المقالات

نحن دعاة القانون ولسنا شرطته


( بقلم : كريم النوري )

العمل السياسي لم يكن مجرداً عن اخلاقية التعامل رغم تعقيداته وتداخلاته وهو لا يجيز المحرمات او يحرم المباحات فالسياسة لا تحرم حلالاً او تحلل حراماً. ومن اخطاء السياسة وكوارثها التعاطي بروح المنفعة الحزبية والانانية الفئوية مع الاشياء او الانتقائية في تقييم المواقف وفق ما تمليه هذه المصالح الضيقة.

فالجريمة مرفوضة بشكل مطلق سواء حصلت من اعدائنا او اتباعنا فان حكم الامثال فيما يجوز ولايجوز واحد.واحترام القانون وبسط الامن مطلب وطني واخلاقي وشرعي لا يخضع للموازنات السياسية او الاستقطابات الجماهيرية وهي مطالب عقلائية ايضاً فلا احد يريد اختلال النظام العام وسيادة الفوضى والانفلات والاستهتار.فليس من الصحيح ان نغض النظر عن تلك الجماعة التي تواجه القانون وتربك الامن لحسابات مذهبية او اجندة سياسية ونوحي بان هذه الجماعة ليس من الصحيح منعها من خرق القانون حتى لا نعاديها ونخسر رصيداً جماهيراً محدداً وهذا التكفير يشكل إساءة مركبة لتلك الجماعة لعدم منعها او ردعها من جهة وللجماهير التي نتوهم انها جزء من الحشود الخارجة على القانون من جهة ثانية.

بعض القوى السياسية يفترض ان تعبأ أتباعها على احترام القانون وامن الدولة وليس الانسياق وراء الجماعات الخارجة على القانون والتحشد معها وتبرير مواقفها ونصب الخيام لحمايتها.وهناك مغالطة خطيرة في وعي بعض السياسيين باعتقادهم بان انهاء ظاهرة السلاح غير الرسمي وفرض القانون تجري لصالح قوى سياسية كانت ومازالت تحرص على حصر السلاح بيد الدولة واحترام القانون وبالتالي ان نجاح الحكومة في فرض القانون سيكون نجاحاً لهذه القوى السياسية وهو ما يغيض بعض هؤلاء السياسيين ويجعلهم غير متفاعلين مع فرض القانون بسبب هذه الحسابات الخاطئة.

ان احترامنا وتأكيداتنا المستمرة باحترام دولة القانون لا يعني بالضرورة ان نكون أداة لفرض القانون كما لا يمكن الاعتقاد الخاطىء باننا وراء مخطط فرض القانون فان رغبتنا وقناعتنا بالقانون شىء وخطة الحكومة في بسط الامن وفرض القانون شىء اخر فليس من الصحيح التعميم والخلط.

كما اننا نعتقد ان الحكومة واغلب القوى السياسية حريصة على فرض القانون وانهاء مظاهر التسلح الميليشياوي في العراق والحكومة هي المعنية في ذلك ولا تأتمر بأوامر غيرها ولا تقاتل بالنيابة لانها شكلت أساساً لحماية القانون وتفعيله وحماية الناس والعملية السياسية وهي الاداة التنفيذية الى جانب القوى التشريعية والقضاء المستقل.

نحن مع دولة القانون ومن الداعين الى تعميق ولكننا لسنا رجال امن لفرضه ومحاربة العصابات الخارجة على القانون فان هذا خارج عن اطار مهمتنا فاننا لسنا جهة امنية تفرض القانون بقوة السلاح فهذا موكول الى الحكومة وحدها. فان اقحام قاعدة "مصائب قوم عند قوم فوائد" في العمل السياسي اقحام خاطىء لنفترض ان قتل زعيم عصابات القاعدة اسامة بن لادن سيصب في مصلحة امريكا واسرائيل فهل هذا يكفي لعدم التفاعل مع قتله او الاصطفاف معه فيما لو اغضضنا النظر عن كونه صنيعة اسرائيلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رهام كاظم
2008-04-30
هذه فكرة رائعة جدا واعتقد ان الاخ الكاتب يقصد ان المجلس الاعلى هو الحريص على فرض القانون ودولة المؤسسات وان كان لا يرغب ان يكون اداة لفرضه عن طريق القوة لانه ليس قوة امنية ولا يمتلك ميليشيات واتهامه بالمواجهات بين الحكومة والعصابات اتهام رخيص وباطل ولكنه اتهام لصالح المجلس الاعلى باعتبار ان المجلس الاعلى هو من القوى التي تحترم القانون .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك