( بقلم عباس الشمري )
لوحظ في السنوات الثلاث الأخيرة ومنذ سقوط صنم العراق بدأت تتضح الرؤى والتوجهات السياسية للدول العربية والساسة العراقيين باتجاه القضايا العربية وما بين السطور عبر الاعلام ووسائله , حيث كانت لهذه التوجهات تصاعد تدريجي سريع الى ما وصلنا اليه في هذه الايام ...
ففي بداية سقوط النظام كان الأعلام العربي متوجهاً بشكل كلي ضد الأحتلال ومقاومته وأبراز مظلومية الأقلية الحاكمة التي ذهب حكمها لعقود بين ليلة وضحاها وبعد فترة تصاعد هذا الأعلام باتجاه أغفال مسألة الاحتلال ومقاومته وواجب أخراجه من البلاد الى أظهار مظلومية الطائفة العربية التي تمثل الأقلية وأستحواذ الطائفة التي تمثل الاكثرية (الغير عربية) أو الموالية لغير العروبة على زمام الامور في العراق وبطشها بالطائفة العربية الاقلية واشتدت وكثرت المظالم وقلبت الحقائق ووظف الأعلام العربي بأمكاناته الهائلة الفنية والمادية والأستعراضية لخدمة العروبة!!!
التركيز الواضح هنا للعروبة والقومية العربية والعربية فقط أما الاسلام فهو أخر مايتكلمون عنه وكأنه أمر ثانوي كأطار مجمل للصورة فبالامكان لأي شخص حر التفكير ان ينتبه لهذا الأعلام في العراق والدول العربية حيث أنه يتبنى عملية تأطير جميع القضايا بالاطار القومي العربي وان الدعم العربي لسنة العراق دعم طائفي واضح والغريب ان الدول العربية لم تتوحد في شيء الا بهذا الصوت الطائفي وتحت هذا الشعار تقرع طبولهم وكأن الشيعة ليسوا عرباً وكأن الأسلام جاء للعرب حصراً وأعطاهم إمتياز تسقط عنده أمتيازات الاخرين وأتهام الشيعة بالصفوية والولاءات لغير العرب والعروبة ..... فأن كنت عربياً مسلماً وتنتمي الى الطائفة التي ينتمي لها اكثر العرب فانت أصيل وأن كنت من غير هذه الطائفة فانت موالي لغير العرب ومشكوك في أصالتك العربية .
أما في الفترة الاخيرة لاحضنا بشكل واضح بعض الفضائيات والقنوات التلفزيونية والأذاعية والصحف ومواقع الاعلام الألكترونية (الانترنيت) تحاول بطرق مختلفة (وبدهاء معروف الوراثة) ترسيخ مفهوم الطائفية والقومية من خلال طرحها للمواضيع والمشاكل التي يمر بها العراق والمنطقة من خلال اتهام المراجع الشيعية بانهم ليسوا عرباً وأنهم لم يقدموا أي شيء للعرب والعروبة كالمقالات التي نشرت على موقع (كتابات) وأرى من واجبي كمسلم ان أدافع عن ديني وان الدين عند الله الاسلام وهذا الدين كما يعلم الجميع لا يختص بلون أو قومية أو عشيرة أو مكان وأن لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى فيجب على من يطرح هذه المواضيع أن يبتعد عن الخطاب القومي والطائفي الذي اثبت فشله بجدارة عبر الف وأربعمائة سنة من عمر الاسلام وأن يكون التوجه في الطرح توجهاً أسلامياً لا أن يرمي هذا وذاك بتهم والقاب تسيء الى مصلحة الاسلام والمسلمين ووحدتهم أي لتجعلوا خطابكم حراً وتحرروا من قيود أصنامكم الجاهلية من قومية وعشائرية ومناطقية وحزبية وفئوية وكونوا أحراراً في دنياكم وجعلوا دينكم الاسلام؟!!
https://telegram.me/buratha