المقالات

الفيدرالية ... هل تنفعنا ؟؟ الحلقة الخامسة


( بقلم : حيدر العكيلي )

نواصل ذكر الصلاحيات المتوزعة بين المركز والاقاليم...

المادة التالية تذكر الصلاحيات المشتركة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم

المادة (114) :(( تكون الاختصاصات الآتية مشتركةً بين السلطات الاتحادية وسلطات الأقاليم:

أولا : ـ إدارة الكمارك بالتنسيق مع حكومات الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، وينظم ذلك بقانون.

ثانياً: ـ تنظيم مصادر الطاقة الكهربائية الرئيسة وتوزيعها.

ثالثاً :ـ رسم السياسة البيئية لضمان حماية البيئة من التلوث، والمحافظة على نظافتها، بالتعاون مع الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم.

رابعاً :ـ رسم سياسات التنمية والتخطيط العام.

خامساً :ـ رسم السياسة الصحية العامة، بالتعاون مع الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم. سادساً :ـ رسم السياسة التعليمية والتربوية العامة بالتشاور مع الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم.سابعاً:ـ رسم سياسة الموارد المائية الداخلية، وتنظيمها بما يضمن توزيعاً عادلاً لها، وينظم ذلك بقانون)).

نلاحظ في هذه المادة كلمة وردت في النص وهي المحافظات غير المنتظمة في اقليم, ولاشك إننا نسمع بها دائما.. وهي المحافظات التي ليست ضمن إقليم فيدرالي, سواء كانت لا ترغب في ان تدخل في نظام الفيدراليه, أو ان اجراءات تكوين الإقليم لم تبدا بعد, أو أنها لا يمكن ان تكون اقليم كمدينة بغداد .. حيث ان ما ورد في المادة اعلاه يشملها من حيث الصلاحيات المشتركة بينها وبين الحكومة الفيدرالية المركزية.

إذن الدستور العراقي الدائم قد وزع السلطة الإدارية للبلاد بشكل متوازن بين مناطق الدولة العراقية كافة, وجعلها علاقة تعاون بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم وليست علاقة هيمنه من المركز على كل الوطن, وكلها بالنتيجة منتخبة من قبل الشعب العراقي, لان الدستور الدائمي العام نفسه قد صدر بعد استفتاء الشعب العراقي عليه.

أنها المرة الأولى في تاريخ العراق كله التي يمنح الشعب حق اختيار حكامه والطريقة التي يحكم فيها.. وإذا أردنا ان نقتصر على فترة نشوء الدولة العراقية منذ عام 1921, فان الحكومة المركزية هي التي كانت تضع بيدها إدارة البلاد, مما تسبب في ان تهمل المدن البعيدة عن المركز ( العاصمة) لان الحكومة دائما تكون في المركز, واغلب أعضائها دائما من المركز او يسكنون المركز, وكل موظفيها ووزاراتها في المركز.. وعليه فان اهتمام الحكومات في غالب الأحيان هو بالمركز أكثر من غيرة, فالمركز يستأثر بالنفقات الأكبر والخدمات الأفضل, ويحضى بالتطوير بشكل دائمي فيما تبقى المناطق البعيدة عن العاصمة لا يصلها إلا النزر اليسير, بعد ان يكتفي المركز, واهتمام الحكومات المتعاقبة بالمركز على حساب بقية المحافظات نابع من سبب سياسي, لان التغييرات والانقلابات والصراع علي السلطة يحدث دائما في العاصمة مقر الحكومة, فاهتمام الحكومات بها يضمن رضا وولاء سكان العاصمة, في الوقت الذي لم تكن المحافظات تؤثر في سياسة المركز بأي شئ. وبالنتيجة أهملت المدن البعيدة مما جعل العاصمة تستقطب سكان المدن البعيدة سعيا وراء حياة أفضل, فهاجر الفلاحون والعمال بعد ان قلت فرص العيش أمامهم, وهاجر التجار وأصحاب رؤوس الأموال .. مما زاد الطين بله فبقيت مدن العراق تعاني نقصا على إهمال حتى وقتنا الحاضر.

وعليه فان الدستور الجديد ولكي يضمن للناس في تلك المحافظات حقوقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم إذا رغبوا بذلك متى شاؤوا, اوجد لهم هذا الحق في مواده وهو حق تكوين أقاليم فيدرالية تمكنهم من خدمة مناطقهم بأنفسهم دون انتظار 'الفرج' من العاصمة, ونظم ذلك بقانون هو قانون الإجراءات التنفيذية للأقاليم الفيدرالية الذي ينظم كيفية الأقاليم وكيفية بناء السلطات المحلية داخل الأقاليم.

يتبع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك