية تكاد لا تذكر قياسا لو تم الرد عليها كما هو الحال في البصرة ،اعتقد ان هنالك امور ستحصل تبقى في الذاكرة العراقية اسوة بالانتفاضة الشعبانية فما من كربلائي تساله عن انتفاضة شعبان حتى يسرد القصص والماسي التي حصلت .
الرد المتشابه من قبل المسببين لاحداث الشعبانية مع احداث البصرة في حرق مكاتب حزب الدعوة والمجلس الاعلى في مناطق لا علاقة لها بالاحداث يدل على ان الفاعل واحد وان الايادي التي اقترفت جريمتها في كربلاء هي بعينها في البصرة
https://telegram.me/buratha
