المقالات

الفيدرالية (أمل المحرومين)


( بقلم : جودي المحنه )

الفيدرالية نظام حكم محلي لإقليم أومحافظة تدير شؤونها الإدارية وتنظم حياتها الاقتصادية. وترسم خطط التنمية والصحة والتعليم والاستثمار والبناء والأعمار وما يناسب خصوصية المنطقة اقليما كانت أم محافظة من الإجراءات القانونية والإدارية والأمنية لامركزيا ولها صلاحيات مستقلة عن المركز. وترتبط بالمركز بمفاصل رئيسية وتشكل مع بقية الأقاليم او المحافظات غير المرتبطة بإقليم اتحادا كما ورد في الدستور العراقي الدائم في المادة الأولى منه أن العراق بلدا اتحاديا، والفيدرالية صيغة متقدمة من انظمة الحكم تناسب البلدان التي تتعدد فيها القوميات والطوائف والمذاهب وتتباين فيها الإرادات لأنها تحترم خصوصيات الناس وخياراتهم في الحياة، وتنتهج سبعون دولة من دول العالم المتقدمة نظام الحكم الفيدرالي ومن حسنات هذا النظام سرعة انجاز المشاريع والتنمية واستقلالية في العمل وأنهاء البطالة و سرعة اتخاذ الإجراءات ومعالجة المستجدات و سرعة انجاز معاملات المواطنين وحسمها من المحافظة أو الإقليم و استقلالية في ميزانية المحافظة اوالاقليم و تنفيذ الأولويات الضرورية حسب الاحتياج و الحيلولة دون نشوء ديكتاتورية المركزاوالدولة ويمكن للمحافظة أو الاقليم الفيدرالي أن يعقد اتفاقيات اقتصادية في مجال الأعمار والخدمات والاستثمار والتعليم والصحة مع دول أجنبية لخدمة المحافظة اوالاقليم. ويمكن للإقليم أن يتبادل تمثيلا دبلوماسيا محدود مع تلك الدول.. هذه هي الفيدرالية في خطوطها العريضة...وليست شيئاً آخر

لقد تحملت الفيدرالية تجنيا غير مشهود من الطعن والتشويه والإشاعات والتحريف وتطاولا غير مبررالى درجة الهستريا في بعض الأواسط السياسية العاشقة لديكتاتورية المركز والمصابة بهوس المركزية .. لقد واجهت الفيدرالية رفضا لايقبل النقاش والتداول اوحتى استعراض وجهة نظر من قبل البعض، لم نجد مبررا واحدا يتناسب وحجم هذا الرفض.. لماذا نرفض نضاما إداريا اقتصاديا اعتباريا آمن ينصفنا ويصون حقوقنا ويحمينا وأجيالنا القادمة من عاديات الزمن.. ؟و لماذا نرفض نضاما يوفرلنا البناء والتنمية وفق احتياج مناطقنا بعيدا عن الروتين والتحكم والتلاعب.؟ لماذا نستهلك الزمن والجهد والمال من اجل موافقة العاصمة..وتلك أساليب بالية تدخلنا في أنفاق الروتين. ولماذا نرفض نظاما يختزل الزمن والجهد ويصون المال العام ويحترم خيارات الناس في تقرير احتياجاتهم..؟

ومن منا لايعرف ان نظام الفيدرالية الحديث هو نظام الولايات القديم الذي مارسه المسلمون في الإدارة وحكم الأمصار منذ عصر الخلافة الى سقوط الدولة العثمانية  وتمارسه الآن اغلب دول العالم تقدما وتطورا وتحضرا... ماهو الضير اذن وأين تكمن المشكلة.؟. هل لان الفيدرالية تغلق الى الأبد منافذ التحكم والديكتاتورية وهوس المركزية والتسلط أم لأنها ستحمي المناطق والمحافظات المحرومة والمغلوبة على أمرها المقهورة على امتداد تاريخها من غول الفقر والحرمان والاستلاب والخراب... ماهو المانع اذن من ان نضع بأيدي هؤلاء المحرومون المهمشون في مدنهم ومناطقهم ومحافظاتهم قرار تحديد احتياجهم الى البناء والاعمار والمدارس او مراكز الصحة ا وحجم الاستثمار.؟ وماهو الضير أن تحترم خياراتهم في الحياة والبناء والاقتصاد والسياسة والتعليم..؟من الغريب ان نجد اليوم من يقف ضد مصالح الناس واحتياجهم دون مبرر واقعي او حقيقي واغرب نكته ان يدعي هؤلاء ان الفيدرالية انفصالا وتقسيما للعراق ويذرون الرماد في العيون ويتباكون على وحدة العراق المهددة بالتمزق والتقسيم من خطر تطبيق الفيدرالية ... ولو سلمنا بذلك. لماذا اذن لم تتمزق وحدة شعب وأراضي الهند او الولايات المتحدة او الامارات العربية او الجزائر ودول أخرى يناهز عددها سبعون دولة تعمل بالنظام الاتحادي الفيدرالي..

كيف تتمزق وحدة شعب ضاربة في عمق التاريخ ولها امتدادات وجذور حضارية ودينية وتاريخية وجغرافية وثقافية إضافة الى روابط النسب والمصاهرة. وكيف تتمزق أراضي دولة يعلن دستورها وحدة أراضيها وترتبط أقاليمها بدولة المركز وهي دولة اتحادية فيدرالية وفق الدستور الذي هو خيار شعب العراق ..وهل يعني حصول المناطق اوالمحافضات اوالناس على حقوقهم واستحقاقاتهم واطلاق خياراتهم في البناء والاعمار وتقرير الاحتياجات والمعالجات في مناطقهم..

هو انفصال وتمزيق لوحدة العراق... هل ان ادارة المناطق والمحافضات اوالاقاليم محليا والمتابعة والتخطيط والتنمية وتنفيذ الأولويات وحفظ الأمن ( وأهل مكة أدرى بشعابها ) هل ان هذا تمزيق وتهديد لوحدة العراق او ليس ذلك تعزيز وتطوير وتقدم يصب في إطار وحدة وأعمار العراق .. تكاد ان تكون كردستان العراق اليوم جنات عدن بفضل الفيدرالية .. أيجوز إن نبيح ذلك لشمال العراق فقط ونحرم وسط وجنوب العراق من تشكيل اقليم فيدرالي .او ان نقف ضدهذا..لنزيد المحرومين حرمانا.. ولماذا لايهدد اقليم كردستان وحدة العراق اذن.. هناك من يبرر قيام اقليم كردستان ويدعي ان لأهل كردستان خصوصية ونحن مع مشروعية هذا التبرير ونسجل احترامنا وتقديرنا لهذه الخصوصية ونؤكد سعادتنا بما حققه اقليم كردستان العراق من رخاء وتقدم لأبناء الوطن في الشمال ولكن أليس لنا نحن أيضا في الوسط والجنوب خصوصية الم نعاني معهم نفس ظروف القهر والاستبداد والقتل والإبادة والتشرد والتهجير والإقصاء والحرمان....

إن الترويج لمثل هذه الطروحات لااساس له من الصحة بشئ ولا يرقى الى مستوى المسؤولية والحرص الوطني والوفاء لهذا الشعب.... ومادام هؤلاء يتباكون على وحدة العراق والعراقيين لماذا لايرفعون معاولهم العاملة في هدم وحدة العراق والعراقيين.... ان الفيدرالية لاتهدم . بل ستبني. وهي لن تسبب انفصالا بل ستحقق اتحادا، وهي مستقبل العراقيين الواعد...وأمل المحرومين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك