المقالات

كيف يفكرون (هم) ونعمل (نحن)؟!

1520 2021-12-24

   إياد الإمارة ||   أُريد أن أقول شيئاً من البداية: قد يمنعني الخوف من المقدس أو المسدس من الحديث بصراحة واضحة لكن ذلك لا يجعلني أستغرقُ في بدايات مطولة قد تكون مملة وبلا فائدة، لذا أنا أقول ما أريد قوله مباشرة وبعفوية مطلقة. في عنواني هذا أُعطي إشارة واضحة إلى أنهم (الأعداء) يفكرون أي يستخدمون عقولهم ونحن (في هذا البلد) بالمقابل نتحرك ميكانيكياً بلا تفكير نستخدم قوانا العضلية بطريقة غير موضوعية حتى ونحن نتوهم أو نوهم الآخرين بأننا نفكر، وهذه هي مشكلتنا الرئيسية! لا تستغرب أخي القارئ وأنا أقول عنا بأنا لا نفكر وإننا (ميكانيكيون) بالمرة نستخدم قوانا العضلية ونحن لا نجيد إستخدامها أو أن قوة العضلة لوحدها ليست مجدية أمام قوة الفكر الخارقة، ولا تنتفخ اوداج (الوطنجية) حمية دفاعا عن العقل العراقي المبدع والخلاق والذي كان يقرأ ما تكتبه مصر وتطبعه لبنان! وأنا أستدل مرة ثانية على ميكانيكيتنا وعدم تفكيرنا من هذه العبارة غير الصحيحة التي نرددها بإيمان مطلق وهي عبارة متناقضة غير منسجمة علاوة على انها غير واقعية بالمرة أو أننا نقرأ ولا نفقه أو نقرأ لمجرد القراءة وهذا غير صحيح. أعود إلى موضوعي الذي يدور حول أفكارهم التي لم ندركها بعد وحركتنا التي لا تحتكم إلى العقل في أغلب الأحيان بعد.. والموضوع متعلق (بالإبراهيمية) التي قد يتصور البعض بأني أحاول تهويل أمرها وإعطائه أكثر من إستحقاقه الطبيعي، فأين منا دين مسخ يريد أن يلغي الأديان ويأتينا بدين جديد بلا صلاة وبلا قرآن ولا مجلس عزاء حسيني؟ ولهذا البعض اقول: عودوا للتاريخ قليلا وتابعوا كيف إنتشرت افكار المادة والإلحاد في بيوتنا وبيوت أذن الله فيها أن يذكر أسمه فتحولت بفعل ما إلى مراكز افكار المادة والطبيعة والصدفة! هل كان الأمر صدفة؟ إنهم يفكرون.. ويفكرون بأن يحمل فكر اليسار المتطرف بادئ ذي بدء يمين متطرف ملأ قراب مناطق الأهوار وأزقة المدن الهزيلة و (عگود) المدينة القديمة بشراب أحمر أصبح بعد ذلك برائحة الدم.. وماكو مهر  بس ها الشهر  والقاضي نذبه بالنهر  وعندما نزا فكر البعث بُعَيد الفكر الاحمر أضيفت لهذه المقولة عبارة "موتوا يا بعثية" وكأن البعث هو الذي شرع المهر وأنشأ القاضي (الدين)! إنهم يفكرون.. لم نكن نتصور هذا الذي جرى ولا زلنا نعيش منغصاته وقد مر عليه قرابة قرن أو أقل منه بقليل من الزمن فلا نستبعد أن تأتينا الإبراهيمية بما أتى به من قبلها ما إنطلى علينا ونحن في غفلة (ميكانيكية). الديني في هذا البلد منشغل جدا بما يعتقد أنه صراعه الأهم (صراع المدارس) وصراع (المحابس) هذا أبعد ما يكون عن الدين! إليكم ما يشغلهم وهو ما يحاولون أن يكون شغلنا الشاغل (وهو شغل ميكانيكي صرف) لا يحتكم إلى العقل ولا حتى إلى النقل وكل ما في الأمر أن هناك شيء مقدس من الدين لا يجب أن يدنس! ولو سألت بماذا يدنس؟ فلن يعطوك جواباً وإن اصبحت لحوحاً افتوا بتكفيرك وسفاهة تفكيرك وقد يصل الأمر إلى (تسفيرك) بطريقة ما إلى مكان مجهول! أما السياسي والأغلبية غير سياسيين يشغلهم شغل آخر متعلق (بصراع التنافس) من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب من خلال المناصب ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد! وسط كل هذه الإنشغالات (الميكانيكية) لنا أن نتصور كيف يجلس مجموعة من طلاب الصف السادس الإعدادي في مدرسة اهلية في منطقة قصية من محافظة البصرة يتحدثون عن قصة السلام الذي يجب أن يتحقق مهما كان الثمن ومهما كانت التنازلات لأن الحروب والصراعات لم تنته بنا إلى نتيجة مرضية بل كل نتائجها كانت سلبية على هذا البلد الذي يخوض حرباً ليست حربه..  هؤلاء الشباب الذين لا يجيدون قراءة مقرراتهم الدراسية يتحدثون عن الحرب والسلام والخراب والبناء بعد أن وقع بأيديهم منشور على شكل نصف ورقة A4 مكتوب فيه (نحيا بسلام)! ومن هنا ستبدأ القصة التي لن تنتهي بالسلام أبدا.. وفي جانب آخر من المدينة الخربة يتحدث كاتب وشاعر وهو يحمل قدح خمر متفاخراً أنا أشرب الخمر ولا أعتدي على أحد وآمنت إن (إبراهيم) سيصنع السلام لو عاد من جديد إلى مسقط رأسه في أور القديمة التي سيبنيها من جديد بناء يليق بها وبه وسيترك عيسى بدينه وموسى بدينه على أن يحترموا المدينة ولا يعتدوا على أحد فيها ويوفروا الخبز لبعضهم البعض ويناموا على الأسطح تختلط صباحاتهم بأصوات المؤذن والناقوس وفيروز وبائع العرق (سوس)، فصفق له الحضور جميعا قائلين مرحبا بإبراهيم على أن لا يكون خليلا! الطلبة الميكانيكون  الشاعر الميكانيكي الجمهور الميكانيكي ولا يزال المشهد هنا كما هو منذ الأول من كانون الثاني وحتى الثاني من كانون الأول.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك