( بقلم : محمود الربيعي )
القدرة الإلهية ودورها في تحطيم الحالات الفرعونية - معالجة قرآنية للحالة الفرعونيةإن وعد الله حق
الله سبحانه وتعالى قادر قدير مقتدر لايعجزه شئ ولايحتاج إلى شئ فقد خلق الخلق آمنا من معصيتهم غنيا عن طاعتهم لكنه تعالى مجده جعل الدنيا دار اختبار وامتحان وترك الخيار للناس في ان يعملوا ماشاءوا بغير حساب يحاسبهم عليه في دار الدنيا وان حددهم بإنزال العقوبة وتوعدهم بالعذاب وترك لهم باب التوبة مفتوحا ، والله سبحانه لأنه العدل المطلق فهو يحب العدل ويكره الظلم وأنار الطريق للناس في تبيان المعروف والمنكر وأراد لهم الخير والسعادة والعيش الكريم بلا ظلم بين الناس أو تجبر وقهر لذلك فهو قادر أن يعجل العذاب في دار الدنيا أو يؤخره إلى يوم تشخص فيه الأبصار ولا يظلم ربك أحدا.. وقد وعد الله المؤمنين بالنجاة في العاجل او الاجل، ووعد باستجابة الدعاء والتدخل لانقاذهم وما الله يريد ظلما بالعباد." واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم " سورة 2 البقرة الاية 49.
إرسال الرسل وتكليفهم بمواجهة المستكبرين والمستبدين
من خلال القراءة الموضوعية للقران الكريم ومن خلال قراءة التاريخ يمكن لنا أن نعلم بان الله سبحانه وتعالى انه لتحقيق العدالة الإلهية لابد من إرسال الرسل والأنبياء ليبشروا ولينذروا قبل قيام الساعة وبداية الحساب، كما أن الله سبحانه وتعالى يتدخل أحيانا من اجل إحداث موازنة من غير ظلم طبقا للعدل الإلهي الذي يعتبر العدل المطلق الذي ليس له نظير باعتبار أن الله هو القوة العظمى التي لانظير لها وأنها القادرة على أن تتحكم بكل مفرادات الوجود الممكنة.. كما أن الله سبحانه وتعالى كلف الأنبياء والرسل بمواجهة الظالمين والمستبدين والمستكبرين وزودهم بالمعاجز والقدرات التي تهيئ لهم أسباب النجاح والانتصار. " ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى فرعون وملئه باياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " سورة 10 يونس الاية 75.. " اذهب الى فرعون انه طغى " سورة 20 الاية 24.
دعاء الأنبياء على المتجبرين
عندما يرى الأنبياء بأعينهم ويستشعرون بأنفسهم ان الظالمين استبدوا وطغوا وأكثروا في البلاد الفساد وان المستضعفين يئنون من الاضطهاد والتعسف وانه يوشك بالمستضعفين أن يتساءلوا عن حدود الصبر حينذاك يلجا الأنبياء إلى الدعاء لكشف البلاء وقد حدث ذلك كثيرا في الأمم السابقة عندما يطلب الرسول ان ينزل غضبه على المتجبرين وان يرحم الضعفاء والمستضعفين." وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملاه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم " سورة 10 يونس الاية 88.
نزول الغضب على الطغاة المغرورينفي بعض المراحل التاريخية ورغم أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل لكنه سبحانه وتعالى وهو العليم الخبير عندما يرى طغيان الطاغين قد جاوز المدى يتدخل ليرغم انف المستكبر وينكس رؤوس المتجبرين كما حدث في كثير من حوادث التاريخ.وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين " سورة 10 يونس الاية 90.تمكين الأنبياء من العمل بالمعجز
باعتبار أن الإنسان ذو قدرة محدودة فانه يعجز عن مواجهة الطغاة والمستبدين ذلك لان قوته لاتتناسب والإمكانيات التي هم عليها ، ولان النبي مكلف بمواجهة هؤلاء المغرورين فان الله سبحانه وتعالى يزوده بقدرات تمكنه من أن يضع حدا لذلك الغرور بحيث يقهر هؤلاء المستبدين ويجعلهم عبرة لغيرهم " وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع ايات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين " سورة 27 النمل الاية 12.
.........................................................................................................................................................
ملحق تفسيري نتناول فيه بعض صنوف العذاب والانتقام الرباني تجاه الجبابرة والفراعنة والمغرورين .......................
أنواع العذاب : فقد ورد ذكر انواع شتى منها الايات التسع زمن موسى عليه السلام، والصيحة في زمن شعيب، والطوفان زمن نوح عليه السلام، ونزول الاحجار على قوم لوط، والريح الصرصر العاتية على قوم هود عليه السلام، والخسف كما حدث لقارون وقد استفدنا من كتاب الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي في بيان بعض هذه الوجوه.
أولا: الآيات التسع: العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنون ونقص من الثمرات.
" ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات فاسال بني اسرائيل اذ جاءهم فقال له فرعون اني لاظنك يا موسى مسحورا " سورة الإسراء - سورة 17 - آية 101.قوله تعالى: «و لقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسئل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا» الذي أوتي موسى (عليه السلام) من الآيات على ما يقصه القرآن أكثر من تسع غير أن الآيات التي أتى بها لدعوة فرعون فيما يذكره القرآن تسع و هي: العصا و اليد و الطوفان و الجراد و القمل و الضفدع و الدم و السنون و نقص من الثمرات فالظاهر أنها هي المرادة بالآيات التسع المذكورة في الآية و خاصة مع ما فيها من محكي قول موسى لفرعون: «لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات و الأرض بصائر» و أما غير هذه الآيات كالبحر و الحجر و إحياء المقتول بالبقرة و إحياء من أخذته الصاعقة من قومه و نتق الجبل فوقهم و غير ذلك فهي خارجة عن هذه التسع المذكورة في الآية. و لا ينافي ذلك كون الآيات إنما ظهرت تدريجا فإن هذه المحاورة مستخرجة من مجموع ما تخاصم به موسى و فرعون طول دعوته.
فلا عبرة بما ذكره بعض المفسرين مخالفا لما عددناه لعدم شاهد عليه و في التوراة أن التسع هي العصا و الدم و الضفادع و القمل و موت البهائم و برد كنار أنزل مع نار مضطرمة أهلكت ما مرت به من نبات و حيوان و الجراد و الظلمة و موت عم كبار الآدميين و جميع الحيوانات.
و لعل مخالفة التوراة لظاهر القرآن في الآيات التسع هي الموجبة لترك تفصيل الآيات التسع في الآية ليستقيم الأمر بالسؤال من اليهود لأنهم مع صريح المخالفة لم يكونوا ليصدقوا القرآن بل كانوا يبادرون إلى التكذيب قبل التصديق. ( الميزان في تفسير القران ).
ثانيا: الصيحة:" ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين " سورة هود - سورة 11 - آية 94.
بحث روائيفي الكافي، مسندا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: «كذبت ثمود بالنذر - فقالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه - إنا إذا لفي ضلال و سعر» قال: هذا فيما كذبوا صالحا، و ما أهلك الله عز و جل قوما قط حتى يبعث قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم. فبعث الله إليهم صالحا فلم يجيبوه و عتوا عليه، و قالوا لن نؤمن لك حتى تخرج إلينا من هذه الصخرة ناقة عشراء و كانت الصخرة يعظمونها و يعبدونها و يذبحون عندها في رأس كل سنة و يجتمعون عندها، فقالوا: إن كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء فأخرجها الله كما طلبوا منه. ثم أوحى الله تبارك و تعالى إليه أن يا صالح قل لهم: إن الله قد جعل لهذه الناقة لها شرب يوم و لكم شرب يوم فكانت الناقة إذا كان يومها شربت الماء ذلك اليوم فيحبسونها فلا يبقى صغير و كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك فإذا كان الليل و أصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم و لم تشرب الناقة ذلك اليوم فمكثوا بذلك ما شاء الله. ثم إنهم عتوا على الله و مشى بعضهم إلى بعض قال: اعقروا هذه الناقة و استريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم و لها شرب يوم. ثم قالوا: من الذي يلي قتلها و نجعل له جعلا ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ولد زنا لا يعرف له أب يقال له: قدار شقي من الأشقياء مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا. فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتى شربت و أقبلت راجعة فقعد لها في طريقها فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا فضربها ضربة أخرى فقتلها و خرت على الأرض على جنبها، و هرب فصيلها حتى صعد إلى الجبل فرغا ثلاث مرات إلى السماء، و أقبل قوم صالح فلم يبق منهم أحد إلا شركه في ضربته، و اقتسموا لحمها فيما بينهم فلم يبق منهم صغير و لا كبير إلا أكل منها. فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم و قال: يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ أ عصيتم أمر ربكم؟ فأوحى الله تبارك و تعالى إلى صالح (عليه السلام): إن قومك قد طغوا و بغوا و قتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم و لم يكن لهم فيها ضرر و كان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: إني مرسل إليهم عذابي إلى ثلاثة أيام فإن هم تابوا و رجعوا قبلت توبتهم و صددت عنهم، و إن هم لم يتوبوا و لم يرجعوا بعثت إليهم عذابي في اليوم الثالث. فأتاهم صالح و قال: يا قوم إني رسول ربكم إليكم و هو يقول لكم: إن تبتم و رجعتم و استغفرتم غفرت لكم و تبت عليكم، فلما قال لهم ذلك " قالوا ظ " كانوا أعتى ما قالوا و أخبث و قالوا: يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. قال: يا قوم إنكم تصبحون غدا و وجوهكم مصفرة، و اليوم الثاني وجوهكم محمرة و اليوم الثالث وجوهكم مسودة فلما أن كان أول يوم أصبحوا وجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض و قالوا: قد جاءكم ما قال صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح و لا نقبل قوله و إن كان عظيما. فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح و لا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها و لم يتوبوا و لم يرجعوا فلما كان اليوم الثالث أصبحوا و وجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم أتاكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح. فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ لهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم و فلقت قلوبهم و صدعت أكبادهم و قد كانوا في تلك الثلاثة الأيام قد تحنطوا و تكفنوا و علموا أن العذاب نازل بهم فماتوا جميعا في طرفة عين: صغيرهم و كبيرهم فلم يبق لهم ناعقة و لا راعية و لا شيء إلا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم و مضاجعهم موتى فأرسل الله إليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، و كانت هذه قصتهم.
أقول: و اشتمال الحديث على أمور خارقة للعادة كشرب الناس جميعا من لبن الناقة و كذا تغير ألوان وجوههم يوما فيوما لا ضير فيه بعد ما كان أصل وجودها عن إعجاز، و قد نص القرآن الكريم بذلك، و بأنها كانت لها شرب يوم و لأهل المدينة كلهم شرب يوم معلوم.
و أما كون الصيحة من جبرئيل فلا ينافي كونها صاعقة سماوية نازلة عليهم إماتتهم بصوتها و أحرقتهم بنارها إذ لا مانع من نسبة حادث من الحوادث الكونية خارق للعادة أو جار عليها إلى ملك روحاني إذا كان هو في مجرى صدوره كما أن سائر الحوادث الكونية من الموت و الحياة و الرزق و غيرها منسوبة إلى الملائكة العمالة.و قوله (عليه السلام): إنهم قد كانوا في الثلاثة الأيام قد تحنطوا و تكفنوا كأنه كناية عن تهيئهم للموت.و قد وقع في بعض الروايات في وصف الناقة أنه كانت بين جنبيها مسافة ميل و هو مما يوهن الرواية لا لاستحالة وقوعه فإن ذلك ممكن الدفع من جهة أن كينونتها كانت عن إعجاز بل لأن اعتبار النسبة بين أعضائها حينئذ يوجب بلوغ ارتفاع سنامها مما يقرب من ثلاثة أميال و لا يتصور مع ذلك أن يتمكن واحد من الناس من قتله بسيفه و لم يقع ذلك عن إعجاز من عاقر الناقة قطعا، و مع ذلك لا يخلو قوله تعالى: «لها شرب يوم و لكم شرب يوم معلوم» من دلالة أو إشعار على كون جثتها عظيمة جدا. ( الميزان في تفسير القران ).
" قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا امراتك انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب " سورة هود - سورة 11 - آية 81. . و في قوله تعالى في غير هذا الموضع: «فأخذتهم الصيحة مشرقين:» الحجر: - 73، فقد كان هناك قلب و صيحة و إمطار بالحجارة و من الممكن أن يكون ذلك بحدوث بركان من البراكين بالقرب من بلادهم و تحدث به زلزلة في أرضهم و انفجار أرضي بصيحة توجب قلب مدنهم، و يمطر البركان عليهم من قطعات الحجارة التي يثيرها و يرميها، و الله أعلم. ( الميزان في تفسير القران ).
