المقالات

الخفايا والدوافع لاتفاقيات الحكومة الحالية...

1476 2022-02-15

 

كندي الزهيري ||

 

تجري الرياح بما لا تشتهي سفينة العراق، البوصلة بيد عميل، والشراع بيد انتهازي، والدفة بيد جبان.

نعم هكذا يدار العراق اليوم.

بعد محاولات دخول العراق في مشروع الحزام والطريق الصيني في 2019 من قبل الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي، الذي حاول إخراج العراق من الفيتو والهيمنة الأمريكية الخليجية، التي تحاول قتل ودفن العراق وأهله في فوضى وفقر وحروب وصراعات مفتعلة، والمعروف بان جميع الدول التي تدعي بأنها شقيقة للعراق، تعلم جيدا بان هذا التحرك سينهي وجودها وثقلها محليا وإقليميا وعالميا، مما أدى إلى إثارة جنون دول الخليج ومصر، فهم الخليج الخطر ومن الطبيعي جدا أن يحارب  من أجل مصالحة، الآن موانئ  ستخرج عن الخدمة لا سيما الإمارات التي تخوض حرب موانئ  في المنطقة والتي تعتبر قاعدة متقدمة للمصالح الصهاينة. وأما مصر التي استشعرت الخطر وأيقنت بانتهاء دور (قناة السويس) رسمياً كمعبر مائي رابط بين الشرق والغرب، مما يخرجها من المعادلات الدولية وربما لن تكون هناك مصر بعد اليوم.

ولذلك عملت هذه الأنظمة على تخريب هذا المشروع، من خلال الاتفاق مع حليفهم الأمريكي الصهيوني من أجل أن يمحى فكرة تحرر العراق، ولا يمكن ذلك إلا  بإسقاط حكومة منتخبة، والمجيء بحكومة انقلابية، أن اتفقنا أم لم نتفق بأن هذه الحكومة التي يترأسها الكاظمي، هي حكومة انقلابية مدعومة من أمريكا وأدواتها، يحول الكاظمي بأمر من دول الخليج وإسرائيل من طريق الحرير إلى مشاريع تمنع العراق من الدخول بمشروع الصين نهائياً.

اهم مشروعين:

الأول؛ مشروع الشام الجديد تعود جذوره لدراسة أعدّها البنك الدولي في مارس  2014، وطبقا للدراسة يشمل المشروع كلا من (سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية)، إضافة إلى( تركيا والعراق ومصر) ،  والربط السككي مع "إسرائيل" كمركز بري يربطها بالعراق ودول الخليج، ولها غايات سياسية تضيق الحصار على مضيق هرمز وعزل إيران نهائيا، وجعل اقتصاد العراق أسيرا للسياسات الاقتصادية والمصالح السياسية الصهيونية كبداية للتطبيع كأمر واقع حال لا مفر منه.

ثانيا؛ مشروع أنبوب النفط؛ يمتد هذا الأنبوب مسافة مقدارها 1700 كم عبر مرحلتين، الأولى تمتد من البصرة إلى حديثة في غرب العراق، والثانية تمتد إلى أن ينتهي في ميناء العقبة لتصدير النفط إلى باقي العالم. وسينقل الجزء الأول من الأنبوب حوالي 2.25 مليون برميل نفط يوميا، فيما تبلغ كمية النفط التي ستصل إلى ميناء العقبة عبر الأنبوب مليون برميل يوميا سيتم تحويل 850 ألف برميل إلى مصفاة البترول الأردنية، بالإضافة إلى أنبوب آخر لنقل 100 مليون متر مكعب يوميا من الغاز سيقوم الأردن باستخدامها لإنتاج الكهرباء، وتقدر تكلفته بنحو 18 مليار دولار.

يدفعها كلها العراق من نفطه، والقسم المار بالأردن ستكون ملكيته للأردن ويدفع العراق تكاليفه، أي تزيد تكلفة النقل بأربعة أضعاف على استخراج برميل واحد من باطن الأرض!... هنا نلفت الانتباه إلى جشع وابتزاز الجهات المستثمِرة. ويتضمّن المشروع إقامة محطات الضخ، إضافة إلى إنشاء مستودعات التخزين في ميناء العقبة... والجانب الأردني لن يدفع سنتاً واحداً من تكاليف إنجاز ذلك المشروع.

وتحاول الإمارات والسعودية إنشاء خط نفطي يغنيهم عن استعمال (مضيق هرمز) لتصدير النفط حسب الخطة الإسرائيلية، ولهذا فقد التجأت هذه الأنظمة إلى إنشاء مشاريع لتصدير النفط عبر البحر الأحمر ثم قناة السويس. الإمارات كانت أكثر جموحاً في هذا الانقلاب الاقتصادي... فقد ذهبت إلى مشروع تصدير النفط مباشرة عبر ميناء أسدود في "إسرائيل" الذي سيكون له دور كبير في الأنبوب العراقي، وذلك عبر الأراضي السعودية والأردنية ثم إلى السدود ومنه إلى العالم، خطوة الكاظمي بمشروع تصدير النفط عبر العقبة تصب مباشرة في هذا الموضوع المستفيد هم الأردن الأمارات وإسرائيل، وما يحدث في العراق اليوم يصب في جنبته تطبيعا اقتصاديا ثم ثقافي إلى أمن يعلن بذلك بشكل رسمي بأمر أمريكي ووساطة إماراتية أردنية، حيث بتمام المشروع لا وجود لطريق الحرير في العراق ولا وجود عوائق أمام التطبيع!، وهذا  يفسر سبب قيامه بهذا المشروع رغم عدم استفادة العراق منه بأي شكل من الأشكال ...

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك