إذا كان قتل مؤمن شيعي يزن في ميزان الرحمن الرحيم قتل الناس جميعاً، أي أنه يساوي قتل مليارات البشر في زمننا الحاضر، لذا ألا يكفي قتل شيعي واحد، وليس نصف تعداد الشيعة، لتقوم القيامة؟ نعم لأن ذلك من دلائل القيامة، فلماذا حرٌمتم قيام القيامة، وفي كل ساعة قيامة للشيعة في العراق؟ ( بقلم د. حامد العطية )
أفي عهدك، وتحت ظلك، يا سيدي يا محي الدين؟ يا من أفنيت شبابك وعمرك في نصرة الدين، يا من استرخصت كل شيء من أجله، أنت - ومن غيرك- قدم نفسه قرباناً عن صاحب الدين؟ ثم كان كيدهم في تضليل، في بدر كنت أنت البدر، تدور حيث يدور من لو وضعوا الشمس في يمينه...، تقتبس نوره لتضيء به أحلك الدروب ظلمة، ومنك يا باب الإيمان سطع شعاع العلم.وفي الخندق كان الجمع كله- ما عدا أخاك وأنت- في هوة اليأس، فجعلت جسدك الطاهر قنطرة ليرتقوا عليها إلى الأمل يا ملاح سفينة النجاة، وكان الحب السماوي والنصر الآلهي لك وحدك يوم تكسرت الحراب وتطأطات الرايات أمام باب خيبر، وبعد أن عصفت بالسقيفة أهواء الهوى للسلطة والقوة، وجمحت بالأولين والآخرين أطماع الغزو، وزينت لهم القناطير المقنطرة من تيجان كسرى وقيصر والمقوقس، ولعبت قريش بالخلافة، أتوك بما صار أبخس ثمناً من شسع نعلك...لولا عدلاً تقيمه، ومن يقيمه غيرك؟
يا "مات الدين"!
يا "مات الدين"!
يا "مات الدين"!
يرتفع الصوت، ويأتيه الجواب.
يا لله! أسمه "مات الدين!
أيموت الدين في أيام محي الدين؟
كلا!
وقد وعت إذنك الواعية المعادلة الربانية: قتل مؤمن = قتل الناس جميعاً، فلو اشترك الناس جميعاً في قتل مؤمن لحق عليهم القتل، وهكذا يكون العدل كاملاً، بدون نقصان . ليس في زمانك ينادى: يا "مات الدين". وسرعان ما أقمت العدل يا محي الدين، ولا تقوم للدين قائمة بدون عدل، هكذا علمتنا، ولذلك تبعناك من بعد أخيك رسول الله الأعظم. ثم أتى علينا زمان ملبد بغيوم القهر والظلم، طال أمده، حتى كاد الدين أن يموتكله، لولا وعد الله المتجسد في كتابه العزيزوالعترة الطاهرة، وهاهم أعداء الدين المنافقون، يخرجون علينا اليوم بدجلهم القديم-الجديد، تركوا كل السوح وجاؤوا لقتالنا، وأشباههم من قبل تحالفوا على حرب محي الدين لنفس الأسباب، فالظلم لا يجاور العدل، والخيانة لا تطيق الوفاء، ولا راحة للمتجبرين الطغاة بوجود الرحماء.
"مات الدين" آخر زفرة لرأس شيعي مقطوع .
"مات الدين" بكاء طفل مقطع الأوصال.
"مات الدين" صراخ أمرأة مخطوفة.
"مات الدين" إنشودة في مجالس عزائنا.
"مات الدين" بطاقة في صندوق انتخاب.
"مات الدين" ؟ سؤال لكل المراجع.
إذا كان قتل مؤمن شيعي يزن في ميزان الرحمن الرحيم قتل الناس جميعاً، أي أنه يساوي قتل مليارات البشر في زمننا الحاضر، لذا ألا يكفي قتل شيعي واحد، وليس نصف تعداد الشيعة، لتقوم القيامة؟ نعم لأن ذلك من دلائل القيامة، فلماذا حرٌمتم قيام القيامة، وفي كل ساعة قيامة للشيعة في العراق؟
أدعوكم لنبذ الأحزاب التي أضاعت دمائنا وأعراضنا وآلامنا، وما مشروعها للمصالحة على الأبالسة سوى الإشارة لهم بأننا ضعفاء، وأن دمنا رخيص، ورقابنا ممدودة للذبح، وأعراضنا مباحة، وأطفالنا ونسائنا لا حماة لهم، فهلموا أيها القتلة لأن الأمريكان أتوا لتنظيف بلاد النفط من قاذوراتها البشرية برميها على وطننا، وما الشيعة سوى طعم رخيص لاجتذاب القتلة المهووسين. سموا أولادكم " مات الدين" لتمتلأ النجف الأشرف بولولتهم، ولتردد أرجاء الضريحين المهدومين في سامراء صدى عويلهم، ولتصبح "بلد" بلدة الأحزان، ولتعرف بغداد على حقيقتها، مدينة الحرب لا السلام، وحتى نميزهم لنسميهم "مات الدين الأول" والثاني والثالث…ثم ليكن منهم جيش "مات الدين"، فإذا أراد الأعداء التعجيل بالقيامة فليكن، وآنذاك سيعلم الذين ظلموا الشيعة أي منقلب ينقلبون.
د. حامد العطية
https://telegram.me/buratha