ثالثا: الطوفان:" حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن وما امن معه الا قليل " سورة هود - سورة 11 - آية 40.بيانتتمة قصة نوح (عليه السلام) و هي تشتمل على فصول كإخباره (عليه السلام) بنزول العذاب على قومه، و أمره بصنع الفلك، و كيفية نزول العذاب و هو الطوفان، و قصة ابنه الغريق، و قصة نجاته و نجاة من معه لكنها جميعا ترجع من وجه إلى فصل واحد و هو فصل القضاء بينه (عليه السلام) و بين قومه. ( الميزان في تفسير القران ).وفي سورة الأنبياء - سورة 21 - آية 87" وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ". قوله تعالى: «و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه» إلخ.النون الحوت و ذو النون هو يونس النبي ابن متى صاحب الحوت الذي بعث إلى أهل نينوى فدعاهم فلم يؤمنوا فسأل الله أن يعذبهم فلما أشرف عليهم العذاب تابوا و آمنوا فكشفه الله عنهم ففارقهم يونس فابتلاه الله أن ابتلعه حوت فناداه تعالى في بطنه فكشف عنه و أرسله ثانيا إلى قومه. ( الميزان في تفسير القران ).رابعا: ريح صرصر عاتية" واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة الا ان عادا كفروا ربهم الا بعدا لعاد قوم هود " سورة هود - سورة 11 - آية 60.
بحث روائيو قد تقدم توضيحه، و قد ورد في الرواية عنهم (عليهم السلام): أن عادا كانت بلادهم في البادية، و كان لهم زرع و نخيل كثيرة، و لهم أعمار طويلة و أجساد طويلة فعبدوا الأصنام، و بعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الإسلام و خلع الأنداد فأبوا و لم يؤمنوا بهود و آذوه فكفت عنهم السماء سبع سنين حتى قحطوا.كما جاء في نفس التفسير: فأنزل الله عليهم العذاب و أرسل إليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم الذاريات: 42 ريحا صرصرا في أيام نحسات سبع ليال و ثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية الحاقة: 7 و كانت تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر القمر: 20.
خامسا: الخسف" فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين " سورة القصص - سورة 28 - آية 81.
بحث روائيفي الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة في المصنف و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الحاكم و صححه و ابن مردويه عن ابن عباس: أن قارون كان من قوم موسى، قال: كان ابن عمه و كان يبتغي العلم حتى جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى و حسده. فقال له موسى (عليه السلام): إن الله أمرني أن آخذ الزكاة فأبى فقال: إن موسى يريد أن يأكل أموالكم جاءكم بالصلاة و جاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحتملوه أن تعطوه أموالكم؟ قالوا: لا نحتمل فما ترى؟ فقال لهم: أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني إسرائيل فنرسلها إليه فترميه بأنه أرادها على نفسها فأرسلوا إليها فقالوا لها: نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك. قالت نعم. فجاء قارون إلى موسى (عليه السلام) قال: اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال: نعم، فجمعهم فقالوا له: بم أمرك ربك؟ قال: أمرني أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و أن تصلوا الرحم و كذا و كذا و قد أمرني في الزاني إذا زنى و قد أحصن أن يرجم. قالوا: و إن كنت أنت؟ قال: نعم. قالوا: فإنك قد زنيت، قال: أنا؟. فأرسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا: ما تشهدين على موسى؟ فقال لها موسى (عليه السلام): أنشدتك بالله إلا ما صدقت. قالت: أما إذا نشدتني فإنهم دعوني و جعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي و أنا أشهد أنك بريء و أنك رسول الله. فخر موسى (عليه السلام) ساجدا يبكي فأوحى الله إليه: ما يبكيك؟ قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك، فرفع رأسه فقال: خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى فقال: خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى فقال: خذيهم فغيبتهم فأوحى الله: يا موسى سألك عبادي و تضرعوا إليك فلم تجبهم فوعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم. قال ابن عباس: و ذلك قوله تعالى: «فخسفنا به و بداره الأرض» خسف به إلى الأرض السفلى. ( الميزان في تفسير القران ).
المصادر
القران الكريم
موقع السراج في الطريق إلى الله لتدقيق الآيات القرآنية الكريمةwww.alseraj.net
الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم
https://telegram.me/buratha
