المقالات

المصالحة الوطنية تستلزم الوضوح والشفافية

2188 18:02:00 2006-07-07

( بقلم مصطفى الكويي )

المصالحة الوطنية: مصطلح جميل ذو معان عدة ويترك لدى السامع انطباعات وتصورات مختلفة,نابع عن نوايا حسنة من تسامي على الجراح وكظم الغيض ونبذ الانتقام,وقد يصل في بعض الاحيان الى التنازل عن بعض الثوابت والاساسيات ذلك اذا ما تركنا العنان لهذا العنوان الفضفاض دون كبح جماحة بتعريف واحد واضح متفق عليه سياسيا ومجمع عليه برلمانيا وشعبيا مدعوم عشائريا ومبارك من لدن المرجعيات.يكرر النائب همام حمودي بعدم وجود مشكلة بين مكونات الشعب العراقي,فهي برأيه بين الشعب العراقي وقوى ارهابية خارجية تدعمها قوى تكفيرية في الداخل.واعتبر حمودي المصالحة مفهوما غامضا,وقال في بيان له:ان تسمية المصالحة بهذا المعنى قد تسئ الى الواقع العراقي وتخدم من يقول ان هناك حربا اهلية. صحيفة الصباح العراقية ونحن بصدد الحديث عن مسودة مبادرة المصالحة الوطنية والحوار الوطني التي نشرت ونسبت رئيس الوزراء وكثر الحديث عنها وتناولتها التحليلات وطرحت حولها التساؤلات والتي اوجل النقاش فيها الى اجتماع المجلس السياسي للامن الوطني حسبما صرح به النائب الدكتور محمود عثمان. الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء عزا تأجيل الاعلان الى عدم استكمال المشاورت مع رئيس الجمهورية وجهات اخرى لم يحددها. الصباح العراقية ومن ثم تم اغناء مسودة المبادرة وحصلت على اجماع الهيئات الرئاسية الثلاث في اجتماعها الخاص لذلك. وبعدها طرحت بشكلها النهائي و بصورة رسمية باسم السيد رئيس الوزراء.ان المبادرة المنشورة تقوم على ركنين اساسيناولا الالية المعتمدةثانيا البادئ والسياسات المطلوبةاما بخصوص الالية المعتمدة فلم تنص على وجود الغطاء الدستوري القانوني لمسودة المبادرة ومااحتوته؟؟ وهذا اهم جانب اغفلته المسودة؟الباحث و المفكر ضياع الشكرجي اشار الى ان الحكومة العراقية لاتملك القانون الذي يخولها اويجيزلها التحاور مع من وجهوا نيران اسلحتهم الى صدور العراقيين. الصباح العراقية فلماذا مثلا تشكل هيئة عليا للمصلحة والحوار الوطني في ظل وجود وزارة دولة للحوار الوطني؟ اليس من الاجدر ان ينشط ويفعل ويوسع عمل وزارة الدولة وتحول الى وزارة الحوار الوطني بكادر وظيفي مختص ومقرات وفروع اسوة ببقية الوزارات ؟ وعلى الجانب الاخر تقابلها لجنة برلمانية مكونة من الكتل النيابية الممثلة لمكونات الشعب وحسب الاستحقاق الانتخابي تقوم بدور المساندة والمراقية وتوفير الغطاء التشريعي وظمان عدم تجاوز الدستور. وذلك بعد ان يتم الوصول الى توافق سياسي نيابي ومن خلفه اجماع وطني شعبي وعلى المستوى العشائري والديني ايضا حول جملة من المصطلحات والمفاهيم الهلامية والتي يختلف في اطلاقها واستخدامها في الساحة العراقية كل حسب اجندته؟؟ ومن هذه المصطلحات:المصالحة الوطنية والحوار الوطني,ما معناهما وبين من ومن يراد لها ان تتم؟ ووفق اية شروط واي نوع من الضمانات سوف تقدم للشعب بخصوص عدم التجاوز على الثوابت التي ضحى ويضحي يوميا من اجلها؟ومن هم المستفيدون من هذه المصالحة؟ وما هي النتائج المرجوة منها؟وماهي عواقب الاخلال بلاتفاقات؟ ما هوتعريف الارهاب وتحديد الجهات المشمولة به؟ ومن هم المساندين للارهاب والداعمين والمروجين له,كشف وتحديد تلك الجهات؟ من هم الصدامييون والزرقاويون والتكفيريون واي الجهات تمثلهم سياسيا وعسكريا,كشف ذلك وتعريفه وتحديده بلاجماع؟ ما هي المقاومة الشريفة في العراق واي الجهات تمثلها ؟؟يرى الباحث ضياء الشكرجي ان مشروع المصالحة الوطنية لن يكتمل لانه يشك في حقيقة نجاحه لعدة مبررات منها عدم وجود تمييز بين المقاومة الشريفة كما يسموها وبين المقاومة الغير شريفة,اضافة الى عامل مهم اخر وهو عدم معرفة مسميات واعداد تلك الجماعات المسلحة حتى يتسنى للحكومة التمييز ومعرفة الجهة التي تحاورها. الصباح العراقية تحديد وتعريف من هم الاشخاص والجهات التي تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ون يساندهم ويدعمهم؟رفض بهاء الاعرجي النائب عن التيار الصدري تسمية المسلحين بلمقاومة. وقال في اتصال هاتفي مع الصباح:ان العمليات التي ينفذها هؤلاء المسلحون ويذهب ضحيتها الكثير مقابل جنديين من القوات المحتلة لاتسمى عمليات مقاومة وطنية واوضح ان هذه العمليات يطلق عليها عمليات ارهابية ضد الشعب العراقي ومستقبله.وبعد ان يتم الوصول الى الاجماع العام المنشود على تلك التعريفات والمفاهيم والاتفاق على معانيها واستخداماتها المختلف عليها الان في الساحة العراقية عندئذ يمكن عقد مؤتمر عام لرجال الدين لاستصدار الفتاوى الموحدة في تحريم الاقتتال ودعم المصالحة ويمكن حينها الوصول الى ميثاق الشرف العشائري والميثاق الوطني السياسي,ذلك ان المتفقين حينها مؤمنين جميعا بنفس الفكر ومتحركيين في نفس الاتجاه وحاملين ذات الرأي وقاصدين عين الهدف ولن يكون هنالك لبس وتزليف للمفاهيم والمصطلحات وخلط للاوراق وفق رؤى وايديولجيات مختلفة كلها تدعي الشرعية؟؟؟اكد الدكتور ابراهيم الجعفري عضو مجلس النواب ان مشروع المصالحة الوطنية مشروع كبير ويحتاج الى المزيد من التروي قبل طرحه معللا اسباب تأخير طرحه الى وجوب مخاطبة اطراف عديدة لكي لاتكون المصالحة الوطنية شعارا فضفاضها لامعنى فيه.اما بخصوص المبادئ والسياسات المطلوبةفقد اتسمت في غالب نقاطها بلعمومية دون التخصيص والغموض دون التوضيح والاطلاق دون التتحديد.فما هو الخطاب السياسي الذي تنتهجه الحكومة الان؟ اذا كان المطلوب ان تنتهج خطابا عقلانيا؟ وما مدى تلك العقلانية المطلوبة؟ ومن هم الاطراف المتعددة التي يراد تطمينها؟؟وماذا بلنسبة الى من هم بلضد من العملية السياسية؟؟ فان النقطة لم تطالبهم بشئ البتة؟؟ كي يطمأن الشارع العراقي لحسن نواياهم؟؟ما هي ماهية الحوار الوطني الصادق في التعامل مع المعارضين لرؤى الحكومة؟؟ ان هذه النقطة اتت كسالفتها عامة دون تخصيص او تحديد او استثناء لاي جهة؟؟ولم تيبن هل ان الية الحوار محصورة فقط مع من ينتهج المعارضة السلمية ام لا؟؟اذا كانت بعض القوى المشاركة في الحكومة الحالية وهي حكومة وحدة وطنية مطالبة بموقف واضح وصريح من الارهابيين والصداميين!!! فما معنى الوحدة الوطنية التي تغنا بها المسؤولين؟؟ وعلى اي اساس تمت الشراكة الحكومية معهم و بأي ضمانات؟؟ وكيف يطمأن المواطن الان بعدم وجود اختراق لمراكز الدولة العليا؟؟وكالعادة اغفلت النقطة عاقبة عدم اتخاذ تلك الاطراف الموقف الواضح والتي هي مطالبة به؟؟اذا كان المعتقلين غير مدانيين فما هو الداعي لاحتجازهم؟؟ واين دور القضاء العراقي المستقل من كل هذا؟؟ وما هو مصير المحرضين والداعمين والمساندين للارهاب؟؟ وما هو مصير قانون مكافحة الارهاب؟؟اذا كانت هيئة اجتثاث البعث ذات طابع سياسي ويجب اخضاعها للقانون والقضاء. فلماذا لم يطالب بذلك السيد رئيس الوزراء حينما كان نائبا لرئيس الهيئة وناطقا رسميا بأسمها قبل انتخابه رئيسا للوزراء؟؟ واذا الغيت او حجمت هيئة اجتثاث البعث فما هو البديل عنها وما هو الرادع والضامن من عدم عودة البعثيين الصغار منهم والكبار الى السلطة من جديد؟؟ وترجع ريمة الى عادتها القديمةاما بالنسبة الى تعديل الدستور فأن ذلك مثبت دستوريا وفق الية محددة فلماذا يطرح مع المصالحة الوطنية؟؟ والى اين يراد السير بهذه التعديلات وماذا عن الثوابت الدستورية؟؟وما معنى الغاء كل الخطوط الحمراء ومن المستفيد منها؟؟ ولمصلحة من؟ فعلى سبيل المزاح:ماذا لو اقدم احد احفاد صدام ابن ابيه على ترشيح نفسه الى البرلمان وحصل على الاصوات الازمة لذلك,كونهم غير مشمولين اصلا بأجتثات البعث وليسوا من رموز النظام المقبور ولا توجد خطوط حمراء تمنعهم؟؟ فلا غرابة عندما نسمع ونشاهد حينها مقترحا بأعادة نصب تمثال القائد الضرورة في ساحة الحرية من جديد؟؟؟ان هذه المبادرة قد خلت من الاجابة عن كل تلك الاسئلة وغيرها؟ ولم تقدم الايضاحات والضمانات اللاازمة والتطمينات الكافية للشعب من ابناء المقابر الجماعية وحلبجة والانفال وغيرهم من المتضررين؟ ان هذه المسودة لم تزيل المخاوف من صيغة التعميم المشتملة عليها؟؟ فهي قد صيغت بنسق واحد وهو اسلوب الوعد بلا وعيد والترغيب بلا ترهيب والجزرة بلا عصى,واعطت دون ان تأخذ,وقدمت دون ان تشترط؟ فهل المراد منها مجاملة واستمالة جهات بعينها على حساب حقوق الشعب ودمائه ومستقبله؟؟ناهيك عن تزامن تسريبها مع خطة بغداد الامنية المؤمل نجاحها؟ فأي رسالة يراد ايصالها من هكذا صيغة وفي مثل هذا الوقت؟ ومن المستفيد الاكبر منها؟ الشعب ام فئات معينة؟ نترك الاجابة للقائمين على صياغة المسودة المسربة؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك