المقالات

انها ام البنين..! 

1258 2022-01-16

     د. عطور الموسوي    قبل أربعة عشر قرنا ونيف وفي أرض الجزيزة العربية حيث مهبط الوحي والرسالة بين قوم أجلاف اعراب  وقد شحت القيم عندهم حين عبدوا الاصنام وشربوا الخمر واستحلوا الحرمات، نصر الله نبيه محمد صلى الله عليه وآله بعبدين من عباده سخر له مال خديجة وسيف علي، وصار دينه ينمو في قلوب مؤمنة بينما تتكبر عليه قلوب غلفها النفاق.. ومن معسكر الايمان الحق الممتزج بأسمى قيم الانسانية وفي أحد بيوتاته التي حملت أشرف صفات العرب ولدت السيدة فاطمة الكلابية، وكلما كبرت سنون عمرها تميزت عن قريناتها عفة وشجاعة وخلقا وكأن الله يعدها لمهمة غير مألوفة.. نعم ابتلاها ونجحت بامتياز لتثبت لبنات جنسها ان الايمان يتفوق على نزعات النفس وان المرأة ان قررت ان تتغلب على مشاعرها قربة لوجه الله حتما تنتصر . وكما سن أهل البيت عليهم السلام سننا سامية في الادب والتعامل الاجتماعي الانساني وبدءا من رسول الرحمة وخلقه العظيم، فقد وفق الله هذه السيدة الاصيلة النسب لان تسن سنة حسنة لزوجات الآباء منذ ان وطأت قدماها بيت امير المؤمنين عليه السلام وطلبها الرائع بأن لا يناديها بسم فاطمه  نمّ عن سمو في الاخلاق ورقي في الوعي والبصيرة، كيف لا وقد نهلت من منبع الايمان سيد المتقين . صارت اما لابناء سيدة نساء العالمين وربت ابنائها على ان اولاد فاطمة ساداتهم فأي عقل راجح تحمل وأي ايمان عميق قد ملأ جنانها! واستمرت في سن سننا فريدة من نوعها ليحين آوان الطف وليلتحق كل ابنائها الاربعة بركب اخيهم الحسين عليه السلام وهي توصيهم ان يفدوه برقابهم وان يتسابقوا لنصرة امام زمانهم .. انها العقيدة الحقة المنبثقة من ايمان عميق لا يشوبه درن من أدران دنيا قد طلقها شريك حياتها ثلاثا لارجعة فيها، فسارت على خطاه صابرة  مستبشرة وثابتة على العهد. أم البنين هكذا كنيت قبل ولادة البنين وظل اسمها بعد ان ثكلت بكل البنين.. وصارت قدوة لأمهات الشهداء يوم زُف ابنائهن الى الجنان على يد طاغية العراق بين الاعدام والدفن والإذابة في أحواض التيزاب والتغييب...استلهمن منها الصبر وتعزين بها . نعم قدمت أمهاتنا شبابا نصروا الدين كالعباس وأخوته، وساروا على نهج الحسين ناصرين ثورته وان تباعد بهم الزمان، هي سنة حسنة سنها العظماء شهداءا ونساءا خالدات وجادوا بما لم يجد الزمان بمثله. لتبقى مقولة : كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء منارا للاجيال وحتى قيام الساعة .   16/1/2022 2 جمادى الثانية 1443
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك